أ.ف.ب
دافع الأمين العام العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الاثنين، عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، مؤكدا أنها “بصيص النور الوحيد لملايين” اللاجئين الفلسطينيين و”شريان حياة للأمل والكرامة” وسلبها سيكون “أمرا قاسيا لايمكن استيعابه”.
وقال غوتيريش في مؤتمر صحافي في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في عمان “يجب علينا أن نسعى جاهدين للحفاظ على تدفق الخدمات الفريدة من نوعها التي تقدمها الأونروا لأن ذلك يبقي الأمل حيا، وفي عالم مظلم، فإن الأونروا هي بصيص النور الوحيد للملايين من الناس”.
وأتى التصريح فيما أعلنت الأونروا ان إسرائيل منعتها نهائيا من توصيل مساعدات إلى شمال قطاع غزة الذي بات على حافة المجاعة.
واتهمت إسرائيل في نهاية يناير، 12 من موظفي الوكالة البالغ عددهم حوالى 13 ألفا في غزة بالضلوع في هجوم حماس على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر.
إثر الاتهامات، علقت حوالى 15 دولة أبرزها الولايات المتحدة مساهماتها في الوكالة ما جعلها في وضع مالي صعب. لكن منذ ذلك الحين، عاودت بلدان عدة صرف مساهماتها.
وأضاف غوتيريش “هنا في الأردن، ولكن أيضا في سوريا، وفي لبنان – وبطبيعة الحال، في الضفة الغربية المحتلة وغزة – تمثل الأونروا شريان حياة للأمل والكرامة (…) أرى هذا الأمل هنا، والآن، أكثر من أي وقت مضى، يجب ألا ننزع هذا الأمل”.
تأسست الوكالة العام 1949، وهي تدير مدارس وتقدم مساعدات حيوية لملايين اللاجئين الفلسطينيين في الاردن ولبنان وسوريا والأراضي المحتلة. وتوظف نحو ثلاثين الف شخص معظمهم فلسطينيون.
وأوضح أن “الأونروا تساهم بشكل عميق (..)، في تعزيز التماسك الاجتماعي وتعزيز الاستقرار وبناء السلام، تخيلوا لو تم سلب كل ذلك، إنه أمر قاس ولا يمكن استيعابه، وخاصة ونحن نكرم 171 امرأة ورجلا من العاملين في الأونروا الذين قتلوا في غزة، وهو أكبر عدد من الوفيات بين موظفي الأمم المتحدة في تاريخنا”.
وحول قيام إسرائيل بمنع وصول المساعدات إلى شمال قطاع غزة الذي بات على حافة المجاعة، قال غوتيريش في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، إن “قرار عدم السماح لقوافل مساعدات الأونروا بالذهاب إلى شمال غزة حيث لدينا وضع مأسوي هو أمر غير مقبول على الإطلاق”.
وأكد إنه “من الضروري للغاية الحصول على إمدادات ضخمة من المساعدات الإنسانية الآن، وهذا يعني فتح المزيد من نقاط الدخول” إلى غزة.
من جهته، حذر الصفدي من أن عملية عسكرية إسرائيلية في رفح في أقصى الجنوب ستؤدي إلى “حدوث مذبحة أخرى” في القطاع المحاصر.
واضاف “لا يمكننا أن نسمح لمجموعة من الوزراء المتطرفين والعنصريين بأن يحكموا على المنطقة بمزيد من الصراع والمزيد من الحرب. ولا يمكننا أن نسمح لهم بالقتل دون عقاب”.
وأوضح الصفدي إنه “بدلا من إرسال السلاح إلى إسرائيل يجب إرسال الوفود للضغط عليها لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية”، مشيرا إلى ان “غزة أصبحت مقبرة مفتوحة للأطفال”.
اندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس داخل إسرائيل أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
وأدت الحملة العسكرية الإسرائيلية التي تلت إلى مقتل أكثر من 32333 شخصا في قطاع غزة، معظمهم من المدنيين من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة التابعة لحركة حماس.
وأكد غوتيريش “أنني مصمم على ضمان التزام الأونروا بقيم الأمم المتحدة في كافة أعمالها، (…) المراجعة المستقلة تجري على قدم وساق لتعزيز وتحسين الأونروا، وإنني أتطلع إلى توصياتها”.