فرضت أندية وطنية لكرة القدم، بمختلف الأقسام، على لاعبيها برنامجا قاسيا في رمضان، بداية من (الثلاثاء)، يتجاهل عامل الصيام ومخاطر بذل مجهود أثناءه.
وحسب شهادات لاعبين من أندية بالبطولة الاحترافية، أوردتها يومية “الصباح”، في عددها الصادر الخميس، فإن أول مشكل اصطدموا به هو برمجة التداريب في عز الصيام في الثانية والنصف عصرا، بالنسبة إلى أغلب فرق القسمين الأول والثاني، لعدم توفرها على الإنارة في ملاعبها، وعدم تقدير خطورة بذل مجهود خلال الصيام.
وقال لاعبون إن هذا المعطى يؤثر عليهم كثيرا، سواء من الجانب الصحي، بالنظر إلى تعرض الجسم للجفاف من السوائل، أو من جانب الأداء، إذ يتعذر على اللاعب بذل مجهود كبير في الحصص التدريبية.
وأوضح لاعب، تضيف اليومية، أنه يصعب على اللاعبين تقديم أداء جيد، إذ يتدرب في الغالب في الثانية والنصف، ويلعب في العاشرة مساء، كما يتمرن فوق عشب اصطناعي، ويلعب فوق عشب طبيعي.
وكشفت معطيات حصلت عليها اليومية ذاتها، أنه إضافة إلى عامل افتقاد الإنارة لدى أغلب الأندية، فإن عوامل أخرى تقف وراء برمجة التداريب في الثانية والنصف، عل غرار الرغبة في إنهاء الحصص في توقيت يسمح للاعبين والمدربين بالتنقل إلى مقرات سكناهم قبل الإفطار، بالنظر إلى عجز الفرق الوطنية عن توفير وجبات غذائية في مراكزها.
وشددت اليومية، أنه من المنتظر أن تزيد معاناة اللاعبين في بطولة القسم الثاني وجميع منافسات الهواة مع استئناف المباريات الرسمية، بداية من نهاية الأسبوع الجاري، سواء في البطولة أو كأس العرش، كما تزيد المعاناة أكثر كلما ارتفعت درجات الحرارة.
وتابعت، أنه تقرر إجراء المباريات الرسمية في الثالثة عصرا، سواء بالنسبة إلى منافسات البطولة أو كأس العرش، وتستثنى من ذلك بطولة القسم الأول، التي تجرى مبارياتها في العاشرة ليلا.
وحسب اليومية دائما، قال الدكتور يونس سيحلا، طبيب شباب المسيرة، إن هناك إكراهات في رمضان، بالنسبة إلى جميع الفرق، مضيفا أنه يستحسن برمجة التداريب ساعات قليلة قبل الإفطار، أو بعده، لتدبير مشكل جفاف الجسم.
ونصح الطبيب، الذي يرأس قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي ببنسليمان، بتخفيف وتيرة التداريب وكثافتها أثناء الصيام، كما اعتبر أن إجراء المباريات في العاشرة ليلا، بالنسبة إلى القسم الأول، إجراء مناسب.
ومن جانبه، قال عزيز كحيوش، المعد البدني السابق لمجموعة من الأندية، والذي يشتغل حاليا بأولمبيك خريبكة، وينجز دراسات وبحوثا حول تطوير الإعداد البدني، إنه ينصح ببرمجة الحصص التدريبية بعد صلاة التراويح، حفاظا على سلامة اللاعبين، وتمكينهم من خوضها بشكل عاد، عوض إقامتها قبل الإفطار.
وأضاف كحيوش، في حوار مع “اليومية” ينشر لاحقا، أن اللاعب يفتقد أثناء الصيام للسوائل الكافية.