أعلنت مؤسسة سويس كونتاكت (Swisscontact)، الجمعة 14 يونيو الجاري، بشراكة مع سفارة سويسرا في المغرب، وغرفة التجارة السويسرية بالمغرب، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، عن تنظيم ورشة عمل في الدار البيضاء حول موضوع “كيف يمكن لسويسرا المساهمة في تطوير الوظائف الخضراء لدعم التحول البيئي في المغرب؟”.
الحاجة إلى انتقال عالمي نحو تطوير المهن الخضراء
وأوضحت “مؤسسة سويس كونتاكت” في بلاغ، أن التحول العالمي نحو الاقتصاد الأخضر جار ويتطلب تغييرات كبيرة في المهن وعلى جميع مستويات المهارة، إذ يُتَوّقع أن يؤدي هذا التغيير في الديناميكيات الاقتصادية العالمية إلى زيادة الطلب على المهارات والمهن الخضراء، مما يفرض تحفيز الصناعات والبلدان على الاستثمار في التنمية المستدامة بناء على عوامل مختلفة.
وتتطلب هذه التمية وفق البلاغ، موظفين مؤهلين تأهيلا كافيا للقطاعات الاقتصادية الجديدة والشركات الخضراء الجديدة، وقوة عاملة تتكيف مع انتقال القطاعات الاقتصادية التقليدية إلى الاقتصاد الأخضر، وكذا الحاجة الملحة إلى توفير فرص شغل لعدد متزايد من الأشخاص الذين ستتأثر سبل عيشهم بتغير المناخ، فضلا عن فهم الزيادة في الرضا الوظيفي وعرض محتمل لآفاق وظيفية أفضل.
وبشكل عام، يضيف البلاغ، أنه يجب استيفاء ثلاثة شروط أساسية حتى يكون الانتقال البيئي ممكنا، وذلك من خلال توفير قاعدة سياسية متينة تتضمن توصيات للمهن الخضراء وتوجه صياغة إطار قانوني، واستيعاب كيفية دمج المهارات الخضراء في المناهج والبرامج التعليمية، علاوة على الاطلاع الكامل على السياق المحلي والطلب على المهارات والمهن الخضراء في سوق العمل والاقتصاد.
المغرب وإمكاناته القوية في مجال الوظائف الخضراء
ترتكز رؤية المملكة المغربية، يضيف البلاغ، في ما يتعلق بالتغيرات المناخية على القانون الإطار رقم 99-12 بمثابة ميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة، والمخطط الوطني للمناخ 2020-2030، والاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، بما في ذلك الأهداف المحددة للوظائف الخضراء، على غرار تعزيز تنمية المهن الخضراء، وتحديد المهن “الخضراء” ذات الأولوية”، وتحديد الاحتياجات التدريبية لهذه المهن.
يتمتع المغرب بإمكانيات كبيرة لخلق وظائف خضراء في السنوات القادمة، لا سيما في القطاعات الاقتصادية الديناميكية مثل الطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة في الصناعة والبناء والنقل، وكذلك في إدارة النفايات والفلاحة المستدامة والسياحة المستدامة.
ولتحقيق هذه الإمكانات بالكامل، أكدت المؤسسة، أن هناك حاجة إلى سياسات وحوافز مناسبة لتشجيع الاستثمار والتنمية في هذه القطاعات.
تشير دراسة أجرتها المجلة الدولية للمحاسبة والمالية والتدقيق والإدارة والاقتصاد (IJAFAME) إلى أن استثمار 2 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي في سوق السلع والخدمات الخضراء من شأنه أن يولد متوسطا سنويا صافيا يقارب 000 275 وظيفة خضراء في أفق عام 2040، موزعة على جميع القطاعات.
أهداف ورشة العمل ونتائجها المتوقعة
وأضاف البلاغ، أن هذه الورشة، تهدف إلى تحفيز التفكير بمساهمة سويسرا في تطوير المهارات والمهن الخضراء لدعم التحول البيئي في المغرب.
ويدور هذا التفكير حول تعزيز التجربة السويسرية في المغرب، من أجل التحول البيئي والطاقي من حيث الابتكار والجودة. كما سيمكن من تحديد الشراكات/المشاريع بين القطاعين العام والخاص التي يمكن أن تغذي الاستراتيجية الجديدة لأمانة الدولة للشؤون الاقتصادية السويسرية 2025 في المغرب.
والنتيجة المتوقعة في نهاية ورشة العمل هي إعداد مذكرة لمشروع مفاهيمي من أجل تقديمها إلى الجهات الفاعلة السويسرية (سويس كونتاكت Swisscontact، القطاع الخاص، مؤسسة Klik، أمانة الدولة للشؤون الاقتصادية).
إن مشاركة ومساهمة القطاع الخاص شرط لا بد منه لتحديد المهارات الخضراء التي يجب تطويرها في مختلف القطاعات الاقتصادية والتي تتوافق مع الاحتياجات الحقيقية في سوق الشغل بالمغرب.
وبهذا المعنى، يضيف البلاغ ذاته، فإن الشركات السويسرية ملتزمة بالفعل بنماذج اقتصادية واجتماعية جديدة تستجيب للقضايا البيئية الرئيسية. إن ورشة العمل هذه فرصة لتسليط الضوء على سياسة المسؤولية الاجتماعية للشركات التي ستساهم، على نطاقها الخاص، في التحول البيئي في المغرب.
برنامج ورشة العمل
بعد الجلسة الافتتاحية، سيُشرع خلال هذه الورشة المؤلفة من حلقات عمل، في تبادل الآراء لتحديد سبل إقامة الشراكات بين القطاعين العام والخاص وتحديد المشاريع الابتكارية. وستتوافق مجموعات العمل هذه مع القطاعات الاقتصادية الرئيسية التي توفر فرص العمل في المغرب مثل الفلاحة والبناء والنسيج والسياحة.
وسيجتمع المشاركون، وفق البلاغ ذاته، من القطاع الخاص والخبراء في التدريب المهني والتنمية المستدامة، فضلا عن ممثلين عن المؤسسات المغربية. إذ ستُعرض المشاريع التي وضعتها المجموعات على أعضاء الفريق الافتتاحي للتداول والمناقشات.
خلال ورشة عمل هذه، ستقدم سويس كونتاكت (Swisscontact) نهجها في دمج المهارات والوظائف الخضراء، المصممة في منطق التأثير المنهجي.
هذا النهج سيمكن من صياغة استراتيجية، وختيار وتقييم القطاعات و/أو النظم التي تستهدفها التدخلات، وتحديد الأسباب الكامنة وراء المشاكل الرئيسية، إلى جانب إعطاء رؤية لتأثير المشروع في إطار “نظرية التغيير” من أجل تحديد كيفية عمل النظام، في حالة معالجة الأسباب الكامنة وراء المشكلات المحددة.
كجزء من مساهمة سويسرا في تطوير المهن الخضراء ودعم المغرب في تحوله البيئي، يعد هذا الحدث الرئيسي جزءا من تبادل الاستراتيجية والإجراءات الملموسة التي تروج لها سويسرا وسيعزز أيضا ظهور الشراكات التي تم إنشاؤها.
