أ.ف.ب
عندما رحل الثنائي البلجيكي روميلو لوكاكو والبوسني إدين دجيكو عن الفريق هذا الصيف بعدما لعبا دوراً رئيسياً في قيادته الى نهائي دوري الأبطال، اعتقد كثر أن إنتر الإيطالي سيعاني كثيراً هذا الموسم لإيجاد طريقه الى الشباك، لكن الوافد الجديد الفرنسي ماركوس تورام فرض واقعاً مختلفاً في شراكته الموفقة مع الأرجنتيني لاوتارو مارتينيس.
وفي المباراتين الأوليين لفريق المدرب سيموني إنزاغي في المجموعة الرابعة من دوري أبطال أوروبا، وجد كل من اللاعبين طريقه الى الشباك في التعادل مع ريال سوسييداد الإسباني 1-1 والفوز على بنفيكا البرتغالي 1-0، وبالتالي يأمل جمهور “نيراتسوري” أن تواصل هذه الشراكة بدايتها الناجحة من خلال الفوز على ريد بول سالزبورغ النمسوي الثلاثاء على ملعب “سان سيرو” في الجولة الثالثة.
وكان اللاعبان على موعد مع الشباك السبت في الفوز على تورينو 3-0 في الدوري المحلي، ليرفعا رصيدهما المشترك من الأهداف الى 16 في جميع المسابقات حتى الآن، مع حصة الأسد للاوتارو الذي سجل 12 هدفاً في 11 مباراة.
ولعب الأرجنتيني والفرنسي دوراً في جعل إنتر الفريق الأكثر تهديفاً منذ بداية الدوري بعدما سجل رجال إنزاغي 24 هدفاً في 9 مباريات، ما ساهم في تربعهم على صدارة الترتيب بفارق نقطة أمام جارهم اللدود ميلان واثنتين أمام غريمهم يوفنتوس الثالث.
ورغم مرور تسع مراحل فقط على بداية الدوري، يتربع لاوتارو على صدارة ترتيب الهدافين بـ11 هدفاً وبفارق 5 أهداف عن هداف الموسم الماضي النيجيري فيكتور أوسميهن، ما يجعله سائراً بثبات نحو الوصول الى الرقم القياسي لعدد الأهداف في موسم واحد والمسجل باسم مواطنه غونسالو هيغواين عام 2016.
وبعد الفوز الكاسح على الجار ميلان 5-1 الشهر الماضي، أشاد تورام بزميله الأرجنتيني بطل مونديال قطر 2022، قائلاً “إنه لاعب رائع، أحد أفضل المهاجمين في العالم. اللعب معه يجعل كل شيء سهلاً”.
العودة الى حيث وُلِدَ
جعل تألق لاوتارو بهذه الطريقة الحاسمة، قدوم تورام من بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني الى البلد الذي ولد فيه، أسهل بكثير.
الفرنسي البالغ 26 عاماً هو نجل النجم الفرنسي الفائز بكأس العالم ليليان تورام، وقد وُلِد في بارما ولديه عاطفة واضحة تجاه إيطاليا التي يتحدث لغتها بطلاقة على الرغم من مغادرته البلاد عندما كان طفلاً لبدء مسيرته الشبابية في بلده الأم.
في بارما، تألق والده ليليان طيلة خمسة مواسم وفاز بكأس الاتحاد الأوروبي وكأس إيطاليا عام 1999 كجزء من فريق مرصع بالنجوم ضم في صفوفه لاعبين مثل فابيو كانافارو والحارس جانلويجي بوفون.
وقال كانافارو الأربعاء إن تورام الابن يذكره بالسويدي زلاتان إبراهيموفيتش خلال أيامه الأولى مع يوفنتوس.
سجل تورام أربعة أهداف فقط في جميع المسابقات في مستهل موسمه الأول كمهاجم صريح، لكنه حقق خمس تمريرات حاسمة، بينها ثلاث للاوتارو، ما جعله جزءاً أساسياً في المنظومة الهجومية الأكثر نجاحاً في إيطاليا حتى الآن.
وتحدث إنزاغي السبت عن مهاجمه الفرنسي، قائلاً “عندما جاء الى هنا لأول مرة، اعتقدت أنه قد يحتاج لبعض الوقت من أجل التأقلم، لكني لاحظت من الحصة التمرينية الأولى أنه سيكون قادراً على التأقلم بسرعة”.
وسيكون تورام ولاوتارو مطالبين بمواصلة تألقهما ليس في مباراة ريد بول سالزبورغ وحسب، بل في الاستحقاقات القريبة المقبلة التي تضع إنتر محلياً في مواجهة روما الأحد المقبل ومن بعده أتالانتا، ومن ثم يوفنتوس في المرحلة 13، نابولي البطل في المرحلة التي تليها، إضافة الى تجديده المواجهة مع سالزبورغ في الجولة الرابعة ثم رحلته في الجولة التي تليها الى البرتغال لمواجهة بنفيكا الذي اقصاه “نيراتسوي” الموسم الماضي في طريقه الى النهائي (فاز عليه في ربع النهائي 2-0 وتعادلا 3-3).