عندما سُحبت قرعة الدوري الإسباني لكرة القدم، لم يكن مشجعو نادي جيرونا المغمور يحلمون أن يواجهوا ريال مدريد العريق السبت في ملعبهم الصغير البالغة سعته 14 ألف متفرّج وهم في موقع المتصدر.
يحقق النادي الذي اشترته المجموعة الإماراتية المالكة لنادي مانشستر سيتي الإنكليزي عام 2017، أفضل بداية في تاريخه في الليغا. استفاد الفريق الصاعد في موسم 2022 من قرعة سمحت له بتحقيق ستة انتصارات متتالية، والتربع على صدارة الدوري، قبل ان ينتزعها برشلونة موقتا الجمعة بفارق نقطة.
لم يكن المدرّب ميتشل يتخّيل ان يتبوأ فريقه هذا الموقع غير الاعتيادي، على غرار المدير الرياضي كيكي كارسيل.
قال كارسيل لوكالة فرانس برس “نستفيد من هذه اللحظة الاستثنائية. لدينا هدف واضح وهو البقاء في الدرجة الأولى، لكن واقع امتلاكنا 19 نقطة يريحنا كثيراً”.
أما بيري غوارديولا، شقيق مدرب سيتي الفذ بيب والذي يملك نصف حصص النادي، فقال لصحيفة سبورت “50% من المهمة قد أنجزت”.
يؤكّد المدرّب ميتشل ان “الهدف الوحيد” هو “الصمود” في الدرجة الأولى. بعدد سكان يبلغ 110 آلاف نسمة وموقع بين جبال البيرينيه والكوستا برافا، منتصف المسار بين برشلونة والحدود الفرنسية، لا تملك جيرونا مواصفات مدينة الأبطال.
لكن بالنسبة لتشافي مدرب برشلونة، فان البداية الصاروخية للجار الصغير “ليست مفاجئة. يستحقون ذلك.
هو فريق استعراضي. يقومون بالعمل المناسب منذ عدة سنوات، مشروعهم واضح ولديهم مدرب جيّد هو ميتشل”. بفضل كرة القدم الهجومية لمدربه، أنهى جيرونا الموسم الماضي في المركز العاشر، بفارق أربع نقاط فقط عن أوساسونا المتأهل إلى ملحق مسابقة كونفرنس ليغ القارية.
يؤكّد كيكي كارسيل “من الواضح أننا نشعر بتطوّرنا مقارنة مع الصعود الأخير (2017). يجب أن نبقى متواضعين لكن أن نطمح لتخطي مرحلة معينة هذا الموسم”.
بحسب المدير الرياضي، فان استمرارية التشكيلة من الموسم الماضي تفسّر النجاح “رغم خسارتنا أربعة لاعبين أساسيين، احتفظنا بـ15 أو 16 لاعباً (…)، يتمتعون بالتأقلم ويؤمنون بأفكار المدرّب”.
بعد خسارة لاعب الوسط أوريول روميو إلى برشلونة وقلب الدفاع الأوروغوياني سانتياغو بوينو إلى ولفرهامبتون الإنكليزي، حقق الفريق الكاتالوني انتدابات ذكية، بفضل انتمائه إلى مجموعة سيتي فوتبول غروب وشبكة الكشافين الواسعة.
النادي المملوك بنسبة 47% من مجموعة سيتي التابعة للشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، نجح بضمّ المهاجم الأوكراني أرتيم دوبفيك، بانتقال هو الأغلى في تاريخه (7.5 ملايين يورو)، لاعب الوسط الفنزويلي يانخل هيريرا القادم بخمسة ملايين يورو من مانشستر سيتي، والجناح البرازيلي سافيو المعار من تروا في الدرجة الفرنسية الثانية، أحد أندية المجموعة أيضاً.
كان هؤلاء من أبطال البداية الرائعة لجيرونا، فسجّل هيريرا 3 أهداف وتمريرتين حاسمتين، سافيو (19 عاماً) المميّز على الجهة اليسرى هدفين وأربع تمريرات حاسمة.
كما ضمّ جيرونا المدافع الهولندي دالي بليند بعقد حرّ، الحارس الأرجنتيني باولو غاتسانيغا، واستعار المدافع السابق لسيتي إريك غارسيا من برشلونة. انتقالات كافية لبناء فريق منافس “مشاهدته ممتعة، يريد استحواذ الكرة ويملك الشخصية والقدرة التنافسية”، بفضل مجموعة سيتي، بحسب ما يضيف كيكي كارسيل.