كان 2023.. الجزائر وتونس وموريتانيا للتعويض وتفادي الحسابات المعقدة

أ.ف.ب

يبحث رياض محرز ورفاقه عن تعويض تعادل افتتاحي مخيب عندما تتواجه الجزائر مع بوركينا فاسو المتصدرة، السبت، في الجولة الثانية من دور المجموعات لكأس أمم إفريقيا في كرة القدم في ساحل العاج، فيما تأمل تونس أن تستفيق أمام مالي بعد هزيمة صادمة أمام ناميبيا.

وتغيب نغمة الانتصارات عن الجزائر منذ فوزها على السنغال (1-0) في المباراة النهائية لنسخة 2019 في القاهرة، حيث خرجت خالية الوفاض من الدور الأول لنسخة 2022 في الكاميرون عندما جُرّدت من اللقب.

وخيَّبت الجزائر الآمال في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الرابعة أمام أنغولا، فبعدما بدت أنّها في طريقها إلى تحقيق فوز مريح عندما فرضت سيطرتها الفنية على اللقاء منذ البداية وافتتحت التسجيل مبكرا عبر بغداد بونجاح (18) وصنعت الكثير من الفرص، لكن لاعبيها تأثروا في شكل واضح بالحرارة العالية ونسبة الرطوبة المرتفعة، فانخفض نسقهم وسمحوا لأنغولا بالتعديل.

ولن تكون مهمة الجزائر سهلة أمام “خيول” بوركينا فاسو، المنتخب الذي بات أخيرا حصاناً أسود في البطولة، إذ وصل الى نصف النهائي ثلاث مرات في آخر أربع مشاركات (2013-2021)، خصوصا وأن المباراة ستقام في الثانية ظهراً على ملعب السلام في بواكي في ظل حرارة عالية ونسبة رطوبة مرتفعة، فضلا المؤازرة الجماهيرية الكبيرة التي تحظى بها بوركينا فاسو التي تقع شمال شرق ساحل العاج.

كما أن الجزائر عانت الأمرين في مباراتيها الأخيرتين أمام بوركينا فاسو واكتفت بالتعادل معها (1-1) و(2-2) في منافسات المجموعة الأولى ضمن التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى مونديال 2022 في قطر.

والتقى المنتخبان مرتين في نهائيات العرس القاري وكلاهما في دور المجموعات ففازت الجزائر (2-1) في نسخة جنوب إفريقيا عام 1996، وردت بوركينا فاسو بالنتيجة ذاتها على أرضها عام 1998.

وقال نجم بوركينا فاسو جناح أستون فيلا الإنجليزي برتران تراوريه مسجل هدف الفوز القاتل على موريتانيا (1-0) في الجولة الأولى (90+6) “حتى لو بدأنا البطولة بشكل جيّد، هدفنا أن نتأهل بسرعة، وكي نقوم بذلك علينا الفوز حتماً على الجزائر”.

ويعوّل مدرب الجزائر جمال بلماضي الذي يقود منتخب بلاده منذ غشت 2018، على تألق لاعبيه يوسف بلايلي وبونجاح إلى جانب اليافعين خصوصاً لاعب وسط آينتراخت فرانكفورت الألماني فارس شايبي (21 عاماً) وظهير ولفرهامبتون الإنجليزي ريان آيت نوري (23 عاماً)، كما سيكون بوسعه إشراك مهاجم أونيون سان-جيلواز البلجيكي محمد عمورة (23 عاما) الذي غاب عن المباراة الأولى بسبب الإصابة.

ويأمل بلماضي أن يستعيد القائد محرز مستواه بعدما ظهر بمستوى عادي جدا في اللقاء الأول، وذلك من أجل تفادي سيناريو النسخة الاخيرة في الكاميرون عندما سقطت الجزائر في فخ التعادل في الجولة الأولى وخسرت في الجولتين الثانية والثالثة وودعت المسابقة من دورها الأول.

وفي المجموعة ذاتها، تطمح موريتانيا بدورها إلى تعويض خسارتها القاتلة أمام بوركينا فاسو في الجولة الأولى في بحثها الحثيث عن فوز أول في مشاركتها الثالثة تواليا وفي تاريخها في النهائيات (تعادلان وخمسة هزائم في سبع مباريات).

لكنّ أحلام المنتخب الموريتاني تصطدم بقوة منتخب أنغولا الذي تمكّن من الصمود بل ومجاراة الجزائر في الجولة الأولى.

وهي المرة الثانية التي تلتقي فيها موريتانيا وأنغولا في نهائيات العرس القاري حيث تعادلا سلبا في الجولة الثانية لمنافسات المجموعة الرابعة خلال نسخة 2019 في مصر، علما أنها التقيا في تصفيات النسخة ذاتها وتبادلتا الفوز (4-1) لأنغولا في لواندا، و(1-0) لموريتانيا في نواكشوط.

تونس في عنق الزجاجة

وفي المجموعة الخامسة، تصطدم تونس الجريحة من هزيمة أمام ناميبيا، بمالي المنتشية بفوزها الصريح على جنوب إفريقيا (2-0)، على ملعب أمادو غون كوليبالي في كورهوغو.

وفي مجموعة معقدة أساساً، استهلّت تونس أولى مبارياتها بخسارة “موجعة” أمام ناميبيا السهلة نظريا، وبات عليها الآن تحقيق 4 نقاط على الأقل في المباراتين المقبلتين أمام مالي وجنوب إفريقيا، إذا أرادت منطقياً مواصلة حملتها للقب ثان بعد 2004.

ولم يقدم “نسور قرطاج” الأداء المرجو من منتخب يشارك للمرة الـ16 على التوالي، فسمحت لناميبيا بتحقيق فوزها الأول على الإطلاق في النهائيات.

وبات مدربها جلال القادري تحت ضغط الإقالة وسيكون مطالبا بإيجاد التوليفة المناسبة لإيقاف خط وسط مالي القوي والفعّال، وكذلك إيجاد بديل قوي لمهاجم الفريق طه ياسين الخنيسي الذي أعلن الاتحاد المحلي، الأربعاء، أنّه لن يكمل مشوار البطولة إثر إصابته في الرباط الصليبي خلال لقاء ناميبيا.

وتمني تونس النفس أن يستعيد قائدها المخضرم صانع ألعاب العربي القطري يوسف المساكني (33 عاماً) الذي بات رابع لاعب في التاريخ يشارك في ثماني نسخ من البطولة، مستواه المعهود خلال لقاء مالي، حيث يمني النفس بهز الشباك كي يصبح أول لاعب عربي يسجل في ست نسخ مختلفة من البطولة القارية، علّما أنّه يملك في رصيده 7 أهداف.

ويلتقي المنتخبان في دور المجموعات للمرة الثالثة توالياً، بعد التعادل (1-1) في 2019 وفوز مالي (1-0) في 2021، والرابعة في تاريخ مشاركاتهما بعد الاولى على 1994 في تونس بالذات وكان الفوز وقتها من نصيب مالي (2-0) على الملعب الأولمبي في المنزه بالعاصمة تونس عندما ودع المنتخب المضيف عرسه القاري من الدور الاول.

ويضمن متصدرو كل مجموعة وأصحاب المركز الثاني التأهل مباشرة الى الدور الـ 16، بينما تتأهل أيضا أفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث من المجموعات الست إلى الأدوار الإقصائية.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة