الـSNPM تهاجم الصحافة الفرنسية التي تخلت عن دورها الإعلامي المهني وتحولت إلى فاعل سياسي

أدانت النقابة الوطنية للصحافة المغربية الإساءة إلى العاهل المغربي في احدى الصحف الفرنسية، وذلك في وقت تتزايد فيه بوادر الأزمة المتواصلة منذ أشهر بين المغرب وفرنسا.

أعربت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن إدانتها الشديدة لنشر مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة على غلافها رسما “ساخرا” يتضمن صورة للملك محمد السادس، أثار استياء الشعب المغربي.

وقالت النقابة الأكثر تمثيلية في المملكة إنها “تتابع بقلق كبير الحملة الإعلامية التي تخوض غمارها بعض وسائل الإعلام الفرنسية ضد المغرب”.

واعتبرت أنه في الوقت الذي كان مطلوبا من جميع وسائل الإعلام والصحافيين في العالم، مساندة الشعب المغربي في محنة الزلزال العنيف الذي ضرب أجزاء شاسعة من البلاد، فإن “كثيرا من وسائل الإعلام الفرنسية، اختارت توظيف هذه المأساة الإنسانية لخدمة أجندة معينة، وتصفية حسابات سياسية ضيقة”.

واتهمت النقابة الوطنية للصحافة المغربية في بيان لها “بعض وسائل الإعلام الفرنسية بالتخلي عن دورها الإعلامي المهني”، وأنها تحولت إلى “فاعل سياسي مباشر، يتبنى مواقف سياسية بحمولة إيديولوجية صرفة”.

وقالت النقابة إنه “عوض نقل الأخبار المتعلقة بالكارثة، التي حلت بالشعب المغربي”، ونقل الأحداث “كما تحصل في الواقع”، تعمدت بعض وسائل الاعلام الفرنسية “تجنب القيام بواجبها واستبداله بنشر المواقف المغرضة، والأخبار الزائفة، والإساءة إلى المؤسسات الدستورية المغربية”.

وعبرت النقابة عن “دانتها الشديدة للفعل الجرمي الفظيع، الذي اقترفته صحيفة (شارلي إيبدو) الفرنسية، من خلال الإساءة المباشرة للملك محمد السادس، كما اتهمتها بـ”التحريض المباشر للمواطنين بهدف عدم المشاركة في المساهمة المالية”، التي فتح لها حساب مصرفي “طبقا للقانون لاستقبالها”.

وقالت النقابة ان وسائل اعلام فرنسية قد “ادعت بصفة مباشرة بأن هذه الأموال لن تخصص لخدمة الأهداف المعلنة لها:، معتبرة ذلك “سلوك وتصرف لا علاقة له بمهنة الصحافة النبيلة” (…) واصفة إياه بـ “السلوك المشين”، الذي “لا يصدر عن وسيلة إعلام تحترم أخلاقيات المهنة، بل هو سلوك معتاد من الصحف الصفراء الرخيصة”.

وهاجمت لنقابة الوطنية للصحافة المغربية الصحيفة، قائلة إن “ما أقدم عليه المسؤولون عن هذه الصحيفة يندرج في الحملة الإعلامية الرخيصة التي تطوعت بعض وسائل الإعلام الفرنسية، و في مقدمتها (شارلي ايبدو)، وقناة (BFMTV)، وصحيفة (ليبيراسيون)، و غيرها للقيام به”، معتبرة أن “وسائل الإعلام هذه تقوم بحملة سياسية بغيضة خدمة لأهداف معينة”، وأن “بعضها يتعامل مع المأساة التي يعيشها الشعب المغربي بخلفيات سياسية وإيديولوجية تعكس القناعات السياسية و الايديولوجية للمشرفين عليها تجاه القضايا السياسية المغربية الداخلية”.

وقالت النقابة الوطنية للصحافة المغربية إن بعض من الصحافيين الفرنسيين والعاملين في هذه المؤسسات الإعلامية الفرنسية، الذين جاؤوا إلى المنطقة التي تعرضت للزلزال المدمر، “يقترفون مجموعة كبيرة من المخالفات المخلة بأخلاقيات المهنة… من قبيل نشر صور الأطفال والقاصرين ونشر صور أشخاص دون الحصول على موافقة صريحة منهم، وانتقاء الأشخاص الذين يستجوبونهم بدقة متناهية بما يخدم أهدافا معينة، وتركيزهم بشكل يفتقد إلى الالتزام بالتوازن على بعض الاختلالات والنواقص”.

وسجلت النقابة الوطنية للصحافة المغربية بـ”افتخار التزام وسائل إعلام فرنسية أخرى بالمهنية، وبأخلاقيات المهنة في تغطيتها لكارثة الزلزال”، وبـ”اعتزاز انخراطها الفعلي في حملات التضامن مع ضحايا الكارثة”، فإنها في مقابل ذلك، عبر عن “أسفها الشديد لهذا المستوى المنحط الذي وصلت إليه بعض وسائل الإعلام في بلاد الثورة الفرنسية”، وكسجلو بـ”أسى عميق جدا استغلالها لكارثة طبيعية تسببت في مآسي إنسانية، اجتماعية ونفسية لأعداد كبيرة من المواطنين المغاربة، وفي صدمة عنيفة للشعب المغربي، واستثمارها لخدمة أهداف سياسية. بما جرد هذه الوسائل من أية مصداقية”.

و عبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن “قناعتها بأن هذه الوسائل الإعلامية الفرنسية مصرة على القيام بدورها السياسي وليس المهني، في تعاملها مع جميع القضايا التي تهم الشعب المغربي، و تهم الشعوب العربية والإسلامية”، دعنت، في المقابل، المواطنين و المواطنات المغاربة، و عبرهم الرأي العام الجهوي و الدولي إلى “الحيطة والحذر من خطورة السموم التي تنفثها هذه الوسائل”، داعية التنظيمات الصحافية المهنية الفرنسية إلى “التدخل لوضع حد للخروقات الخطيرة، والانتهاكات الجسيمة، التي تقترفها هذه المنابر ضد الشعب المغربي في هذه الظروف الصعبة التي يجتازها”.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة