أ.ف.ب
واجه فرانسيس فورد كوبولا الصحافة الجمعة بعد عرض فيله “ميغالوبوليس” Megalopolis الذي أثار انقساماً حاداً بين النقاد في مهرجان كان، فيما يُنتَظَر حضور إيما ستون وريتشارد غير على السجادة الحمراء للدورة السابعة والسبعين من الحدث السينمائي.
وكان “ميغالوبوليس” أبرز الأعمال المنتظرة في المهرجان هذا العام. وغداة عرضه العالمي الأول خلال المهرجان، فإن الجدل بشأن فيلم كوبولا العاطفي الذي استلزم إنجازه عقوداً من الزمن، لا يبدو في طريقه إلى التلاشي.
واتسمت التقييمات الأميركية للفيلم الطموح لمخرج “ذي غادفاذر” (“العرّاب”) البالغ 85 عاما بحماس كبير، فيما كانت بعض وسائل الإعلام الفرنسية أقل إيجابية بشكل ملحوظ.
وكان كوبولا واجه جدلا مماثلا عام 1979 مع فيلمه “أبوكاليبس ناو” (“Apocalypse Now”) الذي فاز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان.
وقال كوبولا خلال مؤتمر صحافي أقيم الجمعة للتحدث عن “ميغالوبوليس”، “لقد بدأت بكتابة فيلم جديد”، مضيفاً “أعدكم بأنني سأبقى ناشطاً في العمل السينمائي خلال السنوات العشرين المقبلة”.
وتابع “إذا أمكنني تحسين هذا الفيلم، فسأحاول ذلك. أعلم أن هذا المشروع قد انتهى لأنني بدأت أصلاً في كتابة فيلم جديد”.
وأكد كوبولا الذي موّل بنفسه الفيلم بمبلغ يصل إلى 120 مليون دولار أنّ حياة أبنائه المهنية “جيدة جداً”، وهم “ليسوا بحاجة إلى وراثة” ثروته.
وأضاف “هكذا رغبت في إنجاز الفيلم. وبما انني موّلته قلت في قرارة نفسي إنني أستطيع القيام بما أريد”.
كان المخرج الشهير قال في مقابلة عبر إذاعة “فرانس إنتر” صباح الجمعة “أحلم أن يخرج الناس من هذا الفيلم راغبين في مشاهدته مرة أخرى”.
وتدور أحداث “ميغالوبوليس” في منطقة تحمل اسم روما الجديدة، وهي نسخة موازية لنيويورك الحديثة مليئة بالحفلات الماجنة، والتماثيل القديمة المتهالكة، وموقع مشابه لحديقة ماديسون سكوير يستضيف سباقات عربات وجولات مصارعة يونانية رومانية.
يؤدي آدم درايفر في الفيلم دور سيزار كاتالينا، وهو مهندس معماري حائز على جائزة نوبل، عازم على استخدام قواه السحرية على ما يبدو لينقل المدينة من واقعها العمراني المتهالك محوّلا إياها إلى منطقة استشرافية مثالية للعيش.
ووصفت صحيفة “ذي نيويوركر” الفيلم بأنه “آسر بجنون”، فيما اشادت “ديدلاين” بـ”جرأته المطلقة”.
وفي فرنسا، اعتبرت صحيفة “لوموند” أن الفيلم “مقلق للغاية”، بينما وصفته مجلة “تيليراما” بأنه “كارثة”.
وتباينت ردود الفعل على الفيلم، الذي موّله كوبولا بنفسه عن طريق بيع حصة في مزرعة الكروم الخاصة به في كاليفورنيا، بين صيحات الاستهجان والتصفيق الحماسي خلال العروض الصحافية التي حضرتها وكالة فرانس برس الخميس.
هذا العمل هو من 22 فيلما تتنافس على جائزة السعفة الذهبية لهذا العام.
وفي حال فوز فيلمه بنتيجة تصويت لجنة التحكيم التي تترأسها مخرجة فيلم “باربي” غريتا غيرويغ، سيصبح كوبولا أول فائز يحصل على السعفة الذهبية ثلاث مرات في تاريخ مهرجان كان السينمائي.
– إيما ستون وريتشارد غير –
وفي الوقت نفسه، تعود إيما ستون الجمعة إلى المهرجان بعد فوزها بجائزة أوسكار عن دورها في فيلم “بور ثينغز” في وقت سابق من هذا العام.
وتجتمع ستون هذه المرة أيضاً مع المخرج اليوناني يورغوس لانثيموس في فيلم “كايندز أوف كايندنس”.
وتؤدي ستون دور البطولة في إحدى القصص القصيرة الثلاث للفيلم، والتي تضم أيضاً ويليم ديفو والممثلين الصاعدين مارغريت كواللي وهنتر شيفر، النجم المتحول جنسياً في مسلسل “يوفوريا” الذي حقق نجاحاً كبيراً على شبكة اتش بي او.
كما يعود أحد أبرز نجوم هوليوود في القرن العشرين إلى المهرجان المقام على ساحل الكوت دازور، إذ يؤدي ريتشارد غير دور البطولة في فيلم “أو، كندا” (“Oh, Canada”)، مكرراً التعاون مع بول شريدر الذي أخرج له الفيلم الشهير “أميريكن جيغولو” (“American Gigolo”) قبل أكثر من 40 عاماً.
ويتناول شريدر، المشهور بكتابته نص فيلمي “تاكسي درايفر” و”ريجينغ بول”، في أحدث عمل له، استوحاه جزئياً من إصابة بكوفيد-19 كادت تودي به، قصة رجل يُحتضر يطارده ماضيه، بما في ذلك قراره بتفادي التجنيد في حرب فيتنام.
نجم هوليوود الجديد جايكوب إلوردي، أحد الممثلين الآخرين في “يوفوريا”، يؤدي شخصية غير أيضاً لكن في مرحلة عمرية أصغر.
ويُنتظر أيضاً أن يُعرض في مهرجان هذا العام فيلم عن السيرة الذاتية لدونالد ترامب بعنوان “ذي أبرنتيس” (“The Apprentice”)، وأفلام جديدة للمخرجين الشهيرين ديفيد كروننبرغ (“ذي شراودز” – “The Shrouds”) والإيطالي باولو سورينتينو (“بارثينوب” – “Parthenope”).
وسيقدم الفائز السابق بجائزة السعفة الذهبية جاك أوديار فيلم “إميليا بيريز” الذي يوصف بأنه عمل استعراضي من بطولة سيلينا غوميز، تدور أحداثه حول زعيم عصابة مكسيكي يغيّر جنسه.
ويستمر مهرجان كان حتى 25 ماي، حيث سيُكشف عن الفائز بالسعفة الذهبية.