رست سفينة التدريب الشراعية التابعة للبحرية البيروفية “أونيون” Unión، اليوم الجمعة، بميناء طنجة، في إطار رحلتها البحرية.
وتحظى رحلة هذا المركب الشراعي البيروفي بأهمية كبرى خاصة وأنها تتم في سنة الذكرى المئوية الثانية لاستقلال البيرو، كما أن توقفها في ميناء مدينة طنجة يتزامن أيضا مع الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية والبيرو.
كما يعكس رسو السفينة البيروفية بميناء طنجة رغبة البيرو في إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الثنائية مع المغرب ، كما يتيح للجمهور المغربي فرصة التعرف، بشكل أفضل، على تاريخ وعادات وتقاليد وفن الطهي والتنوع الثقافي في الدولة اللاتينية، من خلال هذه الزيارة التي ستمتد لثلاثة أيام.
واستقبلت السفينة لدى وصولها إلى خليج طنجة بطلقات مدفعية رمزية، قبل أن ترسو على رصيف الميناء. وعند الرسو، قدمت فرقة البحرية الملكية النشيد الوطني البيروفي ردا على النشيد الوطني المغربي الذي قدمه طاقم السفينة البيروفية.
وأبرز سفير البيرو بالمغرب فيليكس ارتورو شيبوكو كاسيدا، بهذه المناسبة، أن توقف السفينة هو الأول من نوعه ويشكل فرصة لأفراد الطاقم البيروفي لاكتشاف المغرب عبر مدينة طنجة على وجه الخصوص.
وتابع أن السفينة تعرض بداخلها أيضا “بيت البيرو”، وهو متحف يمثل ثقافة وتاريخ بلاده، والذي سيكون بإمكان المواطنين المغاربة زيارته، معربا عن تطلعه أن تشكل الفرصة للشعبين ليتقاسما ثقافتهما وتقاليدهما والاحتفاء بهما معا .
من جانبه، أشار قبطان السفينة خوسيه لويس آرسي كورسو، إلى أن السفينة بمثابة سفارة متنقلة تهدف إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية والسياسية والثقافية، فضلا عن تقديم الثقافة البيروفية وجوهرها وخصوصياتها لشعوب العالم، وخاصة للزوار الذين يأتون لاكتشاف معالم التاريخ.
وأضاف أن هذه الرحلة التي استغرقت أكثر من 220 يوم ا حطت الرحال ب15 ميناء مختلفا في القارات الخمس ، وتهدف، بالإضافة إلى الجانب الثقافي، إلى تدريب ضباط المستقبل في البحرية البيروفية، ولكن أيض ا تمكينهم من تكوين صداقات جديدة واكتشاف ثقافات أخرى.
ويبلغ طول سفينة التدريب 115.5 مترا، ولها أربعة صواري وتصل سرعة إبحارها إلى 5.5 عقدة وسرعة محركها 12 عقدة، وهي خصائص تجعل من سفينة التدريب الشراعية الأكبر والأسرع على صعيد أمريكا اللاتينية وثاني أكبر سفينة من هذا النوع على المستوى العالمي .
وسفينة “أونيون” هي السفينة الثانية التابعة للبحرية البيروفية التي تبحر حول العالم، وكانت الأولى هي الفرقاطة (أماسوناس) “Amazonas”، وقامت بجولتها في عام 1856 .وقد مر 169 عاما منذ أن أبحرت آخر مرة السفينة بيروفية في بحار العالم، ولهذا السبب تمثل رحلة B.A.P Unión علامة فارقة تاريخية للبحرية البيروفية.