قالت نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، الثلاثاء 17 أكتوبر الجاري، أن تنظيم المؤتمر الوطني الخامس للحزب، يأتي في ظرف سياسي خاص جدا، على المستوى الدولي، أو العربي، أو الجهوي، أو الإقليمي، أو الوطني، مشيرة أنه ينطبع بأحداث متسارعة ومتغيرات هيكلية هامة تؤثر على أوضاعنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأكدت منيب، خلال انعقاد ندوة صحفية في سياق التحضير الجاري لتنظيم المؤتمر الوطني الخامس، للحزب الاشتراكي الموحد أيام الجمعة والسبت والأحد 20-21 -22 أكتوبر الجاري بالمركب الدولي للشباب والطفولة ببوزنيقة، أن “أزمة الرأسمالية المالية المهيمنة على العالم والتي تشرعن العنف والنهب والاستعمار الجديد، وتسلب السيادات الوطنية، وأزمة التنكّر للديمقراطية ومعها السيادة الشعبية، وأزمة تراجع هيمنة الدولار أمام صعود مجموعة البريكس، وتداعيات جائحة كوفيد-19 المستمرة، وتحديات الصحة والحريات والأمن الاستراتيجي، وعلى رأسه الأمن الطاقي والغذائي، وحرب الناتو في أوكرانيا، والتي تعتبر بمثابة حرب عالمية ثالثة، والتي انتقلت لمنطقة الشرق الأوسط مع حرب الكيان الصهيوني، ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية، وتدنيس المقدسات، وتهويد القدس، تسائل باستمرار تحليلات حزبنا وموقعه ومواقفه”.
وأضافت منيب في ذات الندوة: “لهذا حرصنا خلال التحضير الأدبي على الاجتهاد في التحليل وبناء القناعات والتصورات، وصياغة الأطروحات الملائمة للمرحلة التي نمر منها، وهو ما تعبر عنه الوثائق المعروضة على أنظار المؤتمر من أجل بناء المواطنة الكاملة، وضمان العبور إلى الديمقراطية، وترجمة الإرادة الشعبية إلى سيادة شعبية، وصيانة السيادة الوطنية بتقوية الجبهة الشعبية للنضال، والانخراط في الحركات الاجتماعية، ومختلف الديناميات التي خلقتها داخل المجتمع، وخلق تعبئة واسعة مع تظافر جهود كافة الأطراف ذات المصلحة في التغيير النوعي الهادف إلى تحقيق الإصلاحات السياسية والدستورية الجوهرية المساعدة على دمقرطة الدولة ودمقرطة المجتمع، والمؤدية إلى فتح آفاق بناء الملكية البرلمانية وتحقيق التنمية بأبعادها الشاملة، وإمكانية التوزيع العادل للثروة لضمان العيش الكريم للمواطنات و المواطنين في كلّ جهات الوطن في إطار من التضامن و التكامل”.
وتابعت المتحدثة: “وفي هذا المجال التحضيري بذل رفاقنا ورفيقاتنا قصارى جهودهم من أجل تقديم مشاريع أوراق تعكس وجهات النظر التي تتفاعل في رحم حزب يؤمن بالاختلاف، ويصونه، ويتيح إمكانية التنافس الديمقراطي بين الأطروحات والبرامج والرؤى الداعمة لخط الحزب وقناعاته من خلال تكريس الاعتراف بالتيارات التي سيقرها المؤتمر من خلال الاختيار الحر والنزيه. وللوصول إلى هذه المحطة تمت بلورة وثيقتين تعبر كل واحدة عن وجهات نظر أصحابها”.
وواصلت منيب: “نحن على يقين تام من أن مناسبة هذا المؤتمر ستكون فرصة للتداول والنقاش والتقييم والمحاسبة لنستطيع تثبيت المكتسبات الهامة التي راكمها الحزب، بنضالات عضواته وأعضائه في المركز والجهات والفروع واستخلاص الدروس من تجربتنا، وتجاوز الصعوبات التي عرفها المسير بين مؤتمرين كل ذلك من أجل إعادة بناء المستقبل الذي نتطلع اليه في إرساء وهيكلة حزب قوي وممتد ومبادر في خلق ميزان قوة جديد لصالح التغيير الديمقراطي المنشود، وذلك بالضغط من أجل إحداث قطائع مع الاختيارات اللاديمقراطية، وخلق شروط تعاقد مجتمعي بين الدولة والمجتمع، لإعادة بناء الثقة والوطنية المتجددة، وتحقيق مصالحة تاريخية مع كلّ الجهات المهمّشة من بلادنا و ضمان الحقوق و الحريات”.
وشددت منيب: “مازلنا إلى حدود اليوم نعمل ونثابر من أجل تدليل الصعاب، وتوفير الشروط المساعدة على إنجاحه ليكون كما نريده، محطة سياسية نوعية في مسار حزبنا، وفي الحياة السياسية المغربية، ويترجم الشعار الذي نحتناه بعناية في تفاعل مع هويتنا اليسارية، وخطنا الثابت، واختياراتنا السياسية. وهو الشعار الذي يؤطر عمل الحزب خلال المرحلة القادمة: “نضالنا اليساري من جل الشعب والوطن والديمقراطية””.
وخلصت منيب، أن حزب الاشتراكي الموحد، منخرط في الحركات الاجتماعية ومدافع بقوة عن مصالح الشعب، وقضايا الوطن، من أجل ضمان السيادة الوطنية، واستكمال الوحدة الترابية، وتحقيق الحرية والعدالة والكرامة والديمقراطية والمساواة الكاملة.
ويشار إلى أن فعاليات هذا المؤتمر، ستنطلق بعقد الجلسة الافتتاحية للمؤتمر عشية يوم الجمعة 20 أكتوبر 2023 على الساعة الخامسة بمركب بوزنيقة بحضور ضيوف الحزب.
