أعلنت الصين، الجمعة والسبت، تخليها عن استضافة مباراتين وديتين لمنتخب الأرجنتين، بطل العالم في كرة القدم، بعد ضجّة أثيرت حول غياب وسلوك النجم ليونيل ميسي خلال مباراة مع فريقه إنتر ميامي في هونغ كونغ.
كان منتخب الأرجنتين أعلن عن جولة في البلد الآسيوي بين 18 و26 مارس، يلتقي فيها نيجيريا في مدينة هانغجو (شرق)، وساحل العاج في بكين.
وتعوّل الأرجنتين كثيرا على السوق الآسيوي. إذ خاضت في يونيو 2023، مباراة ودية في بكين خلال زيارة أسفرت عن عقود مربحة مع الشركات المحلية.
لكن الجدل تجاه ميسي (36 عاما) الذي كان يحظى بشعبية كبرى في البلاد، تضاعف في الأيام الماضية.
وأثار أفضل لاعب في العالم ثماني مرات وفريقه إنتر ميامي الأميركي غضب الجماهير، عندما ظلّ على مقاعد البدلاء خلال مباراة أمام منتخب نجوم دوري هونغ كونغ الأحد الماضي بسبب الإصابة.
وهتف المشجعون الذين دفعوا ما يصل إلى570 أورو لرؤية ميسي، “عوِّضونا!”، وأشاروا بإبهام يدهم إلى الأسفل سخرية من المالك المشارك للفريق النجم الانجليزي السابق ديفيد بيكهام، عندما حاول شكر الجماهير في نهاية المباراة.
لكن عندما لعب النجم الأرجنتيني 30 دقيقة من مباراة ودية لفريقه ضد “فيسيل كوبي”، بطل الدوري الياباني، الأربعاء، زاد السخط في الصين.
وأشار اتحاد كرة القدم في بكين، السبت، أنه بعد طلب المشجعين معلومات حول مباراة ليونيل ميسي، “لا تخطّط بكين، في الوقت الحالي، لتنظيم المباراة التي كان من المقرّر أن يشارك فيها ليونيل ميسي”.
وكانت مباراة “ألبي سيليستي” في هانغجو قد ألغيت مساء الجمعة.
أشار مكتب الرياضة في المدينة الكبرى، “بالنظر إلى الاسباب التي يعرفها الجميع، وبحسب الجهات المختصة، فان شروط إقامة الحدث ليست قائمة”.
صفعة مستحقة
وقال أحد المتابعين، بما يتوافق مع النغمة العامة على مواقع التواصل الاجتماعي: “إذا كان لا يحترم معجبيه الصينيين، لن نسمح له بأخذ سنت واحد من جيوب الصينيين”.
وأعلنت الشركة التي نظمت اللقاء في هونغ كونغ، “تاتلر آسيا”، الجمعة عن “أسفها العميق” ووعدت أولئك الذين اشتروا التذاكر باسترداد 50% من أموالهم.
وقالت الشركة: “الإصابات جزء من كرة القدم، ونحن نتفهم ذلك. ومع ذلك، شعرنا بالحزن لأن اللاعبين لم يظهروا الاحترام الكافي للجماهير الحاضرة”.
وأضافت متأسفة: “طلبنا على الفور من مالكي وإدارة إنتر ميامي حث ميسي على الظهور أمام الجمهور والشرح لهم شخصيا سبب عدم تمكنه من اللعب. لكن ذلك لم يحدث في النهاية”.
وأشارت صحيفة “غلوبال تايمز” الصينية المؤثرة بلهجتها القومية بشكل عام، إلى أن النجم الأرجنتيني أراد الإضرار بسمعة هونغ كونغ التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.
وكتبت الصحيفة: “إحدى النظريات هي أن تصرفات ميسي لها دوافع سياسية، حيث أرادت هونغ كونغ تحفيز الاقتصاد من خلال هذا الحدث وأن القوى الخارجية أرادت عمدا إهانة هونغ كونغ بهذا الحادث”، مضيفة: “لا يمكن استبعاد هذه الفرضية”.
وكانت حكومة هونغ كونغ طلبت توضيحات من منظمي المباراة الذين طلبوا تمويلاً عاماً.
وأعرب اللاعب الأرجنتيني عن أسفه لـ”الحظ السيئ” لعدم تمكنه من اللعب، متمنيا أن يتمكن من العودة مستقبلا الى اللعب في هونغ كونغ.
لكن المستشارة الرئيسية لحكومة هونغ كونغ ريجينا إيب، قالت إنه لا ينبغي أبدا السماح لليونيل ميسي بالعودة.
وقالت على شبكة التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقا): “شعب هونغ كونغ يكره ميسي وإنتر ميامي واليد المظلمة التي تقف خلفهم، بسبب الازدراء المتعمد والمدروس الذي ألحق بهونغ كونغ. أكاذيبه ونفاقه يثيرون الاشمئزاز”.
وأثارت رسالة اعتذاره تعليقات ساخرة، وقدم البعض ميسي على أنه جندي ياباني إمبراطوري، في إشارة إلى تفضيله المفترض لليابان على الصين. وكتب أحد المستخدمين: “ميسي فظ ومتغطرس جدا، وهو أمر مزعج حقًا”.