أ ف ب
أعلنت حماس الجمعة أنها سترسل وفدا إلى القاهرة، السبت، لاستئناف مباحثات وقف النار في غزة بـ”روح إيجابية”، متهمة في الوقت نفسه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالسعي لعرقلة جهود التوصل إلى هدنة.
وقالت الحركة في بيان “يتوجه، السبت، وفد حركة حماس إلى القاهرة لاستكمال المباحثات”.
أضاف البيان “إذ نؤكد على الروح الإيجابية التي تعاملت بها قيادة الحركة عند دراستها مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلّمته مؤخرا، فإننا ذاهبون إلى القاهرة بنفس هذه الروح للتوصل إلى اتفاق”.
وأفاد مسؤول رفيع في حماس بأن القيادي البارز في الحركة خليل الحية سيرأس الوفد.
وينتظر الوسطاء، الولايات المتحدة ومصر وقطر، ردا من حماس على مقترح إسرائيلي يشمل وقفا للنار في غزة لمدة 40 يوما وتبادل عشرات الرهائن مع عدد أكبر من المعتقلين الفلسطينيين، وأكد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، الخميس، على “الروح الإيجابية” المحيطة بدراسة المقترح.
في الشهر السابع من الحرب التي اندلعت إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر، يستمر القصف الإسرائيلي اليومي على قطاع غزة المهدد بالمجاعة، وأسفر عن مقتل 26 شخصا وإصابة 51 خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية وفق وزارة الصحة في القطاع.
وبذلك ارتفعت حصيلة القتلى في القطاع الى 34622 شخصا غالبيتهم مدنيون منذ اندلاع الحرب، وفق الوزارة.
وتركزت الضربات في مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع المحاصر والتي يريد نتانياهو مهاجمتها برا “للقضاء” على آخر كتائب حماس.
وقال نتانياهو، الخميس، “سنفعل ما هو ضروري للانتصار والتغلّب على عدوّنا، بما في ذلك في رفح”، بعدما توعّد سابقاً بشن هجوم بري “مع اتفاق أو من دونه”، في إشارة إلى الهدنة.
واعتبر عضو المكتب السياسي لحماس حسام بدران أن تصريحات نتانياهو هدفها “إفشال أي امكان لعقد اتفاق”.
أضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي “غير معني بالوصول إلى اتفاق… لذلك يقول كلاما في الإعلام لإفشال هذه الجهود”.
وقال بدران لوكالة فرانس برس إن مفاوضي حماس يناقشون حاليا العرض داخليا ومع فصائل فلسطينية أخرى قبل العودة إلى القاهرة.
وأكد أن حماس التي تحكم غزة منذ 2007، متمسكة بمطالبها وأهمها “وقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب كامل وشامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة”، وهو ما ترفضه إسرائيل.
ويستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني “الأسبوع المقبل” في البيت الأبيض، وفق ما أعلنت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية.
وقالت المتحدثة إن الاستقبال سيكون بمثابة “اجتماع خاص” سينشر البيت الأبيض بعد انتهائه بيانا حول فحواه.
“حمام دم”
تلقي تصريحات طرفي النزاع بظلال من الشكّ على التوصل سريعا إلى اتفاق لوقف النار رغم جهود ونداءات المجتمع الدولي، وخاصة الولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل.
خلال جولته في الشرق الأوسط هذا الأسبوع، دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حماس إلى قبول مقترح الهدنة.
كما حض اسرائيل على التخلي عن هجومها على رفح حيث يوجد نحو 1,2 مليون فلسطيني نزح معظمهم بسبب الحرب.
وتقول الأمم المتحدة وعدد من الدول إنها تخشى “حمام دم” في رفح التي تشكل أيضا نقطة العبور البرية الرئيسة للمساعدات الإنسانية للقطاع الذي يحاصره الجيش الإسرائيلي كليا منذ 9 أكتوبر.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تخشى احتمال إغلاق المعبر لأن “كل الإمدادات الطبية تقريبا تمر عبر معبر رفح”، بحسب ممثلها في الأراضي الفلسطينية ريك بيبركورن.
كما أعرب المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عبر منصة إكس عن “قلق عميق من أن عملية عسكرية واسعة النطاق في رفح بغزة، قد تؤدي إلى حمام دم، وتزيد من إضعاف النظام الصحي المعطوب أصلا”.
إضافة إلى الخسائر البشرية، فإن الهجوم سيكون بمثابة “ضربة قوية للعمليات الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة” لأن معبر رفح “يقع في قلب العمليات الإنسانية”، وفق ما قال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لاركه الجمعة في جنيف.
تأكيد مقتل رهينة
تخضع المساعدات الدولية لرقابة إسرائيلية صارمة، ويمر معظمها من مصر عبر رفح، لكنها تظل غير كافية على الإطلاق نظرا للاحتياجات الهائلة لسكان غزة الذين يناهز عددهم 2,4 مليون نسمة.
في مواجهة الصعوبات في إيصال المساعدات برا، تشارك دول عدة في إنزال مواد غذائية جوا في غزة. لكن المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل قال الجمعة لفرانس برس إن طرودا سقطت على مدنيين، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين.
وسجلت منظمة الصحة العالمية الجمعة تحسّنا “طفيفا” في الوضع الغذائي في قطاع غزة، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنّ خطر المجاعة لا يزال قائما.
اندلعت الحرب إثر هجوم شنته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وخطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفّي 35 منهم وفق مسؤولين إسرائيليّين، كان آخرهم درور أور، أحد سكان كيبوتس بئيري وقد أعلنت إسرائيل وفاته الجمعة.
وقال منتدى عائلات الرهائن “على الحكومة الإسرائيلية بذل كل الجهود لإعادة درور” و”الرهائن الآخرين المقتولين لكي يدفنوا بكرامة في إسرائيل”.
في وقت لاحق الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي العثور في إسرائيل على رفات الياكيم ليفمان الذي كان يُعتقد أن حماس احتجزته رهينة خلال هجومها.
“ما ذنبهم؟”
في أحد أحياء رفح، عثِر على جثث عدة، بينها جثث أطفال، تحت أنقاض منزل عائلة شاهين الذي استهدفته غارة إسرائيلية قبل الفجر.
وفقدت سناء زعرب أختها وستة من بنات وأبناء إخوتها في هذا القصف، وقالت “ما ذنب هؤلاء الأطفال؟ ماذا فعلوا ليتسببوا في قصف المبنى؟ هؤلاء الأطفال كانوا نائمين… لا نريد مساعدات بل نريد وقفا دائما لإطلاق النار”.
وقال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عبدالله الدردري، في عمّان الخميس، إن “حجم الدمار هائل وغير مسبوق” في غزة، مشيراً إلى أنّ مهمّة إعمار القطاع “لم يسبق للمجتمع الدولي أن تعامل معها منذ الحرب العالمية الثانية”.
في الخارج، يستمر الحراك الطلابي ضد الهجوم الإسرائيلي في غزة في التوسع: بدءا من الجامعات الأميركية حيث تعرض في بعض الأحيان لقمع الشرطة، وصولا إلى باريس ولوزان وبرلين ومونتريال ومكسيكو وسيدني.
في تركيا، قال الرئيس رجب طيب اردوغان، الجمعة، إن تعليق أنقرة المبادلات التجارية مع إسرائيل يهدف إلى إجبارها على وقف النار في غزة.
من جهتهم، حذّر المتمرّدون الحوثيون في اليمن، الجمعة، من أنهم سيوسّعون هجماتهم لتشمل كل السفن المتجهة نحو الموانئ الإسرائيلية.
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيّين يحيى سريع إن المرحلة الرابعة من التصعيد تشمل “استهداف كافة السفن المخترقة لقرار حظر الملاحة الاسرائيلية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة في البحر الأبيض المتوسط في أي منطقة تطالها أيدينا”.