أول إصابة بعدوى زيكا في أميركا سببها ممارسة الجنس

أعلنت، يوم الثلاثاء، أول إصابة معروفة بفيروس “زيكا”، في الولايات المتحدة، في تكساس، وقال مسؤولون محليون في مجال الصحة إنه يحتمل انتقال الإصابة من خلال ممارسة الجنس، وليس بسبب لدغات البعوض.
يجيء هذا الإعلان، بعد يوم من إعلان منظمة الصحة العالمية أن عدوى “زيكا” الفيروسية، التي تنتقل عن طريق البعوض، تمثل حالة طوارئ دولية تحدق بالصحة العامة، بسبب ارتباطها بآلاف من حالات تشوه الأجنة، في ما تسعى المنظمة للرد على هذا الخطر.
ويستفحل الفيروس -الذي سبب تشوهات في الأجنة، والمواليد لآلاف الأطفال في البرازيل- بسرعة في الأمريكتين، فيما حذرت منظمة الصحة من خطر انتشاره إلى قارتي إفريقيا وآسيا اللتين بهما أعلى معدلات للمواليد في العالم.
وأكدت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن أول حالة إصابة بعدوى “زيكا” الفيروسية في دالاس هي الأولى لشخص لم يسافر للخارج أثناء تفشي الفيروس بالمنطقة.
ولم تتحقق المراكز بعد من كيفية انتقال الفيروس.
وعقب رصد هذه الحالة نبهت المراكز على الرجال باستخدام الواقي الذكري، عقب السفر إلى مناطق ينتشر بها الفيروس، على أن تتوخى الحوامل اليقظة من انتقال الفيروس إليهن.
وقالت إدارة الصحة في دالاس، على تويتر، إن حالة الإصابة نجمت عن ممارسة الجنس، من شخص سافر إلى فنزويلا، إلى شخص لم يسافر إليها، في ما يجري التحفظ على التقييمات احترازيا.
وعبرت منظمة الصحة العالمية عن قلقها، اليوم الأربعاء، للأنباء الخاصة بأن الفيروس انتقل عن طريق ممارسة الجنس، بالولايات المتحدة، وطالبت بإجراء مزيد من الفحوص.
وقال جريجوري هارتل، المتحدث باسم المنظمة، لرويترز “يتعين إجراء مزيد من الفحوص لفهم الظروف واحتمالات إسهام ممارسة الجنس في نقل العدوى”.
وأضاف أن فريق مواجهة فيروس “زيكا”، المنبثق عن منظمة الصحة، سيناقش، يوم الأربعاء، التقرير الخاص بالاتصال الجنسي وعلاقته بالعدوى إلى جانب مسائل أخرى خلال اجتماعه اليومي.
وقال “هناك الكثير الذي لا نعرفه عن زيكا. يستلزم الأمر تشديد اجراءات الترصد الوبائي وقد شكلنا فريقنا ونحن على يقين من تحقيق تقدم سريع”.
وقال إن الإجراءات التي يتعين اتخاذها حاليا في المناطق المتضررة تتضمن مكافحة البعوض مع ارتداء الملابس المناسبة واستخدام أجهزة طرد البعوض واستخدام الناموسيات عند النوم.
ونبهت منظمة الصحة العالمية الدول الأوروبية إلى البدء فورا في رفع حالة التأهب لوقاية السكان من الفيروس الذي لم ينتقل بعد إلى أوروبا.
وقالت السلطات الأمريكية إنه لم ترد أنباء عن انتقال الفيروس محليا عن طريق البعوض في مقاطعة دالاس الواقعة في تكساس.
وأُعلن عن انتشار الفيروس في أكثر من 30 دولة ومنطقة وانه ربما يرتبط بحالات تشوه الأجنة وصغر حجم رأس المواليد.
وناشدت لجنة الصليب الأحمر الأمريكي يوم الثلاثاء المتبرعين بالدم من مناطق تفشي فيروس “زيكا” الانتظار 28 يوما على الأقل قبل التبرع لكنها أشارت إلى أن مخاطر نقل الفيروس من خلال الدم لا تزال منخفضة “للغاية” في قارة أمريكا الشمالية.
وقال بيان من اللجنة إن هذا التنبيه يسري على المتبرعين بالدم ممن زاروا المكسيك ومنطقة البحر الكاريبي وأمريكا الوسطى والجنوبية خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة.
وطلبت اللجنة ممن يتبرعون بالدم ثم تظهر على المتلقين فيما بعد أعراض الإصابة بفيروس “زيكا” خلال 14 يوما من التبرع المبادرة بإبلاغ الصليب الأحمر لمصادرة الدم المتبرع به.
كانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت الأسبوع الماضي أن عدوى “زيكا” الفيروسية تستفحل بصورة شديدة وقد تصيب نحو أربعة ملايين شخص في الأمريكتين.
وقال انطوني كاستيللو، الخبير بمنظمة الصحة العالمية، في مجال الصحة الإنجابية وصحة الطفل، إن من الأهمية بمكان إنشاء مواقع للترصد الوبائي في المناطق الفقيرة بالدول المتضررة وغيرها لرصد أي حالات إصابة مؤكدة او مشتبه بها.
وقالت ديلما روسيف، رئيسة البرازيل، إن حكومتها لن تدخر أي موارد في سبيل تعبئة بلادها في حرب لمكافحة البعوض الذي ينقل فيروس “زيكا” الذي يجتاح الأمريكتين حاليا. وقالت في كلمة خلال جلسة مشتركة لمجلسي الكونجرس البرازيلي في بداية العام التشريعي في البلاد يوم الثلاثاء “لن يكون هناك أي نقص في التمويل”.
وأضافت أن البرازيل والولايات المتحدة دخلتا شراكة لابتكار لقاح مضاد لفيروس زيكا في أسرع وقت ممكن للقضاء على انتشار الفيروس المرتبط بآلاف من حالات تشوه مخ المواليد بالبرازيل.
وفي إطار السباق الدولي المحموم لابتكار لقاح ضد فيروس “زيكا” أطلقت شركة سانوفي الفرنسية للمستحضرات الطبية، مشروعا لابتكار لقاح ضد الفيروس، في أقوى التزام من نوعه، حتى الآن، لمكافحة هذه العدوى الفيروسية. وقالت الشركة إن مختبر باستير للقاحات سيوظف خبراته لإنتاج لقاح على غرار لقاحات أخرى تعالج الحمى الصفراء والالتهاب السحائي وحمى الدنج.
وأعلنت شركتان هنديتان في مجال التكنولوجيا الحيوية يوم الأربعاء إنهما تعكفان على ابتكار لقاحات لمكافحة الفيروس ومن بينها لقاح ينتج بالاستعانة بالتقنيات الحيوية علاوة على لقاح آخر ينتج بعد إضعاف الكائن المسبب للمرض ليحقن في أجسام المرضى لتتكون أجسام مضادة للفيروس في الجهاز المناعي.
وسيخضع اللقاحان للتجارب الاكلينيكية على حيوانات التجارب خلال أسبوعين.
وأعلنت شركات فايزر وجونسون آند جونسون وميرك للمستحضرات الدوائية وجامعات ومراكز بحثية انها تجري تقييما للتقنيات الخاصة بها لإنتاج لقاحات ضد فيروس زيكا لكن جميع هذه الجهات نبهت إلى ان إنتاج أي لقاح فعال وآمن يحتاج إلى فترة من الوقت.
وقالت مارغريت تشان، مديرة منظمة الصحة العالمية، للصحفيين إن الأمر يتطلب تضافر الجهود الدولية لتحسين أساليب الرصد وتسريع جهود ابتكار لقاح مع تحسين أساليب تشخيص المرض مشيرة إلى ان المسألة لا تستلزم فرض قيود على السفر أو التجارة.
وقالت تشان “ان التخوف الأول والأهم يتعلق بالتشوه الخاص بصغر حجم الدماغ وعدم اكتمال نمو المخ” لدى المواليد.
وأشارت إلى وجود “اشتباه قوي في الارتباط بين الفيروس وتشوه الأجنة” لكن الصلة بينهما لم تتأكد علميا بصفة قاطعة.
كانت منظمة الصحة العالمية قد تعرضت لانتقادات العام الماضي لتأخرها في التعامل مع وباء الايبولا بغرب افريقيا الذي أودى بحياة أكثر من عشرة آلاف شخص خلال عامين بعد ان تعهدت المنظمة بسرعة مواجهة الوباء.
ولا يوجد لقاح أو علاج لعدوى زيكا الفيروسية التي ينقلها البعوض من جنس (ايديس ايجبتاي) ويتسبب الفيروس في ارتفاع درجة حرارة جسم المريض وظهور طفح جلدي ولم تظهر على 80 في المائة من المصابين بالفيروس أي أعراض. وتتركز معظم الإجراءات على الحد من انتشار البعوض ووقاية البشر منه.
ولم يكن فيروس زيكا -الذي رصد بافريقيا في عام 1947- معروفا في الأمريكتين حتى العام الماضي ثم ظهر في شمال شرق البرازيل وواصل انتشاره بسرعة في أمريكا اللاتينية عبر البعوض الذي ينقل ايضا حمى الدنج والحمى الصفراء وفيروس التشيكونجونيا.
وقالت وكالات للسفر إن النساء الحوامل على وشك الوضع بدأن يتجنبن منطقتي أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي بسبب التحذيرات الخاصة بارتباط زيكا بتشوه الأجنة والمواليد.
وتقول سلاسل الفنادق وشركات الطيران إنه من السابق لأوانه الجزم بأن هذه التحذيرات قد أثرت على الحجوزات لكنها أدت الى تجنب الحوامل فقط السفر لهذه المناطق وقمن ببعض الالغاءات وتغيير وجهات السفر.
وعلى هامش تطورات الأوضاع في أزمة فيروس زيكا أصبحت شركة استرالية صغيرة متخصصة في إنتاج المبيدات الحشرية هذا الاسبوع من أوائل المستفيدين من انتشار الفيروس الذي ينقله البعوض عندما وقع الفريق الاولمبي للبلاد أول عقد رسمي للرعاية مع الشركة.
وفيما تتسابق السلطات على مستوى العالم لمواجهة الأزمة قالت شركة (جونو لابوراتوريز) ومقرها ملبورن إنها ستطرح ألف عبوة من مبيد في شكل جيل الطارد للبعوض للرياضيين والمسؤولين الاستراليين خلال دورة ألعاب ريو دي جانيرو في البرازيل في غشت القادم.
وتعتزم استراليا المشاركة بنحو 450 رياضيا و330 من فرق المعاونة الإدارية لدورة الألعاب الاولمبية في البرازيل.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة