شاهد جمهور المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، زوال يوم الثلاثاء بقصر مؤتمرات المدينة الحمراء، فيلم “كذب أبيض” للمخرجة المغربية أسماء المدير، والمرشح ضمن أفلام المسابقة الرسمية للدورة العشرين.
ويروي فيلم “كذب أبيض” قصة امرأة شابة تنبش في قصص حياتها الشخصية وماضي عائلتها بحثا عن الحقيقة، غير أن سعيها وراء الأخيرة واجه أسرارا دُفنت مع ضحايا انتفاضة الكوميرا سنة 1981، الحدث الذي تشابكت خيوطه مع رحلة اكتشاف المخرجة لماضيها الذاتي.
واستعانت أسماء المدير، في طريقة إبداعية مبتكرة، بخبرة أبيها في صنع الدمى المتحركة والمجسمات، لتقريب المتفرج من الحي الذي قطنته العائلة والشخصيات الرئيسية في قصتها، وهي اللمسة التي أعطت للعمل الفني جانبا إبداعيا غير مألوف، كما شكلت جدة أسماء دورا محوريا في القصة إذ كانت مخزنا لأسرار الماضي في سعي منها لحماية العائلة ولو بطريقة دكتاتورية وصارمة أحيانا.
ونجحت المخرجة المغربية، بالتالي، في عرض ماض عنيف وأليم من تاريخ المغرب الحديث للعالم بطريقة أقل ما يقال عنها، سلسة وذكية، وكانت موفقة في المرور من بداية تسودها أجواء احتفالية في ليلة القدر إلى الغوص في ذكريات درامية لأحداث دامية ونضال عائلات من أجل استرجاع حقوق أبنائها المدفون معهم.
ويشار إلى أن “كذب أبيض” توج بجائزة أفضل إخراج من بين 17 فيلما مشاركا في قسم “نظرة ما”، وهي المسابقة المخصصة للأفلام المبتكرة والصاعدة والمخرجين الواعدين في مهرجان كان السينمائي المرموق.
كما أعلن المركز السينمائي المغربي عن اختيار فيلم “كذب أبيض” للمخرجة أسماء المدير، ليمثل المغرب في جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي لسنة 2024.
ولدت أسماء المدير بمدينة سلا بالمغرب سنة 1990. مخرجة وكاتبة سيناريو ومنتجة، درست بالمدرسة الوطنية العليا لمهن الصورة والصوت بباريس (فيميس)، وحصلت على شهادة الماستر في الإنتاج من المعهد العالي للإعلام والاتصال بالرباط، وعلى شهادة الإجازة في السينما الوثائقية من جامعة عبد المالك السعدي بتطوان، وهي خريجة المعهد المتخصص في السينما والسمعي البصري.
أخرجت أفلاما وثائقية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ولقناة الجزيرة الوثائقية، والبي بي سي، والتلفزيون العربي. بعد مجموعة من الأفلام القصيرة، أخرجت سنة 2020 فيلم “في زاوية أمي” الذي اختير للمشاركة في المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بأمستردام والمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وفي سنة 2023، أخرجت فيلم ” كذب أبيض” الحائز على جائزة أفضل إخراج في قسم “نظرة ما” بمهرجان كان.
