أ.ف.ب
حققت رومانيا فوزها الأوّل منذ 24 سنة في كأس أوروبا لكرة القدم، عندما فاجأت جارتها المأزومة أوكرانيا وهزمتها (3-0)، الاثنين في ميونيخ، ضمن الجولة الأولى من المجموعة الخامسة لنسخة ألمانيا 2024.
وسجّل هدف الافتتاح لرومانيا نيكولاي ستانتشيو من تسديدة رائعة (29) خلافاً لمجريات الشوط الأوّل، ثم حسمت المواجهة عن جدارة في الثاني عبر رازفان مارين من خارج منطقة الجزاء أيضاً (53)، ودنيس دراغوش بعدها بأربع دقائق (57).
وتصدّرت رومانيا المجموعة مؤقتاً، بانتظار مباراة بلجيكا وسلوفاكيا اللتين تلعبان لاحقاً في فرانكفورت.
وكانت رومانيا العائدة إلى البطولة القارية بعد غياب ثمانية أعوام والتي لم تشارك في كأس العالم منذ 1998، حققت فوزاً وحيداً في خمس مشاركات في كأس أوروبا، على حساب إنجلترا (3-2) عام 2000 عندما بلغت ربع النهائي.
على ملعب أليانتس أرينا، سيطر لون الفريقين الأصفر على المدرجات ولفّ لاعبو أوكرانيا أكتافهم بعلم البلاد التي تواجه غزواً روسياً منذ أكثر من عامين.
دانت السيطرة أوّل ثلث ساعة لأوكرانيا بنسبة 70% لكن بدون خطورة من ثنائي جيرونا الإسباني، أرتيم دوبفيك، هداف الليغا وفيكتور تسيهانكوف.
لكن رومانيا بقيت صلبة دفاعياً، واستفادت من خطأ دفاعي خلافاً لمجريات اللعب وتشتيت خاطئ من أندري لونين، حارس ريال مدريد الإسباني. وصلت الكرة من دنيس مان إلى القائد نيكولاي ستانتشيو، أطلقها لاعب ضمك السعودي من حافة المنطقة في المقص الأيسر (29).
قال ابن الـ31 عاماً عن هدفه الرائع “هذا هو هدف مسيرتي”.
وتابع “لقد قلت من قبل أن هذا القميص يعني كل شيء بالنسبة لي، وأن التسجيل في كأس أوروبا لا يمكنك أن تفعل أفضل من ذلك. ثم الفوز أيضاً بالطريقة التي فعلناها، هذا أمر لا يصدق”.
بحثت أوكرانيا سريعاً عن التعديل مكثّفة هجماتها، مقابل مرتدات لرومانيا بغية تسجيل الثاني. ومن ضربة ركنية، كاد ستانتشيو يحقق الثنائية، لكن العارضة أنقذت لونين الذي لعب معظم الموسم الماضي أساسياً مع ريال مدريد خلال إصابة البلجيكي تيبو كورتوا (39).
ريبروف يعجز عن الردّ
في الشوط الثاني، عاشت أوكرانيا دقائق عصيبة جداً، فيما عرفت رومانيا مجدداً من أين تؤكل الكتف.
بعد مرتدة سريعة أطلق رازفان مارين، العائد من إصابة، تسديدة أرضية قوية من نفس موقع تسجيل الهدف الأوّل، اخطأ لونين في ابعادها لتعانق شباكه (53).
هدّد أندري راتسيو صاحب الشعر المصبوغ بالأزرق مرمى لونين، قبل الصفعة الرومانية الثالثة (56).
ومن ضربة ركنية، تلاعب دنيس مان بالدفاع الأوكراني، ولعب أرضية مقشّرة إلى دنيس دراغوش تابعها في المرمى الخالي قبل أن يؤكّد حكم الفيديو المساعد صحّة الهدف (57).
أوكرانيا المتأهلة عبر الملحق بفوزها على البوسنة والهرسك ثم إيسلندا، إلى النهائيات للمرة الرابعة توالياً آخرها صيف 2021 عندما بلغت ربع النهائي، حاول مدرّبها، سيرهي ريبروف، الذي قادها كهداف إلى ربع نهائي مونديال 2006 في مشاركتها الوحيدة، إصلاح ما يمكن إصلاحه. ودفع ابن الخمسين عاماً بثلاثة لاعبين دفعة واحدة بينهم النجم المخضرم، أندري يارمولنكو.
لكن جهود نجمي أوكرانيا ميخايلو مودريك وألكسندر زينشتنكو باءت بالفشل، فيما احتفظت رومانيا بنتيجتها النظيفة، وحققت أفضل مما كان متوقعاً في مباراتها الافتتاحية.
ويقود رومانيا المدرب إدوارد يوردانيسكو (45 عاماً)، حامل الشعلة من والده “الجنرال” أنغل الذي قاد رومانيا إلى أفضل نتيجةٍ لها ضمن بطولةٍ كبرى من خلال بلوغ ربع نهائي مونديال 1994.
تضمّ تشكيلته مجموعة من اللاعبين الذين وصلوا إلى نصف نهائي كأس أوروبا دون 21 عاماً في 2019 وخسروا أمام ألمانيا الوصيفة (2-4). معظمهم كبروا معاً وتدرّبوا في أكاديمية أسّسها أسطورة البلاد جورجي هاجي بالقرب من مسقط رأسه كونستانتا على شاطئ البحر الأسود.
وشارك نجل هاجي، يانيس، في الدقيقة 62، إلى جانب فالنتين ميخايلا الذي تعرّض لوعكة صحية صباح المباراة.
وتلعب رومانيا مباراتها المقبلة مع بلجيكا، السبت في كولن، وأوكرانيا مع سلوفاكيا، الجمعة في شتوتغارت.
أكد ستانتشيو أن رومانيا لن تبالغ في مباراتيها المقبلتين “أعتقد أن الأمر سيكون كما هو حتى الآن. كنت أعرف ما كان علينا أن نتوقعه، ومستوى اللعب، وكان علينا أن نرتقي إلى هذا المستوى”.
وأردف “أعرف نفسي وأعرف زملائي. أعلم أننا لن نحتفل بعد هذا الفوز، سنركز فقط على بلجيكا حالياً”.