لم يمر على انطلاق منافسات البطولة الوطنية الاحترافية سوى ثماني دورات في قسمها الأول، غير أن مسلسل استقالة أو إقالة المدربين بدأ مبكرا في ظاهرة باتت مألوفة، حيث عجلت النتائج غير المرضية أو البداية غير الموفقة للكثير من الأندية برحيل مدربيها.
وطفت ظاهرة تغيير المدربين على سطح كرة القدم المغربية من جديد، بعدما قررت العديد من الفرق الانفصال عن مدربيها غالبا بعد توالي “النتائج السلبية”، حيث بلغ عددهم أربعة مدربين في سبع دورات تم خوضها، حتى الآن.
ودشن فريق اتحاد طنجة مسلسل الاستغناء عن المدربين بالانفصال مع بداية الموسم الحالي، عن ربانه هلال الطاير، الذي تمكن معه من الحفاظ على مكانته في قسم الصفوة، ليحل محله الإطار الوطني عمر نجحي.
ولم يشذ فريق نهضة الزمامرة، الذي استفرد في السنوات الماضية بالرقم القياسي لتغيير المدربين، عن القاعدة بانفصاله عن مدربه عزيز كركاش، وتعويضه بمحمد أمين بنهاشم.
كما اتخذ المكتب المديري لفريق أولمبيك آسفي قرار استبعاد مدربه التونسي منير شبيل، بسبب النتائج السلبية التي تمثلت في حصد هزيمة واحدة وخمس تعادلات وفوز واحد في سبع دورات والارتباط بالإطار زكرياء عبوب.
ولم يتأخر فريق يوسفية برشيد في اتخاذ الخطوة ذاتها باستغنائه عن الإطار الوطني محمد الكيسر، الذي حقق معه الصعود إلى القسم الأول في الصيف الماضي، ليجد صعوبات في إيجاد مدرب للتعاقد معه وملء الفراغ لحد الآن.
ولم تقتصر عدوى تغيير المدربين على أندية القسم الأول، إذ طالت حتى فرق البطولة الاحترافية للقسم الثاني حيث قرر جمعية سلا الاستغناء عن مدربه مراد فلاح بعد مرور خمس دورات جولات فقط، والتعاقد بشكل رسمي مع الإطار الوطني، عبد الرزاق خيري، لقيادة الفريق في المرحلة المقبلة.
القرار ذاته اتخذه فريق رجاء بني ملال بانفصاله عن مدربه رضوان العلالي، مع الإبقاء على مساعده عبد الحق آيت العريف مدربا مؤقتا، قبل أن يتعاقد رسميا في نهاية الشهر الماضي مع الإطار الوطني محمد البكاري، بعقد احترافي يمتد لنهاية الموسم الرياضي الحالي كما أعلن أولمبيك الدشيرة إنهاء الارتباط بمدربه مصطفى أوشريف، وتعويضه بيوسف أشامي، للإشراف على الفريق “إلى حين البت في اسم الإطار الذي سيشرف على الطاقم التقني” بحسب المكتب المسير للنادي.
وفي خطوة لتصحيح مسار الفريق أملا في الانفلات من المنطقة المكهربة، قرر نادي أولمبيك خريبكة، الانفصال بالتراضي عن الإطار الوطني مولود مدكر والتعاقد مع الإطار الوطني منير الجعواني، من أجل الإشراف على الفريق خلال الموسم الجاري.
وتتعدد الأسباب ويبقى الانفصال بالتراضي عن المدربين في البطولة الوطنية الاحترافية بقسميها بالنسبة للعديد من المسيرين الحل الأنسب عندما تتخلف النتائج وترتفع ذروة إحتجاجات الجمهور على الفريق ما يجعل المدرب رهينة لنتائجه، التي تحدد مصيره بالبقاء أو الرحيل.
بيد أنه من المفارقات كون بعض المدربين يخرجون من الباب الضيق من الأندية التي أشرفوا على تدريبها لسوء النتائج أو محدودية عطائهم التقني، وتستنجد بهم أندية أخرى، بغرض تحسين نتائجها حين تواجدها في أسوأ الوضعيات على سبورة الترتيب ليظلوا يتنقلون من فريق إلى آخر في موسم واحد.
والأكيد أن لقرارات تغيير المدربين تأثير كبير على الأندية واللاعبين على حد سواء باعتبار أن اختلاف المدارس التدريبية ينعكس سلبا على اللاعب مما قد يؤدي إلى تراجع مستواه، وبالتالي، يقع الضرر على الفريق بأكمله، باعتبار أن تطور الأندية يمر قبل كل شىء باستقرار الأجهزة التقنية للأندية كما هيئاتها المسيرة.