أ.ف.ب
يقف حارس مرمى المنتخب الفرنسي ونادي ميلان الإيطالي مايك مينيان في طريق فريقه السابق باريس سان جرمان عندما يلتقي الفريقان الأربعاء في الجولة الثالثة من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم.
يجد النادي الباريسي الساعي إلى لقبه الأول في المسابقة القارية العريقة، نفسه في مواجهة أحد أبرز المواهب العديدة التي تخلى عن خدماتها في السنوات الأخيرة.
التحق مينيان بباريس سان جرمان في سن الرابعة عشرة وتحديدا عام 2009، لكن فريق العاصمة تخلى عن خدماته عام 2015 لصالح ليل وتوج مع الأخير بلقب الدوري الفرنسي عام 2021، ثم فعلها مع ميلان بعد عام واحد وأصبح الحارس الأول للمنتخب الفرنسي.
في هذه الأثناء، سلّم سان جرمان القفازات إلى قائمة طويلة من حراس المرمى، قبل التعاقد مع الإيطالي جانلويجي دوناروما من ميلان في عام 2021، وجعله الحارس الأساسي بلا منازع بعد عام واحد.
لكن ألم يكن من الأفضل للنادي، المملوك قطريا، أن يبقي على ثقته في الشاب مينيان بدلاً من التعاقد مع الايطالي سالفاتوري سيريغو والألماني كيفن تراب، والإيطالي الآخر جانلويجي بوفون وألفونس أريولا، والكوستاريكي كيلور نافاس، ثم دوناروما في سعيه المستمر للفوز بدوري أبطال أوروبا؟
أصبح مينيان، البالغ 28 عاما، أحد حراس المرمى المتميزين في العالم وسيكون آخر صخرة في دفاع ميلان ضد زملائه في منتخب فرنسا كيليان مبابي وعثمان ديمبيليه وراندال كولو مواني، في مباراة حاسمة في المجموعة السادسة، علما أنهما سيلتقيان في الجولة الرابعة بعد أسبوعين في ميلانو.
بعد أن حافظ على نظافة شباكه في التعادل مع نيوكاسل يونايتد الإنكليزي وبوروسيا دورتموند الألماني في الجولتين الأولى والثانية، من المقرر أن يعود مينيان إلى حراسة عرين ميلان بعد غيابه بسبب الإيقاف عن الخسارة أمام يوفنتوس 0-1 على ملعب سان سيرو في الدوري الإيطالي الأحد.
وقال مينيان أثناء وجوده مع المنتخب الفرنسي الأسبوع الماضي خلال النافذة الدولية “إنه شعور غريب دائمًا بالعودة إلى الوطن، سواء كان ذلك إلى ليل أو باريس”.
وغاب مينيان عن نهائيات كأس العالم العام الماضي في قطر بسبب الإصابة، لكنه أصبح الخيار الأول للمدرب ديدييه ديشان منذ اعتزال أوغو لوريس.
وأضاف “العودة الى الوطن تعيد الذكريات. لقد لعبت سابقا ضد باريس سان جرمان عندما كنت أدافع عن ألوان ليل. لكن الأمر يتعلق غدا بمسابقة دوري أبطال أوروبا. ستكون هناك أجواء رائعة. ستكون عائلتي هناك. أحتاج إلى التأكد من أنني سأركز على عملي وألاّ أترك العواطف تطغى عليّ”.
– “طُرِد عمليا” –
كان هناك تركيز كبير في الأشهر الأخيرة على عدم نجاح سان جرمان في الظفر بلقب مسابقة دوري أبطال أوروبا، على الرغم من تبنى ملاكه القطريين سياسة إنفاق أموال ضخمة على التعاقدات مع النجوم.
وفي الوقت نفسه، أهمل ملاك النادي المواهب الشابة الموجودة على عتبة بابهم في أرض خصبة لكرة القدم في العاصمة باريس.
تم بذل جهد كبير لتغيير النهج مع رحيل الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار، بضم المواهب الفرنسية المثيرة مثل ديمبيليه المولود في نورماندي، وكولو مواني المولود في الضاحية نفسها، التي رأى فيها النجم مبابي النور.
لم يقتصر الأمر في النادي الباريسي على رحيل مينيان فقط خلال العقد الماضي، حيث اختار كل من كينغسلي كومان، أدريان رابيو، كريستوفر نكونكو، وموسى ديابي مواصلة مسيرتهم الكروية مع أندية اخرى.
بالإضافة إلى مينيان، يمكن أن تضم التشكيلة المحتملة لميلان أمام باريس سان جرمان صانع الألعاب الجزائري الأصل ياسين عدلي البالغ من العمر 23 عامًا والمولود في ضواحي باريس، والذي ترك فريق مسقط رأسه بعد ظهور واحد فقط مع الفريق الأول موسم 2018-2019.
انتقل عدلي الذي بدأ مسيرته الكروية مع باريس سان جرمان عام 2013، الى بوردو صيف 2019 قبل الانتقال صيف 2021 الى ميلان الذي ابقاه في صفوف ناديه الفرنسي على سبيل الاعارة موسم 2021-2022.
فاز باريس سان جرمان بأربع أدوار إقصائية في دوري أبطال أوروبا منذ رحيل مينيان قبل ثماني سنوات.
وقال مينيان الموسم الماضي في مقابلة عندما سُئل عن رأيه في خروج باريس سان جرمان من المنافسة على يد بايرن ميونيخ الألماني “هذا لا يعني شيئًا بالنسبة لي”.
يدرك سان جرمان أن الفشل في الفوز على الـ”روسونيري” الأربعاء بعد خسارته أمام مضيفه نيوكاسل 1-4 قبل ثلاثة أسابيع، سيضعف حظوظ فريق المدرب الإسباني لويس أنريكي في تخطي دور المجموعات، وهو الأمر الذي سيكون كارثيًا بالنسبة لطموحات فريق العاصمة.
وأثارت صفقات سان جرمان في السنوات الأخيرة جدلا كبيرا، على غرار السماح للاعب واحد مثل مينيان في سن العشرين من العمر بالانضمام إلى ليل مقابل مليون يورو (1.1 مليون دولار) في عام 2015، دون لعبه اي مباراة مع الفريق الأول.
كان مينيان المولود في غويانا الفرنسية في أميركا الجنوبية، في سن الثامنة عندما انتقل إلى الأراضي الفرنسية مع عائلته. انضم إلى أكاديمية باريس سان جرمان في عام 2009.
قال حارس مرمى باريس سان جرمان ومنتخب فرنسا السابق برنار لاما، بطل مونديال 1998، لصحيفة ليكيب الرياضية في وقت سابق من هذا العام “لقد طرده باريس سان جرمان عملياً، كما فعل مع (لاعبين) آخرين. نتساءل أين هي سياسة النادي؟”.
وأضاف “كان ينبغي عليهم إعارته إلى ليل، وأن يفعلوا مثل بايرن مع ألكسندر نوبل (عندما أعاره إلى موناكو) ثم بعد ذلك يرى ماذا يحدث. وإذا تألق، فإننا سنحصل على خدماته مجددا بدلاً من شراء حارس مرمى آخر ويكون ذلك خاطئا”.
وتابع “في ميلان، ساهم في تحسين نتائجه. أعطني حارس مرمى أفضل منه؟ في ميلان، هو حاسم بانتظام. عليك فقط أن تنظر إلى عدد الأهداف التي استقبلتها شباكك، إنه صمام الآمان”.