و.م.ع
أجمع المشاركون في المؤتمر الدولي الأول حول “التطبيب الرياضي عن بعد والصحة الرقمية”، الأحد، على أن تطوير مجال التطبيب عن بعد في المجال الرياضي يقتضي نهج مقاربة شاملة تتناول مختلف جوانب الرعاية الصحية والبنية التحتية التكنولوجية والأطر السياسية والقانونية والبحث العلمي.
وشدد المشاركون في هذا المؤتمر ،الذي نظمه المعهد الملكي لتكوين أطر الشباب والرياضة بسلا على مدى أربعة أيام، على الحاجة لتعزيز البنية التحتية الصحية الرياضية، بما في ذلك المستشفيات والعيادات وتجهيز المرافق الرياضية والتأكد من إمكانية إجراء الاستشارات الطبية عن بعد ودعمها بشكل فعال واستخدام برامج الصحة الرقمية بشكل مناسب.
وأوصوا، في هذا الصدد، بإنشاء مراكز مشتركة لإعادة التأهيل عن بعد للرياضيين من المستوى العالي على المستويين الوطني والدولي، فضلا عن تحسين جودة الاتصال عبر الأنترنت في المرافق والبنية التحتية الرياضية، لا سيما في المناطق النائية أو القروية، بغية تسهيل الاستشارات عبر تقنية الفيديو ونقل البيانات بسلاسة، وكذا إدارة البيانات الرياضية للرياضيين بشكل أفضل ومتابعة ملفاتهم الطبية القابلة للمشاركة.
كما حث المشاركون في توصياتهم، على ضرورة وضع لوائح تنظيمية ومعايير واضحة لخدمات التطبيب عن بعد والصحة الرقمية بشكل عام، والتي تكون قابلة للتكيف مع الرياضة بشكل خاص، مما يضمن استجابتها للمعايير الطبية والقوانين المتعلقة بخصوصية بيانات الرياضيين.
وطالبوا بتوفير التكوين لمهنيي الصحة، وخاصة الأطباء والممرضات وأخصائيي العلاج الطبيعي والمتخصصين والعاملين في مجال الدعم، بالإضافة إلى الرياضيين والمدربين ومسؤولي الجامعات الرياضية،مع الممارسة المثلى للتطبيب عن بعد في الرياضة والطرق المتعددة لدمج الصحة الرقمية في الرياضة من المستوى العالي بغية تطوير مهاراتهم في التطبيب عن بعد والصحة الرقمية.
وأكدت التوصيات أيضا على ضرورة الاستثمار في منصات وبرمجيات التطبيب عن بعد والصحة الرقمية لرياضة النخبة، التي تخلق قيمة مضافة إلى جانب كونها آمنة وسهلة الاستخدام، حيث لا يشمل ذلك أدوات الاستشارة عبر تقنية الفيديو فحسب، بل يشمل أيضا أنظمة السجلات الصحية الإلكترونية وتحليلات البيانات للتكفل برياضيي النخبة بشكل أفضل محليا أو أثناء التنقل.
ودعا المشاركون في المؤتمر إلى التعاون بين المؤسسات الرياضية والمتخصصين في الرياضة والطب الرياضي، ومقدمو الرعاية الصحية والمسؤولون عن سياسات تطوير المجال الرقمي والهيئات المكلفة بحماية البيانات الشخصية والفاعلين في مجال الاتصالات ومزودي خدمات الأنترنت، وهو التعاون الذي من شأنه أن يحسن تطوير خدمات التطبيب عن بعد التي تتلاءم خصيصا مع الرياضيين، سواء كانوا يتمتعون بصحة جيدة أو في حالة الإصابات أو الإعاقات المرتبطة بالرياضة.
ومن بين التوصيات أيضا تشجيع البحث والتطوير في هذا المجال الذي يتقاطع مع تقنيات التطبيب عن بعد والصحة الرقمية والرياضة، بالإضافة إلى الذكاء الاصطناعي المطبق في الطب الرياضي، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ابتكارات كبرى مثل الأجهزة المحمولة وأنظمة المراقبة الصحية عن بعد وأدوات التشخيص المخصصة للرياضيين والتي تتلاءم مع النشاط الرياضي من المستوى العالي.
وأكد المشاركون على ضرورة تقديم الدعم المالي أو المنح أو الحوافز لمقدمي ومؤسسات الرعاية الصحية المتخصصة في مجال الطب الرياضي لتبني تقنيات التطبيب عن بعد والصحة الرقمية، وهو ما يتيح تسهيل الاستثمار المبدئي المطلوب لتنفيذ خدمات التطبيب عن بعد والصحة الرقمية في أفق التوافق بين الجامعات الوطنية والدولية.
كما دعوا إلى وضع سياسات ومبادئ توجيهية محددة للتطبيب عن بعد في مجال الرياضة والصحة الرقمية، تعالج قضايا من قبيل تغطية التأمين أو آليات تسديد تكاليف التطبيب عن بعد والخدمات الصحية الرقمية للرياضيين من المستوى العالي بتعاون وثيق مع الجامعات الرياضية الوطنية.
وأوصوا، في السياق ذاته، بإحداث نظام لتسديد تكاليف إجراءات التطبيب عن بعد في الرياضة، مما يسهل وصول الأندية والرياضيين إلى تكنولوجيا الصحة الرقمية ويعزز البحث والابتكار في هذا المجال.
وحثت التوصيات، من جهة أخرى، على إنشاء شبكة لتبادل البيانات الصحية للاعبي كرة القدم الأفارقة يتم إطلاقها في المغرب، مما يتيح طلب خدمات الطب عن بعد (الخبرة عن بعد، الاستشارة عن بعد، الأشعة عن بعد…) من قبل الخبراء الناشطين في مختلف مراكز التميز الطبية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم بإفريقيا وفي جميع أنحاء العالم، وسيكون لهذه المبادرة هدف علاجي وعلمي يتمثل في تعزيز البحث واكتساب الأدوات اللازمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، في مجال الطب الرياضي.
وتجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الدولي الأول حول “التطبيب الرياضي عن بعد والصحة الرقمية”، المنظم بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة وجامعة محمد السادس للعلوم والصحة، عرف تنظيم موائد مستديرة للنقاش وعروض بحثية وورشات عمل عملية، فضلا عن تسليط الضوء على مجموعة من المواضيع انصبت ،على الخصوص، حول التكنولوجيا القابلة للارتداء وتطبيقات الأجهزة المحمولة ومنصات التطبيب عن بعد وتحليل البيانات والواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي والاعتبارات الأخلاقية والمسائل القانونية والآثار الاجتماعية المحيطة باستخدام التكنولوجيات الصحية الرقمية في الرياضة.
كما انكب المشاركون على مناقشة مواضيع أخرى همت السجلات الإلكترونية للمرضى من نخبة الرياضيين، وقواعد البيانات الطبية للرياضة والذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج وممارسة التطبيب عن بعد لرياضة النخبة، والتطبيب عن بعد في جراحة العظام والذكاء الاصطناعي للأداء الرياضي والرياضة والصحة الرقمية، ووسائل التواصل الاجتماعي في الطب الرياضي، والشبكات الاجتماعية والتطبيقات في مجال الرعاية الصحية الرياضية، وإعادة التأهيل بممارسة الرعاية الصحية عن بعد والمراقبة عن بعد في الرياضة والتقييم عن بعد في الطب الرياضي.