التهديدات الإرهابية.. أمريكا تستلهم تجربة المغرب

نجح التنسيق الأمريكي المغربي لمناسبات عديدة في مكافحة الإرهاب الدولي، بفضل تطور العمل المشترك بين كبار المسؤولين على أكثر من صعيد.

وحسب يومية “الصباح” في عددها الصادر الخميس، احتاج الأمريكيون إلى خبرة عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، الجهاز الذي لديه خبرة كبيرة في توفير المعلومات الدقيقة التي يمد بها مخابرات الدول الصديقة للقيام بعمل استباقي لتفكيك الخلايا الإرهابية في مهدها وهي تحضر للقيام بأعمال إرهابية، وتفادي حمامات دم.

واستقبل عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، بمكتبه بالرباط، (الثلاثاء)، كريستوفر راي، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، الذي يقوم حاليا بزيارة عمل إلى المغرب على رأس وفد رفيع المستوى، يضم نائبه المكلف بقسم العمليات الخارجية، رايموند دودا.

تعاون أمني.. حموشي يستقبل مدير الـ”FBI”

وذكر بلاغ للمديرية العامة لمراقبة التراب والوطني أن هذه الزيارة تعتبر الثانية في برنامج العمل المشترك الحالي بين الطرفين، وذلك بعد الزيارة السابقة التي قام بها المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني إلى الولايات المتحدة الأمريكية في يونيو 2022، والتي التقى فيها مديرة أجهزة المخابرات الأمريكية، أفريل هاينز، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية، ويليام بيرنز، ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريستوفر راي.

وأوضح المصدر نفسه أن هذا اللقاء المتجدد شكل مناسبة سانحة للطرفين لاستعراض مستوى علاقات التعاون الثنائي المتميز بين المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مع مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، فضلا عن التباحث المشترك بشأن التهديدات الناشئة والتحديات الأمنية المرتبطة بالعديد من الظواهر الإجرامية العابرة للحدود الوطنية.

وانصبت المباحثات المشتركة بين الجانبين كذلك، يضيف البلاغ، على دراسة الآليات الكفيلة برصد ومواجهة حركية المقاتلين في التنظيمات الإرهابية عبر المنافذ الحدودية، وتبادل المعلومات بشأنهم، وتدعيم التعاون لمكافحة التهديدات المرتبطة بالأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية، وتوسيع نطاق التعاون الثنائي المتميز في مجال مكافحة الإرهاب ليشمل منطقة الساحل.

وأكد البلاغ أن هذه الزيارة الجديدة تؤشر على المستوى المتقدم الذي بلغه التعاون الثنائي بين الأجهزة الأمنية المغربية، ووكالات تطبيق القانون بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي انطلق من عمق الشراكة الإستراتيجية التي تجمع بين البلدين في مختلف المجالات، ويرتكز على العزم المشترك لتعزيز وتطوير هذا التعاون بما يضمن توطيد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

ويكتسي استقبال حموشي، لمدير مكتب التحقيقات الفيدرالي أهمية خاصة وبالغة بالنظر إلى السياق الدولي والتحول جيو إستراتيجي، إذ يأتي في لحظة تصاعد التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل والصحراء، كما تتزايد مخاطر حصول التنظيمات الإرهابية على مواد كيماوية وبيولوجية خطيرة بسبب تزايد الصراعات الإقليمية في عدد من مناطق العالم.

وقال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية، أثناء افتتاح مقر مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب لتدريب الأفارقة بالرباط، إنه تم تشكيل أربع مجموعات إرهابية رئيسية في إفريقيا تنسق مع عشرات الجماعات التابعة لها، وتنشط في أكثر من 25 دولة إفريقية، وقامت بـ 7108 اعتداءات العام الماضي، تسببت في سقوط 12 ألفا و519 ضحية بين قتيل وجريح، مشيرا إلى أن منطقة الساحل والصحراء أصبحت ثاني أكثر المناطق تضررا من الإرهاب في العالم، وأن 2020 كانت الأكثر دموية إذ بلغ عدد القتلى 4250، بزيادة قدرها 60 في المائة مقارنة ب 2019، بينما بلغ الأثر الاقتصادي للإرهاب في إفريقيا على مدى السنوات العشر الماضية خسارة 171 مليار دولار أمريكي.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة