دعا الدكتور الطيب حمضي الطبيب والباحث في النظم الصحية، إلى تدخل مباشر من رئيس الحكومة عزيز أخنوش لإنقاذ السنة الجامعية لطلبة الطب والصيدلة، عقب مقاطعة امتحانات الدورة الربيعية بنسبة تجاوزت الـ90 في المائة.
في هذا الإطار، شدد حمضي من خلال تصريح صوتي توصل موقع “إحاطة.ما” بنسخة منه: “يجب على الطلبة والحكومة والوزارة الوصية على القطاع، استحضار هذه الانتظارات، وجعلها فوق كل اعتبار، أعتقد اليوم أن على رئيس الحكومة عزيز أخنوش، أخذ زمام المبادرة مباشرة، وطي الخلاف ووضع التشنجات جانبا، من أجل عودة الطلبة، وإجراء الإمتحانات في أقرب فرصة ممكنة، مع التراجع عن القرارات التي صدرت في حق بعض الطلبة، كتعبير عن حسن النية للمستقبل، النقاط التي وافقت عليها الحكومة، يجب اعتبارها مكتسب، ولا يجب إدخالها في المناقشات من جديد”.
وضع مؤسف.. وأجندة دراماتيكية
وأضاف حمضي: “من الواضح أنه بعد توقف طلبة الطب والصيدلة لمدة 7 أشهر عن الدراسة والتداريب والامتحانات، فمن ناحية الزمن الجامعي، نحن أمام أجندة دراماتيكية، لأن الوضع مؤسف سواء بالنسبة للطلبة أو لأولياء أمورهم، وكذا بالنسبة للأوراش الصجية الكبرى، التي يشرف عليها جلالة الملك محمد السادس، لتلبية انتظارات المواطنين، والمنظومة الصحية بالممكلة”.
وأضاف: “نحن أمام خسارة كبرى، إذا لم يتم تدارك الأمر، الخسارة لا تتعلق بالتكوين وحسب، وضياع فوج من الأطباء والطبيبات، وإنما الخسارة مرتبطة أيضا بصورة المستشفى العمومي، الذي يعد العمود الفقري، لإصلاح أي منظومة صحية في العالم”.
وتابع حمضي: “الخسارة أيضا نلمسها في فقدان الثقة بين الأطر الصحية وأطباء المستقبل، والمنظومة الصحية، لاسيما ونحن في زمن الهجرة وتفقير دول الجنوب، بفعل الاستقطاب الذي تنتهجه دول الشمال، لهذا فالزمن دراماتيكي، والإشكالات المطروحة كان من الممكن أن توجد لها حلول، بعضها تم التوصل لها بالفعل، وهناك قضايا كان من المفروض مواصلة النقاش فيها، بالإضافة إلى قضايا أخرى محسومة وتحتاج فقط إلى التوضيح والبيداغوجية، للوصول إلى توافقات مهمة”.
الملف يتطلب ليونة
ويرى حمضي: أن “الملف لا يستدعي مطلقا أن يكون لدينا توقف دام لمدة 7 أشهر، السنة الجامعية الطبية لا تتحمل التوقيف لشهر واحد، فما بالك بهذه المدة كاملة، هناك مطالب، ويوجد نضال للطلبة، لكن ليس على حساب مستقبلهم، بالإضافة إلى إصرار الأطراف الحكومية، الملف كان يتطلب مرونة وليونة من نوع آخر، وتوافق جميع الأطراف”.
وأردف الباحث في النظم الصحية: “اليوم، وهذا هو الأساس، فنحن كما قلت أمام فترة زمنية صعبة، ويجب عدم السماح بأي شكل من الأشكال بتضييع الطلبة وأسرهم والمنظومة الصحية، ولا آمال المواطنين، وكذا انتظارات جلالة الملك محمد السادس، فيما يخص تنزيل الأوراش الصحية الكبرى”.
فيما يخص سنوات الدراسة الجامعية، أكد حمضي على جعل السنة السابعة اختيارية مؤقتا في انتظار، فتح حوار عميق مع الطلبة، لتوضيح المسارات، وفي انتظار أن تكون نظرة شاملة، في مراجعة التكوين الطبي في المغرب، والتزام الحكومة وخصوصا وزارة التعليم العالي، من أجل إستئناف الحوار مع الطلبة، بهدوء وبقلب مفتوح، فضلا عن التزام الطلبة بالعودة لمواصلة الدراسة، وتغليب منطق رابح-رابح.
ويشار إلى أن اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، نظمت الإثنين 8 يوليوز الجاري، وقفة احتجاجية جهوية أمام كلية الطب والصيدلة بأكادير، ستليها وقفات أخرى بكل من مراكش، طنجة، وفاس، أيام 10 و11 و1، ومسيرة وطنية بالرباط، يوم 16 يوليوز 2024، أمام البرلمان.