سلط الكتاب الجديد “محمد الحيحي .. ذاكرة حياة “، من تأليف الفاعل الحقوقي عبد الرزاق الحنوشي، والكاتب الصحفي جمال المحافظ، الضوء حول مسارات وامتدادات مربي الأجيال صهر الشهيد المهدي بن بركة.
الكتاب الواقع في أزيد من 400 صفحة من الحجم المتوسط، من منشورات ” حلقة الوفاء لذاكرة محمد الحيحي” التي تأسست سنة 2010، ويتضمن قسمين رئيسين، الأول بعنوان المسار وثانيهما الامتداد، يرصدان الجوانب من انشغالات محمد الحيحي ( 1998 – 1998 ) في الميدان السياسي والحقوقي والجمعوي والتربوي والتطوعي.
ويعتبر هذا المؤلف الجديد، وفاء واعترافا بالأدوار الطلائعية التي قام بها محمد الحيحي، وجعل القيم التي ناضل من أجلها، أن تظل ذاكرة جية، ونبراسا تقتدى به الأجيال الصاعدة.
وعمل الكاتبان في هذا المؤلف الذي يوجد حاليا قيد الطبع على استقاء عدد من الشهادات من أسرة الفقيد الصغيرة، ومن شخصيات وفعاليات سياسية وحقوقية وتربوية وجمعوية، جايلت محمد الحيحي تستحضر فيها، جوانب مما قدمه من جليل أعماله.
يتوزع الكتاب في القسم الثاني على خمسة فصول تتناول جوانب من مسار محمد الحيحي، تهم كلا من الجوانب العائلية الإنسانية والعمل السياسي والفعل الحقوقي ومجهوداته في توحيد الحركة التربوية التطوعية، ومساره على رأس الجمعية المغربية لتربية الشبيبة AMEJ.
هذه الفصول الخمسة، تحمل عناوين أولها “محمد الحيحي الزوج والأب والمناضل”، والثاني “محمد الحيحي الأخلاق في السياسة”، والثالث “محمد الحيحي رائدا حقوقيا”، في حين يحمل كلا من الفصلين الرابع بعنوان: “محمد الحيحي رجل الوحدة بامتياز”، والخامس: “AMEJ المدرسة والمؤسسة”.
وفي شهادته، أكد الأديب والجامعي محمد برادة: “يمكن القول، من دون مبالغة، بأن المرحوم الحيحي نموذج لتجسيد فئة متمـيـزة من المواطنين خلال فـترة تاريخـية/اجتماعية من تاريخ المغرب الحديث، وأقصـدُ فـئة المناضــلين من أجــل تحقيق أهــداف الاستـقلال وبـناء مجتمع الـعدالـة وحـرية المواطــنين…وهـو قـد جسّـد هذا السـلوك من خلال مـمارسات تشمل: المـعلم والـمُـربي والمناضل الحزبي والـمدافـع عـن حقوق الإنـســان”.
وأضاف: “بعبارةٍ ثانـية، كان المرحـــوم يـعتــبـر المواطنة مشاركـةً في كل ما يسـاعـد على خدمة المجتمع والوطن، ويُـجسّــد الانتماء بـكيفية إيـجابية ومـلــموسة، وهو ما جعل محمد الحيحي: البقاء حيا في ذاكرة الناس، كما عنون برادة الرئيس الأسبق لاتحاد كتاب المغرب”.
وتابع: “كما أنه ليس غريبا كما جاء في الكتاب، أن يصف المرحوم عبد الرحمان اليوسفي في شهادته حول رفيق دربه محمد الحيحي، بأنه كان رجلا وطنيا دافع عن الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان مع ما كان يتحلى به رحمه الله، من خصال إنسانية عالية وقيم أخلاقية مثالية تندمج مع شخصه، سواء في حياته الخاصة كرب أسرة رعاها بوداعته وبسمته، أو في حياته الخاصة كمناضل أوقف حياته على خدمة الصالح العام ومصلحة الوطن بروح من التضحيات والتفاني والثبات والصمود، لا تعجزه المعوقات والحواجز ولا تروعه الأهوال والمكائد”.
وواصل: “لقد كانت حياة محمد الحيحي، بإجماع رفاقه وتلاميذه وزملائه، في حد ذاتها ذخيرة من الكفاحات والنضالات والمواقف البطولية”.
وتجمع مختلف شهادات الشخصيات السياسية التي يتضمنها الكتاب، على أن محمد الحيحي الذي ظل طوال حياته، مخلصا لفكر الشهيد المهدي بن بركة، كان رجلا وحدويا وقامة استثنائية، جسد كل القيم النبيلة، ومناضلا سياسيا خلاقا من أجل حقوق الشبيبة والشعب. كما تؤكد الشهادات، وأن الراحل عرف عنه التضحية والوفاء و سعيه الدؤوب للم الشمل.
وباعتباره قائدا للحركة الحقوقية وللمجتمع المدني، أجمعت شهادات عدد من الحقوقيين والجمعويين على أن محمد الحيحي الرئيس الأسبق لكل من الجمعية المغربية لحقوق الانسان، والجمعية المغربية لتربية الشبيبة يعد رائد الحركة الحقوقية المغربية، وقائدا وموحدا للحركة التطوعية.
الكتاب يتضمن صورا ونماذج من المشاريع التي ساهم فيها في مقدمتها مشروع طريق الوحدة، وبعض الوثائق النادرة منها نص الحكم الصادر عن الغرفة الإدارية بالمجلس الأعلى سنة 1961 (قضية الحيحي)، وعلى الطعن الذي تقدم به للحكم بإلغاء قرار وزارة التربية الوطنية والشبيبة والرياضة، وطرده من وظيفته مع حرمانه من أجره الشهري بسبب مشاركته في إضراب قطاع الوظيفة العمومية يوم 25 مارس 1960.