لم تمضي سوى أيام قليلة، أسبوع بالضبط، على تأسيس حركة أمل، في الرباط، من أجل توحيد اليسار المغربي، السبت الماضي، وفي اليوم نفسه كان اجتمع يساريون في الدار البيضاء، من أجل الهدف نفسه، حتى ظهرت حركة جديدة، وهذه المرة بين الرباط والدار البيضاء، في بوزنيقة، من أجل الهدف نفسه توحيد اليسار المغربي.
ومن خلال الملاحظة البسيطة، ظهرت ثلاث حركات للتأمل من أجل وحدة يسار، الذي من المفروض أن يكون واحدا موحدا، رغم التعدد والشتات الذي يشهده اليسار المغربي، الأولى والثانية في الرباط والدار البيضاء، والثالثة في ما بينهما (بوزنيقة).
وأفاد مصدر مطلع أن الحركة الأولى “أمل” تضم في صفوفها بقايا يساريين من ما يعرف بالديمقراطيين المستقلين، الذين سبق لرفاقهم أن اندمجوا مع منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، وشكلوا ما يسمى بحزب “اليسار الموحد” سنة 2002، بعد اندماج أربع هيئات سياسية في حزب واحد، منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، التي كان أمينها العام المناضل محمد بنسعيد آيت يدر، ثم الديمقراطيون المستقلون، وحركة الديمقراطيين، وفعاليات يسارية، قبل أن يلتحق بهم المنشقون على الاتحاد الاشتراكي وما يسمى بجمعية الوفاء للديمقراطية ويصبح اسم الحزب الاشتراكي الموحد، فيما تضم المجموعة بقايا حركة الديمقراطيين، الذين سبق أن اندمجوا في اليسار الموحد، ولم يجدوا ذواتهم في الحزب، وبعض اليساريين من أحزاب أخرى، خاصة التقدم والاشتراكية.
أما المجموعة الثالثة، والتي تشتغل على أرضية ثالثة، لوحدة اليسار، اليوم في بوزنيقة، فتضم أعضاء مقربين من اليساري الحبيب كمال، ومنتدى بدائل، وجلهم من الاشتراكي الموحد أو طردوا منه، مثل عبد العالي كميرة، الذي انشق على الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، نتيجة البيروقراطية، واستحواذ نوبير الأموي على زمام المركزية النقابية، وأسس إطارا نقابيا جديدا، وطردته نبيلة منيب، الأمينة العامة للاشتراكي الموحد، بمعية مجموعة من الأعضاء، بمن فيهم الكاتب العام للشبيبة، نتيجة غضب الأموي.
يذكر أن الأحزاب القانونية التي تعتبر نفسها يسارية، رغم الاختلافات بينها هي النهد الديمقراطي، في أقصى اليسار، وتقاطع الاستحقاقات الانتخابية، وتسيطر على الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وتنشط نقابيا في مركزيتين، الاتحاد المغربي للشغل (خاصة التوجه الديمقراطي) بعد طرد عبد الحميد أمين ومجموعته من المركزية النقابية، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وسبق أن أسست إطار يساريا تنسيقيا مع الثلاثي الاشتراكي الموحد، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والمؤتمر الوطني الاتحادي، الذين يشكلون بدورهم إطار يساريا، ويشاركون في الانتخابات بشكل مشترك، ونقابيا ينشطون في الكونفدرالية، التي يسيطر عليها المؤتمر الوطني الاتحادي، فيما يبقى الاشتراكي الموحد ينشط إضافة إلى الكونفدرالية بالفدرالية الديمقراطية للشغل، بجناحيها (العزوزي وفاتحي)، والاتحاد المغربي للشغل.
كما أن الاتحاد الاشتراكي محسوب على اليسار، الذي أسس مركزية نقابية خاصة به، الفدرالية الديمقراطية للشغل، بعد سيطرة رفاق الأموي على الكونفدرالية، وأخيرا حزب التقد والاشتراكية، أول حزب شيوعي تأسس في المغرب، وينشط نقابيا في الاتحاد المغربي للشغل.