شكلت أحدث تقنيات التشخيص والعلاج في جراحة المسالك البولية، محور المؤتمر السنوي للجمعية المغربية لجراحة المسالك البولية، وهو تظاهرة علمية دولية جمعت في الفترة من 9 إلى 11 فبراير الجاري بالرشيدية وأرفود، ثلة من الباحثين والأطباء والمتخصصين من داخل المغرب وخارجه.
وجمع هذا المؤتمر الدولي المنظم تحت رعاية الملك محمد السادس، المسمى “مؤتمر شمال إفريقيا الرابع لجراحة المسالك البولية (NACU)، والاجتماع الدولي الحادي عشر حول جراحة المسالك البولية الحديثة”، خبراء بارزين حول موضوعات ذات راهنية في طب المسالك البولية، منهم أطباء المسالك البولية، وأخصائيو الجنس والأورام وأمراض النساء والأشعة والطب العام.
ويتعلق الأمر، بالأساس، بسرطان الكلى، وورم المثانة، وورم الخصية، والتحص البولي، والمسالك البولية النسائية، وعلم الجنس، وعلم الذكورة، وكذا الطب التجديدي.
وبهذه المناسبة، أكد جعفر هيكل، أستاذ علم الأوبئة والطب الوقائي بجامعة محمد السادس لعلوم الصحة، على أهمية هذا المؤتمر، حيث أنه جمع مهارات مغربية كبيرة في جراحة المسالك البولية، بالإضافة إلى باحثين مشهورين عالميا ومتخصصين قدموا لتقديم أحدث التقنيات في هذا المجال.
وأشار في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن المستوى الفني والمهاري للأطباء المغاربة في جراحة المسالك البولية والجراحة الباطنية، في كل من القطاعين العام والخاص، مشهود بها عالميا.
وأبرز السيد هيكل، أن اليوم الثاني من هذا المؤتمر الدولي تم تخصيصه للجوانب الوقائية المختلفة التي يمكن أن تساعد الناس على تجنب المشاكل الصحية في المسالك البولية، بما في ذلك نمط الحياة الصحي والنشاط البدني المنتظم، مضيفا أنه تم التركيز أيضا على الدور الهام للنظام الغذائي الصحي.
من جانبه، اعتبر البروفيسور كلود كليمان عبو، الرئيس الفخري للجمعية، أن هذا المؤتمر تناول الجوانب الحديثة لجراحة المسالك البولية التي سجلت تطورات مهمة للغاية في جميع مجالاتها، لا سيما في تقنيات الحد الأدنى من التدخل الجراحي التي تسمح للمريض بالتعافي، والخروج المبكر من المستشفى واستعادة حياة نشيطة وطبيعية.
وقال السيد عبو، رئيس قسم المسالك البولية بأحد المستشفيات الباريسية الكبرى، إن جراحي المسالك البولية اليوم لم يعودوا يعملون بأيديهم بشكل أساسي، لكنهم يعتمدون بشكل كبير على التكنولوجيا التي تشهد تطورات “كبيرة للغاية”.
وأوضح “أنهم يستخدمون أدوات وأجهزة باهظة الثمن لتطوير هذه الجراحة، بما في ذلك الروبوت الجراحي الذي يسمح لك اليوم بأداء جيد من خلال رؤية ثلاثة أبعاد مع الابقاء على مسافة من المريض”.
وفي نفس السياق، أشار البروفيسور عبو، إلى أن هذا المؤتمر يجعل من الممكن إعادة تحليل الجوانب المتعلقة بنوعية حياة المرضى والتقنيات الجديدة، مضيفا أنها فرصة للمختصين للتعرف على آخر التطورات في هذا المجال.
من جهته، أبرز الأستاذ رضوان ربيع رئيس الجمعية المغربية لجراحة المسالك البولية، أن هذا المؤتمر لن يتم تنظيمه بهدف تبادل الخبرات فقط، بل أيضا لمناقشة مواضيع جديدة خاصة، العلاجية منها والإجراءات الجديدة التي قد تهم المرضى المغاربة، مؤكدا على أهمية أحدث التطورات المتعلقة بجراحة البروستات طفيفة التوغل، وكذلك الروبوتات في مجال طب المسالك البولية.
وأشار البروفيسور ربيع، إلى أن برنامج هذا المؤتمر تم اختياره بدقة من قبل خبراء دوليين في هذا المجال، جاءوا من جميع أنحاء العالم، لا سيما من أستراليا وأوروبا والولايات المتحدة والعالم العربي وإسرائيل.
وعرف هذا المؤتمر الدولي، مشاركة علماء بارزون على الصعيد الدولي في طب المسالك البولية، مثل البروفيسور آلان دانا (فرنسا)، ودافيد خياط (فرنسا)، وبوب دجافان (النمسا)، وجاكوب رامون (إسرائيل)، والذين قدمون عروضا حول مواضيع تتعلق بآخر التطورات في طب المسالك البولية.
وتم تنظيم هذا المؤتمر بالتعاون مع جمعيات علمية أخرى، وهي الجمعية الأوروبية لجراحة المسالك البولية (EAU)، والجمعية الدولية لجراحة المسالك البولية (SIU)، والجمعية العربية لجراحة المسالك البولية (MU)، ومؤتمر آسيا الوسطى لطب المسالك البولية (CACU)، وجمعية المسالك البولية الإفريقية (PAUSA)، والجمعية المغربية لطب المسالك البولية (AMU)، والجمعية البلغارية لطب المسالك البولية (ABU)، والجمعية المغربية لعلم الجنس (AMS)، والجمعية المغربية للطب التجديدي (AMMR)، كضيف شرف الجمعية الإسرائيلية للمسالك البولية (IUS).