صنعاء (شينخوا) شنت طائرات حربية إسرائيلية أمس (السبت) سلسلة غارات على أهداف لجماعة الحوثي في ميناء الحديدة غربي اليمن، ما أوقع 80 جريحا، وذلك ردا على “مئات الهجمات” ضد إسرائيل طال أحدها الجمعة مدينة تل أبيب.
وتعد هذه الغارات الإسرائيلية هي الأولى من نوعها ضد الحوثيين.
— سلسلة غارات
وقال المتحدث العسكري للحوثيين، العميد يحيى سريع، في بيان متلفز، بثته قناة ((المسيرة))، الناطقة باسم جماعة الحوثي، “إن العدو الإسرائيلي شن عدوانا غاشما على محافظة الحديدة، حيث استهدف بعدة غارات محطة الكهرباء، التي تغذي مدينة الحديدة الساحلية بالكهرباء، واستهدف كذلك ميناء الحديدة، وخزانات الوقود وجميعها أهداف مدنية”.
وذكرت قناة ((المسيرة))، الناطقة باسم الحوثيين، في بادئ الأمر السبت “أن مدينة الحديدة تعرضت لعدوان أمريكي صهيوني غاشم”.
وأوضحت “أن الغارات استهدفت منشآت النفط والغاز في ميناء الحديدة، ما أدى إلى إشتعال النيران بكثافة، وتصاعد الدخان بشكل كثيف، حيث شوهد من مسافات بعيدة”.
سلسلة غارات للعدو الإسرائيلي تستهدف ميناء #الحديدة..#اليمن_يضرب_تل_ابيب #لستم_وحدكم pic.twitter.com/WKOtaHrdun
— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) July 20, 2024
ونقلت عن مصدر رسمي قوله إن الغارات الإسرائيلية “استهدفت كهرباء محافظة الحديدة وخزانات مازوت الكهرباء”.
وقال وكيل محافظة الحديدة المعين من الحوثيين، علي أحمد قشر، لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن إسرائيل “شنت سلسلة غارات جوية على مناطق متفرقة من محافظة الحديدة”.
وأضاف أن “الغارات استهدفت منشآت تخزين النفط في ميناء الحديدة، وتسببت باندلاع حريق هائل في المنطقة ومحيطها، وأن السنة اللهب تتصاعد بشكل كبير”.
وأشار قشر إلى أن الغارات الإسرائيلية استهدفت، أيضا، محطة كهرباء الكثيب وخزانات المازوت الخاصة بالمحطة، بالإضافة إلى تسجيل غارات جوية في مديريات الصليف واللحية والدريهمي بالمحافظة.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لجماعة الحوثي، مساء السبت، أن الحصيلة الأولية للهجوم الإسرائيلي على خزانات النفط ومحطة الكهرباء بالحديدة بلغت 80 جريحا، معظمهم بحروق شديدة، وفق ما أورد الإعلام الحوثي.
وذكرت قناة ((المسيرة)) “أن فرق الإنقاذ والإطفاء تواصل إخماد الحريق وإنقاذ الجرحى”.
وإثر الهجوم، توعدت جماعة الحوثي بالرد على الغارات الإسرائيلية، وهددت بأنها “أعدت العدة لحرب طويلة” مع إسرائيل.
وقال المتحدث العسكري للحوثيين في بيانه “إن القوات المسلحة اليمنية سترد على هذا العدوان السافر، وأنها لن تتردد في ضرب الأهداف الحيوية للعدو”، مجددا التأكيد على اعتبار مدينة تل أبيب “منطقة غير آمنة”.
وأضاف سريع “أن القوات المسلحة اليمنية، وبتوجيهات قيادتها، لن تتوقف عن عملياتها المساندة لإخواننا في غزة، مهما كانت التداعيات، ومهما كانت النتائج، وأنها تعد العدة لحرب طويلة مع هذا العدو، حتى وقف العدوان، ورفع الحصار، وإيقاف كل جرائمه المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
ويعد ميناء الحديدة، أحد أكبر موانئ اليمن، ويتمركز الحوثيون في المحافظة الساحلية الاستراتيجية منذ أكتوبر من العام 2014.
وقال الناطق باسم جماعة الحوثي، محمد عبدالسلام، على منصة ((إكس))، إن الهجوم الإسرائيلي “يهدف إلى مضاعفة معاناة الناس، والضغط على اليمن للتوقف عن مساندة غزة، وهو حلم لن يتحقق له”.
وأضاف “نؤكد أن هذا العدوان الغاشم لن يزيد الشعب اليمني وقواته المسلحة إلا إصرارا وثباتا واستمرارا وبشكل تصاعدي في مساندة غزة”.
بدوره، قال المجلس السياسي الأعلى للحوثيين إن الهجوم “هدفه الأساسي زيادة معاناة أبناء الشعب اليمني وثني الجمهورية اليمنية عن مواقفها المساندة للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية العادلة والمحقة، وهذا وهم لا يمكن أن يتحقق”.
وأضاف المجلس في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، التي تديرها جماعة الحوثي “موقفنا في مساندة ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم مبدئي ولن يتوقف أو يتراجع … وستحصل ضربات مؤثرة على العدو أكثر”.
وأكد “أن العدوان الإسرائيلي سيمثل دافعا إضافيا لقواتنا المسلحة للارتقاء على كافة المستويات لمواجهة التحدي”.
وجاء الهجوم الإسرائيلي غداة إعلان جماعة الحوثي في اليمن قصف “أحد الأهداف المهمة” بطائرة مسيرة في تل أبيب بإسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، مقتل شخص وإصابة ثمانية آخرين بجروح في الهجوم الذي استهدف تل أبيب بطائرة مسيرة أطلقت من اليمن.
وردا على هذا الهجوم و”مئات الهجمات ضد دولة إسرائيل طيلة الأشهر الأخيرة”، شن الجيش الإسرائيلي غارات على أهداف لجماعة الحوثي في منطقة ميناء الحديدة في اليمن.
— الرد
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، في بيان السبت “شنت طائرات حربية لجيش الدفاع، قبل قليل، غارات استهدفت أهدافا لنظام الحوثي الإرهابي في منطقة ميناء الحديدة في اليمن”.
وتابع أدرعي “لقد جاءت الغارات رد ا على مئات الهجمات ضد دولة إسرائيل طيلة الأشهر الأخيرة”، مشيرا إلى نشر المزيد من التفاصيل لاحقا.
بدوره، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هجاري، في مؤتمر صحفي، في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، السبت، إن استهداف منطقة الميناء في مدينة الحديدة جاء ضمن عملية أطلق عليها اسم “اليد الطويلة”.
وأضاف هجاري “قمنا باستهداف منطقة الميناء في مدينة الحديدة على بعد أكثر من 1700 كيلومتر نظرا لأنها تعتبر مصدر تموين لنقل وسائل قتالية إيرانية الصنع من إيران إلى اليمن، وتعتبر مصدرا اقتصاديا مهما للإرهاب الحوثي”.
وتابع “لقد استهدفنا بنى تحتية مزدوجة الاستخدام للإرهاب، ومن بينها بنية تحتية في مجال الطاقة”.
وأكد أن الغارات جاءت ردا على هجمات الحوثيين على مدار الأشهر التسعة الأخيرة، لافتا إلى أن الحوثيين أطلقوا خلال هذه الفترة “نحو 200 تهديد جوي مختلف” نحو إسرائيل “بتمويل وتوجيه إيراني”.
وأشار هجاري إلى أنه على مدار الأشهر الأخيرة تم اعتراض أو إسقاط معظم التهديدات (المسيرات والصواريخ) من قبل التحالف الدولي بقيادة القيادة المركزية الأمريكية ومن قبل قوات الجيش الإسرائيلي.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في فيديو مصور نشره مكتبه تعليقا على الغارات على ميناء الحديدة في اليمن إن ضربة اليوم جاءت كرد مباشر على هجمة المسيرة التي قتل خلالها مواطن إسرائيلي، وأيضا، على استمرار هجمات الحوثيين ضد دولة إسرائيل منذ بداية الحرب.
وتابع أن “الميناء الذي هاجمناه ليس بريئا. بل تم استخدامه لأغراض عسكرية، وتم استخدامه كنقطة دخول لسلاح قاتل تم توفيره للحوثيين من قبل إيران”.
وتوعد نتنياهو من أسماهم “أعداء إسرائيل” بـ”دفع الثمن غاليا”، قائلا: “رسالة لأعداء إسرائيل: لا تخطئوا الظن بنا. سندافع عن أنفسنا بكافة السبل وكافة الجبهات. من سيمس بنا سيدفع ثمن فعلته غاليا جدا”.
وتشن جماعة الحوثي منذ أكتوبر الماضي هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية على أهداف في إيلات جنوب إسرائيل وعلى ميناء حيفا، بجانب هجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل، خاصة في البحر الأحمر على خلفية الحرب في قطاع غزة.