و م ع
بحرصه على المشاركة المستمرة في المعرض الدولي للاقتصاد الأخضر والدائري ” إيكوموندو”، يجدد المغرب تأكيد دوره كرائد إقليمي في مجال الانتقال الإيكولوجي، عبر تبني ممارسات ومقاربات مستدامة ومبادرات بيئية مجددة ومشاريع كبرى للطاقات المتجددة.
ويتوخى المغرب، من خلال مشاركته في معرض “إيكوموندو”، ممثلا بوفد مهم، تقاسم إنجازاته، وكذا الاطلاع على الممارسات الجيدة والتجارب الناجحة، وإقامة شراكات دولية مع مختلف الفاعلين، عبر جعل هذا المعرض جسرا للتبادل والتقاسم من أجل مستقبل أكثر استدامة ومقاومة.
وأكد رئيس جامعة صناعات مواد البناء، دافيد توليدانو، أن الأمر يتعلق بمعرض مهم بالنسبة للمغرب بشكل خاص، باعتباره يعالج موضوع الاقتصاد الدائري، الذي يعد نموذجا اقتصاديا للإنتاج والاستهلاك تتم فيه إعادة استخدام وتدوير المنتوجات والمعدات والموارد بشكل مستدام.
وقال توليدانو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “عندما تحضر هذا المعرض الفريد في العالم، تقف على أهمية مفهومي التحويل وإعادة التدوير، ونحن في المغرب، بتوجيهات سامية من الملك محمد السادس، جعلنا مسألة الاستدامة في صلب التنمية الاقتصادية للبلاد، من أجل اقتصاد أكثر اعتمادا على الحلول الخضراء وأكثر مقاومة”.
وأضاف أنه على الرغم من أن المغرب لا يعد بلدا ملوثا، على غرار الصين والولايات المتحدة، والبلدان الصناعية الكبرى، إلا أنه يأخذ بعين الاعتبار هذه الإشكالية الكبرى ويحاول العمل بشكل استباقي حتى يكون من ضمن “أحسن التلاميذ” بالنسبة لهذا الاقتصاد الدائري.
المغرب، بلد “صديق” للبيئة
يعرف المغرب بجهوده في مجال الطاقات المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية. وتستثمر المملكة بشكل مكثف في مشاريع كبرى للطاقة الشمسية، من قبيل محطة نور ورزازات، التي تعتبر من بين أكبر محطات الطاقة الشمسية في العالم.
وخلال العقدين الأخيرين، انخرطت الممكلة في استراتيجية طاقية مستدامة طموحة جدا. وقامت بسلسلة من الإصلاحات التشريعية والتنظيمية بغية دعم هذا الطموح وتشجيع المشاريع ذات البعد البيئي.
ومن أجل التكيف مع تأثير التغيرات المناخية على الموارد المائية، اتخذت المملكة جملة من الإجراءات لمواجهة ندرة المياه، من خلال إقامة مشاريع للتنمية المستدامة وتدبير موارد المياه.
ويندرج النهوض بالاقتصاد الدائري والتدبير الفعال للنفايات في صلب عمل المملكة، التي راكمت تجربة غنية في مجال التدوير والتقليص من النفايات. وتم في هذا الصدد اعتماد مبادرات مبتكرة من أجل اقتصاد دائري.
وستمكن هذه المبادرات من التقدم في اتجاه نموذج اقتصادي واجتماعي جديد، نموذج للتنمية المستدامة يجدد طرق الاستهلاك والإنتاج والعمل والعيش المشترك، استجابة للرهانات البيئية الكبرى، المتمثلة في التغيرات المناخية وندرة الموارد والتراجع المتسارع للتنوع البيولوجي وتعدد المخاطر الصحية والبيئية.
معرض ” إيكوموندو”، ملتقى هام لتدارس موضوع الاقتصاد الدائري
أضحت مدينة ريميني بإيطاليا، مرة أخرى، مركزا للابتكار والاستدامة والتنمية البيئية، من خلال استضافتها خلال الفترة ما بين7 و10 نونبر الحدث الأبرز الذي يتناول موضوع التحول البيئي والاقتصاد الدائري “Ecomondo 2023” .
ولطالما كان هذا الحدث الرئيس، الذي يعتبر منصة عالمية لعرض أكثر الحلول فعالية في مجالات الاقتصاد الأخضر والاستدامة والصمود إزاء التحديات البيئية الراهنة، في طليعة الجهود قي مجال الاستدامة البيئية. ويعد هذا المعرض العالمي، أيضا، موعدا بالغ الأهمية بالنسبة للمقاولات والباحثين وصناع القرار والفاعلين الرئيسيين في قطاع البيئة.
والواقع أن “Ecomondo” يرمز إلى العلاقة بين البيئة والعالم. وتنكب فعالياته، أساسا، على تدارس الحلول البيئية والتنمية المستدامة. وخلال هذه الدورة، يقارب المعرض مجموعة واسعة من المواضيع، منها تدبير المياه، وصناعة النسيج، والطاقة الحيوية، وتدبير التربة وحمايتها، والنقل، وتدبير النفايات، والفلاحة المستدامة، والتخطيط الحضري.
إنه أكثر من مجرد معرض مهني، إنه منصة لتقديم الحلول التي ستفضي إلى مستقبل أكثر استدامة لكوكبنا. وهو، كذلك، فرصة للتعلم والتقاسم والإنخراط في التحول نحو الاقتصاد الأخضر.