رويترز
قالت سيندي مكين، مديرة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الخميس، إن التفتيش المبالغ في صرامته للشاحنات عند معبر رفح من مصر إلى غزة أدى إلى تباطؤ تدفق المساعدات الإنسانية بشدة مع تزايد معدلات الجوع وسط الفلسطينيين هناك.
وأصبح معبر رفح الذي تسيطر عليه مصر النقطة الرئيسية لتوصيل المساعدات منذ أن فرضت إسرائيل “حصارا كاملا” على غزة منذ السابع من أكتوبر.
وتقود الولايات المتحدة مفاوضات مع إسرائيل ومصر والأمم المتحدة في محاولة لوضع آلية قادرة على الصمود لتوصيل المساعدات إلى غزة. ويدور الجدل حول إجراءات تفتيش المساعدات وعمليات القصف على جانب غزة من الحدود.
وقالت مكين في مقابلة “حصلنا على النزر اليسير من الشاحنات… نحتاج إلى إدخال كميات كبيرة. نحتاج إلى وصول آمن بلا قيود إلى غزة حتى نتمكن من إطعام الناس والتأكد من ألا يموتوا جوعا، لأن هذا ما يحدث”.
ودخلت شحنات محدودة من الغذاء والمياه والعقاقير منذ يوم السبت، لكن لم يُسمح بدخول الوقود لأن إسرائيل تخشى من تحويل شحنات الوقود إلى حماس.
ودخل إلى غزة، يوم السبت، ثلاث شاحنات تابعة لبرنامج الأغذية العالمي تحمل نحو 60 طنا من الغذاء، وهو ما يكفي لإطعام 200 ألف شخص ليوم واحد. وقال البرنامج إن شاحنة أخرى تابعة للوكالة دخلت القطاع منذئذ.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، يوم الخميس، إنها تلقت 74 شاحنة مساعدات.
وأشار ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، يوم الخميس، إلى أن متوسط عدد الشاحنات التي كان يسمح بدخولها إلى غزة يوميا قبل الأعمال العدائية بلغ نحو 500 شاحنة.
وذكر دوجاريك أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) استنفدت تقريبا احتياطياتها من الوقود وبدأت في تقليص عملياتها بشكل كبير.
وقالت مكين التي زارت مصر واجتمعت مع مسؤولين هناك إن كل شاحنة يجب أن تفرغ شحنتها في نقطة تفتيش من أجل فحصها ثم تعيد تحميل شحنتها بعد انتهاء التفتيش.
وذكرت مكين أن “البيروقراطية غير معقولة”، مضيفة أنه على الرغم من تفهمها أن عمليات التفتيش ضرورية لضمان عدم تهريب الأسلحة والذخيرة، ينبغي تيسير دخول الأغذية.
ولم ترد الحكومة المصرية بعد على طلب للتعليق.
وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية للصحافيين، يوم الخميس، إن مسؤولين أمريكيين من بينهم المبعوث الخاص ديفيد ساترفيلد الموجود في المنطقة يعملون جميعا على تحسين عملية دخول المساعدات.
وأردف ميلر “نحتاج إلى تسريع نظام التفتيش ونعمل على ذلك”.
وقالت مكين إن برنامج الأغذية العالمي بحاجة إلى جمع 100 مليون دولار لإطعام أكثر من مليون شخص في غزة حتى نهاية هذا العام، وذلك وسط أزمة أوسع نطاقا في تمويل المساعدات الإنسانية ناجمة عن حالات طوارئ متعددة حول العالم وارتفاع أسعار المواد الغذائية بسبب حرب روسيا في أوكرانيا وما تصفه مكين بأنه “إجهاد المانحين”.
وذكرت مكين الموجودة في واشنطن للاجتماع مع مسؤولين ومشرعين أنها سمعت بالمخاوف من أن حماس قد تحول مسار المساعدات، لكنها قالت إن برنامج الأغذية العالمي لديه أنظمة قائمة للتأكد من وصول المساعدات إلى مستحقيها.
وأضافت “إنها منطقة حرب. ستحدث أمور. لذلك لا يمكنني أن أقول إنه لن ينتهي الأمر بأي شيء في أيدي الأشرار بنسبة 100 بالمئة. لكننا سنبذل كل ما بوسعنا للتأكد من عدم حدوث ذلك”.