استعرض يوسف العمراني، المكلف بمهمة بالديوان الملكي، أمس الأحد، بميونيخ، السياسة التي يعتمدها الملك محمد السادس في أفريقيا.
وقال العمراني، في ندوة حول موضوع ”حفظ السلام في أفريقيا”، نظمت في إطار مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، في دورته الـ 52، التي حضرها على الخصوص الرئيس الصومالي، حسن الشيخ محمود، والأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي عنان، والرئيس النيجيري السابق، أولوسيغون أوباسانجو، ووزير الخارجية الاثيوبي، تادروس أدهانوم، إضافة إلى مفوض السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، إسماعيل الشركي، إن هذه السياسة ”الطموحة والشجاعة”، التي يقودها الملك، تتطور من خلال ثلاثة مبادئ أساسية، تتكامل فيما بينها، والمتمثلة في ضرورة التضامن، وتعزيز منطقة للسلام والأمن، والتزام متواصل من أجل التنمية الاجتماعية الاقتصادية والبشرية للقارة.
وبعد أن ذكر بالخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس في فبراير 2014 في أبيدجان، أكد العمراني بالالتزام الملكي من أجل تعزيز التعاون جنوب – جنوب، المجدد والمتجدد، والمستند على مكتسبات عميقة، وخاصة الروابط الحضارية والروحية والبشرية والجغرافية والاقتصادية.
وقال إن ”أفريقيا التي تزخر بالعديد من الموارد الطبيعية والبشرية، يجب أن تعتمد على نفسها لضمان تقدم يعود بالنفع على الجميع، يساهم في خلق فرص للشغل والتنمية الشاملة “.
من جهة أخرى، ذكر العمراني بالالتزام الموصول للمغرب من أجل تعزيز استقرار وأمن الدول في أفريقيا وكذا دعم التكامل الإقليمي المتماسك وشراكة قوية، تقوم على التشاور والتضامن، ضمن احترام المعايير الأساسية مثل الحل السلمي لمختلف النزاعات واحترام السلامة الإقليمية للدول وهويتها الثقافية.
وأشار العمراني إلى أن المملكة لم تتوقف عن نضالها في هذا الاتجاه، خاصة خلال ولاية المغرب كعضو غير دائم في مجلس الأمن (2012-2014)، عندما سهلت واستضافت الحوار الليبي الذي سمح بالتوصل إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا، ثم من خلال مشاركتها النشيطة في العديد من عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة في أفريقيا.
وأضاف أن المغرب نجح في رفع التحدي، المتمثل في وضع سياسة جديدة، ومبتكرة، ورائدة في مجال الهجرة على مستوى المنطقة، والتي تهم جميع المواضيع المتعلقة بهذه القضية المحورية التي، وللأسف، عادت بقوة إلى الواجهة.
وأبرز العمراني أن المملكة تصدت أيضا لتهديدات التطرف والإرهاب من خلال اعتماد استراتيجية شاملة ومتعددة الأبعاد تتجاوز الحلول ذات البعد العسكري والأمني ، مضيفا أن ”هذه الحلول بالتأكيد تلعب دورا هاما ، لكن تبقى لوحدها غير كافية”.
ولهذا السبب، يقول العمراني، استجاب المغرب، بعد إصلاح الحقل الديني، لطلبات البلدان الإفريقية الشقيقة لتكوين الأئمة، وفقا لتعاليم إسلام معتدل ومتسامح“.
جدير بالإشارة إلى أن الدورة 52 للمؤتمر الدولي للأمن في ميونيخ تتميز بحضور ثلاثين رئيس دولة، وأكثر من 70 وزير خارجية ودفاع، جاؤوا لبحث بالخصوص تسوية الأزمة السورية وأزمة الهجرة والأمن الأوروبي وقضايا الارهاب.