كشف محمد صديقي وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن مخطط المغرب الأخضر الذي أطلقه الملك محمد السادس سنة 2008، حقق نتائج مهمة.
وأكد محمد صديقي، وهو يتحدث السبت من مدينة طنجة، خلال المناظرة الوطنية الثانية للمهندسين التجمعيين، أن الرؤية الجديدة للسياسة الفلاحية تهدف إلى إرساء السيادة الغذائية من خلال استراتيجية طويلة الأمد يتم تنفيذها عبر مخططات العشرية.
وشدد صديقي على أن مخطط المغرب الأخضر جاء للقطع مع السياسات السابقة وتقديم نهج جديد لتنفيذ الرؤية، موضحا أن قطاع الفلاحة يمثل مجالا للاستثمار والاستقرار في العالم القروي، مضيفا أن هذا القطاع لديه مهام أخرى مهمة يجب أخذها بعين الاعتبار في استراتيجية التنمية الوطنية.
وأوضح أن هذه الاستراتيجية بنيت على أسس ومقاربات جديدة، وأهمها وضع الاستثمار في صلب معادلة التنمية في القطاع الفلاحي والعالم القروي، والانتقال من الفلاحة المعيشية إلى الفلاحة الاستثمارية.
وأكد صديقي أن الفلاحة للجميع، سواء كان الفلاح صغيرا أو كبيرا، مشددا على أهمية الوصول إلى نفس الجودة في الإنتاج. لتحقيق ذلك، وضعت الدولة آليات تجمع بين الاستثمار العمومي وتحفيز الاستثمار الخاص، بدلا من الاعتماد فقط على الدعم.
وتابع قائلا: “من لديهم الإمكانيات يجب استقطابهم للقطاع، ولاستقطابهم يجب أن تكون هناك ثقة، ولذلك الدولة تقوم بالتحفيز”، مشيرا إلى أن ميزانية قطاع الفلاحة قبل 2008 لم تكن تتجاوز 3 مليارات درهم، ومع مخطط المغرب الأخضر تجاوزت 10 مليارات درهم، في الوقت الذي يستهلك فيه العالم القروي أكثر من ذلك.
وتطرق صديقي إلى ثلاث مقاربات أساسية ومهمة في القطاع الفلاحي. الأولى تتعلق بتكثيف سلاسل الإنتاج لضمان عودة القيمة المضافة إلى الفلاح. والثانية تتعلق بتنظيم المهنيين، حيث أفرزت هذه المقاربة تعاونيات ناجحة ومنتوجات مجالية معروفة، وظهرت طبقة وسطى فلاحية.
وأشار صديقي إلى أن الفلاحين أصبح لديهم رؤية واضحة وكل سلسلة إنتاج لديها ممثلوها المنظمون، وتتم مشاركة السياسات الفلاحية وتنفيذ المشاريع والبرامج مع الفيدراليات البيمهنية التي تعمل وفق القانون.
أما المقاربة الثالثة فهي “أفقية وجد مهمة” وتتعلق بالإصلاحات في مجالات الماء والسقي والأسواق والتوزيع وخلق مناخ ملائم على الصعيد الوطني والتسويق، وهي دعائم جاء بها مخطط المغرب الأخضر موضحا أن سلاسل الإنتاج اليوم مهيكلة ومندمجة، وأن هناك وضوحا في الميزانية وكفاءة في الإنتاج.