حددت غرفة الجنايات الاستئنافية بالدار البيضاء جلسة 20 مارس 2024 لمحاكمة المتهم (ر. أ) الملقب بـ”التيربو”، المشتبه فيه الرئيسي في مقتل زوج المغنية المغربية ريم فكري، وذلك على خلفية قضية مشابهة تتعلق بقضية اختطاف وتعذيب وقتل شاب بفرنسا.
وكانت النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء استأنفت قرار الحكم ببراءة المتهم (ر. أ)، وهو مغربي حامل للجنسية الفرنسية، والمشتبه فيه الرئيسي في عملية اختطاف واحتجاز وقتل زوج المغنية الشابة ريم فكري، في الثامن من فبراير الجاري.
وقضت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، في أبريل 2023، ببراءة (ر. أ)، من تهم جرائم الاختطاف والاحتجاز والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، لعدم وجود أدلة كافية لإدانته في قضية اختطاف واحتجاز وقتل الضحية إبراهيم حجاجي، في يونيو 2007، في إطار تصفية حسابات لها علاقة بتجارة المخدرات، حيث صدر حكما غيابيا من القضاء الفرنسي بفرساي في حق المتهم “التيربو” بـ21 سنة سجنا نافذا، رفقة متهمين آخرين.
وقررت هيئة الحكم عدم مؤاخذة المتهم من أجل ما نسب إليه والحكم ببراءته مع تحميل الخزينة العامة الصائر، وذلك “لانعدام وسائل الإثبات وانتفاء العناصر التكوينية للجرائم المتابع من أجلها المتهم، وكذا غياب أي دليل يقيني يفيد ارتكابه للأفعال المنسوبة إليه مما يتعين معه الإبقاء على حكم الأصل الذي هو البراءة”.
وكان المتهم غادر السجن المحلي عين السبع بالدار البيضاء (عكاشة)، مباشرة بعد صدور الحكم الابتدائي لصالحه، غير أنه تخلف عن حضور جلسات محاكمته الاستئنافية،.
وجاء تحديد جلسة جديدة لمحاكمة المتهم، بعد أن تأكدت النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، أن (ر.أ) “التيربو” هو الشخص نفسه، الذي اعتقل على خلفية قضية مشابهة تتعلق باختطاف واحتجاز وقتل زوج الفنانة ريم فكري.
وجرى توقيف “التيربة” في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء في 21 دجنبر 2020 “للتحقيق معه في استعمال وثائق سفر مزورة، قبل أن يتبين أنه موضوع مذكرة توقيف دولية بسبب قضية قتل على صلة بتهريب المخدرات” ليتم اعتقاله.
وكانت السلطات الفرنسية قد أصدرت مذكرة بحث دولية في حق “توربو” بعد ثبوت مسؤوليته في جريمة اختطاف وقتل ذات صلة بتهريب المخدرات، والتي ارتكبها في باريس سنة 2007، ضد ابراهيم حجاجي، قبل أن يفر إلى المغرب بمجرد تقديم أسرة الضحية لشكاية تفيد اختفاء ابراهيم.
واستقر رضا أباكريم بالمغرب إلى غاية سنة 2017، قبل أن ينتقل رفقة زوجته وأبنائه إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، التي مكث فيها إلى غاية شهر دجنبر من سنة 2020، قبل عودته إلى المغرب في 21 من الشهر نفسه، بجواز سفر مزور بإسم كريم رمضان الشركي.
بذكر أن “التيربو” متابع، أيضا، في قضية اختطاف وقتل زوج المغنية المغربية الشابة ريم فكري، بعدما تمكنت مصالح الأمن من فك لغز الجريمة، التي شغلت الرأي العام، في عملية تصفية حسابات بين المتهم الرئيسي والضحية، خاصة أن الضحية سبق أن تلقى تهديدات جدية بالقتل، أياما قبل تنفيذ الجريمة، لكنه لم يأخذها على محمل الجد، وبالتالي لم يبلغ الشرطة.
وكانت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، أحالت، الجمعة 17 فبراير 2024، على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف، 6 من مشتبه فيهم في التورط، كل حسب المنسوب إليه، في جرائم انتهت باختطاف وتصفية زوج الفنانة ريم فكري، والتمثيل بجثته بعد تقطيعها، ورمي أشلائها في مجرى نهر ضواحي الرباط.
وتمكنت مصالح الشرطة، حسب مصدر أمني مأذون، من فك لغز اختطاف الضحية، بتنسيق مع مصالح مديرية مراقبة التراب الوطني، إذ لملمت أسرار الجريمة الغامضة في أقل من أسبوع، واهتدت إلى الفاعل الرئيسي، ويتعلق الأمر بمافيوزي مطلوب للعدالة بفرنسا في قضايا عنف واتجار في المخدرات، إضافة إلى خمسة من المتهمين، كل حسب نسبة تورطه في الجريمة أو ضلوعه في الانتماء إلى شبكة إجرامية.
وأضافت أن المشتبه فيه عمد إلى محاولة إخفاء آثار الجريمة بعد التخلص من أشلاء جثة الضحية ليلا بمجرى النهر اعتقادا منه أن عدم العثور على الجثة سيفلته من العقاب، إلا أن الأبحاث العلمية التي رافقت تحقيقات عناصر الشرطة القضائية، فضحت كل المسارات التي قطعها المشكوك فيه، بدءا من ساعة الاختطاف، وانتهاء بمختلف المسارات التي تنقل عبرها بين البيضاء والمحمدية والمنصورية والرباط.
يذكر أن عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة الدار البيضاء تمكنت، يوم الأربعاء 14 فبراير الجاري، من توقيف “التيربو” يحمل الجنسية الفرنسية، وهو من أصل مغربي، وذلك للاشتباه في تورطه في قضية الاختطاف والاحتجاز المقرون بالتعذيب والقتل العمد.
وتعود هذه القضية إلى الثامن من شهر فبراير الجاري عندما توصلت مصالح الشرطة بالدار البيضاء ببلاغ حول اختطاف الضحية من طرف مستعملي سيارة رباعية الدفع، وهو ما استدعى فتح بحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
وأسفرت إجراءات البحث المنجزة عن توقيف “التيربو” المشتبه فيه الرئيسي الذي ساهم في التنفيذ المادي لجريمة الاحتجاز والاختطاف والتعذيب المفضي للموت، داخل حاوية بمنزله بمنطقة المنصورية بضواحي المحمدية، قبل التخلص من الجثة بعد التمثيل بها بمجرى نهري بضواحي الرباط.