أ.ف.ب
اتّهم الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، فرنسا، الثلاثاء، بـ”تسليح” أرمينيا و”تمهيد الأرضية” لحرب جديدة في منطقة القوقاز بعد حربين خاضتهما باكو ويريفان خلال العقود الماضية.
وبلغت التوترات بين الجارتين ذروتها منذ استعادت باكو السيطرة على منطقة ناغورني قره باغ في هجوم خاطف في شتنبر بعدما كانت محور نزاع بين باكو ويريفان لأكثر من ثلاثة عقود.
وقال علييف خلال مؤتمر دولي في عاصمة أذربيجان إن فرنسا “تتبع سياسة ذات نزعة عسكرية من خلال تسليح أرمينيا، وتشجيع القوى الانتقامية في أرمينيا، وتمهيد الأرضية لإثارة حروب جديدة في منطقتنا”.
وفي بيان تلاه مستشاره للسياسة الخارجية، قال علييف إن باريس “تزعزع الاستقرار ليس في مستعمراتها السابقة والحالية فسحب، بل أيضا في جنوب القوقاز حيث تدعم التيارات الانفصالية والانفصاليين”.
وتتعرض فرنسا التي تضم جالية أرمنية كبيرة، لانتقادات متكررة من أذربيجان التي تتهمها بـ”الانحياز للأرمن” في الصراع الإقليمي بين دولتَي القوقاز.
والاثنين، اتّهم علييف فرنسا خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس العراقي، عبد اللطيف رشيد، بـ”تأدية دور مدمّر في جنوب القوقاز”.
وقال “الرسائل الخاطئة للحكومة الفرنسية تعطي في الواقع أوهاما للحكومة الأرمينية… بأنها تستطيع شن عدوان عسكري مجددا على أذربيجان”.
واتهم حكومة أرمينيا “بالتفكير في الانتقام” بعدما استعادت أذربيجان السيطرة على منطقة ناغورني قره باغ هذا الخريف.
محادثات سلام متوقفة
وأشار علييف إلى أن أذربيجان قدمت أخيرا مقترحاتها بشأن معاهدة سلام مستقبلية مع أرمينيا وتنتظر رد يريفان.
وقالت وزارة الخارجية الأذربيجانية في بيان، الثلاثاء، “البلدان مسؤولان عن مواصلة عملية السلام، بما في ذلك اختيار موقع مقبول للطرفين أو قرار الاجتماع عند الحدود”
من جهته، قال رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، الأسبوع الماضي، إن “إرادة يريفان السياسية توقيع معاهدة سلام مع أذربيجان في الأشهر المقبلة ما زالت قائمة”.
وقال الزعيمان إنه من الممكن توقيع اتفاق سلام شامل بحلول نهاية العام، لكن المحادثات التي تتم بوساطة دولية بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين لم تشهد تقدما يذكر.
وتضاءل نفوذ روسيا، الوسيط الإقليمي التقليدي القوي والتي تخوض حربا في أوكرانيا، في منطقة القوقاز.
وفي العام 2020، توسطت موسكو في وقف لإطلاق النار أنهى قتالا امتد ستة أسابيع استعادت عقبها باكو مساحات واسعة من الأراضي التي سيطرت عليها القوات الانفصالية الأرمنية ثلاثة عقود.
وبعدها، استضاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علييف وباشينيان في جولات عدة من محادثات السلام، كانت آخرها في ماي.
كذلك، التقى علييف وباشينيان في الكثير من المناسبات لإجراء محادثات بوساطة الاتحاد الأوروبي. لكن الشهر الماضي، رفض علييف حضور مفاوضات مع باشينيان في إسبانيا بسبب ما قال إنه تحيز فرنسي.
وكان يفترض أن يتوسط الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني، أولاف شولتس، في المحادثات مع رئيس الاتحاد الأوروبي، شارل ميشال.
ولم يُحقَّق منذ ذلك الحين أي تقدم ملموس لاستئناف المحادثات بقيادة الاتحاد الأوروبي.
من جهتها، نظمت واشنطن اجتماعات عدة بين وزارتَي خارجية البلدين.
لكن الخميس، رفضت أذربيجان المشاركة في محادثات مع أرمينيا كانت مقرّرة في الولايات المتحدة هذا الشهر، بسبب ما وصفته بموقف واشنطن “المنحاز”.