السعودية: انطلاق مناسك الحج في مكة المكرمة وسط درجات حرارة قياسية

أ.ف.ب
بدأت مكة المكرمة في استقبال ما يفوق المليون حاج الجمعة وذلك في دلالة إلى بدء موسم الحج للعام 2024.

وشرعت حشود المؤمنين بالطواف حول الكعبة، قبلة المسلمين في صلاتهم، بأثواب الإحرام البيضاء، مع شعور كثيرين منهم بالحزن بعد مرور ثمانية أشهر على الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.

وقالت زهرة بني زهرة (75 عاما) من المغرب لوكالة الأنباء الفرنسية وهي تبكي “إخواننا يموتون، ويمكننا أن نرى ذلك بأعيننا”.

ومن جهتها، قالت بليندا إلهام من إندونيسيا، التي تضم أكبر عدد من السكان المسلمين في العالم، إنها “ستصلي كل يوم حتى ينتهي ما يحدث في فلسطين”.

هذا، وكان الملك سلمان بن عبد العزيز قد أصدر، الإثنين، أمرا باستضافة ألف حاج “من أسر الشهداء والجرحى من قطاع غزة”، ليرتفع عدد الحجاج الفلسطينيين لأداء مناسك هذا العام إلى ألفي شخص، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

وعلى الرغم من ذلك، حذر الوزير السعودي المسؤول عن الحج توفيق الربيعة، الأسبوع الماضي، من أنه لن يتم التسامح مع “أي شعارات سياسية”.

“لا أستطيع أن أصف ما أشعر به”

ويعد الحج أحد أكبر التجمعات الدينية في العالم، ويضم سلسلة من الشعائر في مكة وضواحيها في غرب المملكة العربية السعودية والتي تستغرق أياما عدة لإكمالها.

وستكون الذروة يوم السبت بصلاة طوال اليوم على جبل عرفات، حيث ألقى النبي محمد خطبته الأخيرة.

ويدور الحجاج الذين يرتدون ملابس الإحرام البيضاء حول الكعبة بأعداد كبيرة منذ أيام عدة. وقد انتظر البعض لسنوات فرصة أداء المناسك، مع تخصيص التصاريح من قبل السلطات السعودية على أساس الحصص لكل دولة.

وتقول نونارتينا حاجيباولي (50 عاماً) لوكالة الأنباء الفرنسية إنها تشعر بالفخر لكونها جزءا من ألف حاج وصلوا هذا العام من سلطنة بروناي في جنوب شرق آسيا.

وتضيف: “أنا عاجزة عن الكلام، ولا أستطيع أن أصف ما أشعر به”.

وكان الحج قد اجتذب العام الماضي أكثر من 1,8 مليون حاج، وفقا للأرقام الرسمية، بعدما رفعت السلطات القيود المفروضة في أعقاب جائحة فيروس كورونا.

وأشارت وسائل إعلام رسمية إلى أن نحو 1,5 مليون شخص وصلوا حتى وقت متأخر من الإثنين.

“شرب الماء بانتظام لأكثر من لترين يوميا”

وكما هو الحال منذ سنوات عدة، يقام التجمع هذا العام خلال فصل الصيف السعودي الحار، ويتوقع المسؤولون أن يصل متوسط الحرارة إلى 44 درجة مئوية.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية محمد العبد العالي إنه تم تسجيل أكثر من عشرة آلاف حالة من الأمراض المرتبطة بالحر العام الماضي أثناء الحج، بما في ذلك 10 في المئة من ضربات الشمس، وهي أخطر أشكالها.

وتشمل تدابير تخفيف الحرارة هذا العام، تغطية الطرقات التي يستخدمها المصلون بمادة بيضاء، ما يخفض درجة حرارة الأسفلت بنسبة 20 في المئة، بحسب السلطات.

ويضاف إلى ذلك، المرشّات المثبتة في الساحة المركزية، وتوزيع المياه والمظلات، والنصائح التي يقدمها المتطوعون الشباب، ومراكز التسوق التي لا تعد ولا تحصى والتي تسمح للحجاج بالاسترخاء بين صلاتين.

كما وصلت إلى الحجاج رسالة نصية الخميس تطلب منهم “شرب الماء بانتظام لأكثر من لترين يوميا” و”حمل المظلة الشمسية معك دائما”، محذرة من أن درجات الحرارة قد ترتفع إلى 48 درجة مئوية.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة