أ.ف.ب
بعد يومين من تراشق اتهامات تخطت المحيط الأطلسي بين منتقدين وصفوها بـ”رجل” يواجه النساء ومندّدين بـ”تصرفات غير أخلاقية” طالت أهليتها، ضمنت الملاكمة إيمان خليف ميدالية للجزائر، بعد بلوغها، السبت، نصف نهائي وزن 66 كلغ في أولمبياد باريس.
أثار نزالها، الخميس، في قاعة نورث باريس أرينا ضمن دور الـ16 مع منافستها الإيطالية أنجيلا كاريني والذي لم يستمر سوى 46 ثانية بسبب انسحاب الأخيرة، خلافاً حاداً لاستبعادها مع ملاكمة تايوانية أخرى من بطولة العالم العام الماضي في نيودلهي، بعد فشلهما في تلبية معايير الأهلية.
لكن خليف التي وجدت نفسها على مضض في قلب جدلية كبيرة، تغلّبت، السبت، على المجرية آنا لوتسا هاموري بالنقاط في ربع النهائي، لتضمن على الأقل برونزية هي الميدالية الأولى لبلادها في هذا الأولمبياد.
بعد فوزها بإجماع الحكام وخروجها باكية تأثراً من الحلبة، قالت لقناة بي إن سبورتس “هذه قضية كرامة وشرف كل امرأة او أنثى. الشعب العربي كله يعرفني منذ سنوات. منذ سنوات وأنا ألاكم في مسابقات الاتحاد الدولي الذي ظلمني. لكن أنا عندي الله”.
ستلاقي الملاكمة التي حلّت خامسة في أولمبياد طوكيو صيف 2021، التايلاندية جانجيم سوانافينغ المصنفة ثامنة التي أقصت التركية بوسيناس سورمينيلي حاملة ذهبية أولمبياد طوكيو.
قال والدها عمر مفتخراً لفرانس برس من قريتها الجزائرية وهو يظهر صورها وهي صغيرة “ابنتي فتاة مؤدّبة وقوية، ربّيتها على العمل والشجاعة، وعندها تلك الإرادة القوية في العمل والتدريب”.
واستُبعِد الاتحاد الدولي للملاكمة من اللجنة الأولمبية الدولية، العام الماضي، في أعقاب نزاع مرير، مرتبط بالحوكمة والمالية والأخلاقيات، بين باخ ورئيس الأول الروسي عمر كريمليف، ما يعني أن الهيئة الأولمبية الدولية تتحمّل مسؤولية تنظيم الملاكمة في ألعاب باريس.
“ميدالية الشجاعة”
وقال مراد مزيان المدير الفني في الاتحاد الجزائري للملاكمة لوكالة فرانس برس “حصلت إيمان على ميدالية الشجاعة. يبقى نزالان كي تنال الذهب وستناله. تعرف خصمتها التايلاندية وقد هزمتها في نصف نهائي بطولة العالم في نيودلهي (قبل استبعاد الجزائرية) لذا لديها قدرة التغلب عليها وبلوغ النهائي”.
وأضاف “نظراً لوضع إيمان اليوم، لقد أدارت نزالها بشكل جيد، هيمنت على خصمتها في الجولات الثلاث. اعتقد انها ستواصل على هذا النحو وتضمن الذهبية”.
بدوره، قال بولاش فورياش عضو اللجنة الأولمبية المجرية “نهنئ لوتسا (هاموري)، قاتلت ببراعة من قلبها وبقوة. الهنغاريون كانوا وسيبقون مع اللعب النظيف ويؤمنون بأن كل المنافسات يجب أن تُحسم في ميدان اللعب، لذا لم يكن الخيار أبدا بأن تنسحب لوتسا ولم نقنعها بذلك”.
وكانت خليف حُرمت من خوض نهائي بطولة العالم في نيودلهي، العام الماضي، بسبب عدم استيفاء معايير أهلية الجنس و”مستويات هرمون التستوستيرون”، حسب موقع الألعاب المخصّص للرياضيين المعتمدين في الأولمبياد، قبل أن يزيل الموقع لاحقاً سبب الاستبعاد.
قال الاتحاد الدولي للملاكمة، الأربعاء، إن خليف والملاكمة التايوانية يو تينغ لين أوقفتا “لعدم تلبية معايير الأهلية… لم تخضع الرياضيات لفحص تستوستيرون، لكن لاختبار منفصل ومعترف به تبقى تفاصيله سرّية”.
ورغم استبعاد خليف والتايوانية التي تلعب، الأحد، في ربع نهائي وزن 57 كلغ، عن بطولة العالم، اعتُبرتا مؤهلتين للتنافس في مسابقات السيدات في باريس، وذلك بعد منافستهما أيضاً في أولمبياد طوكيو قبل ثلاثة أعوام.
وكرّرت الأولمبية الدولية متهمة الاتحاد الدولي باتخاذ “قرار تعسفي. الهجوم الكامل ضد الرياضيتين يستند بالكامل إلى قرار تعسّفي”.
وقال المتحدث باسم اللجنة الأولمبية الدولية مارك أدامز الثلاثاء “كل من يتنافس في فئة السيدات يمتثل لمعايير الأهلية. إنهنّ (بالمجمل) نساء في جوازات سفرهن ويُذكَر أن هذه هي حالهن، وهن إناث”.
وتابع “لقد تنافست هاتان الرياضيتان مرات عدة من قبل لسنوات عدة. لم تظهرا فجأة من العدم”.
“تعريف على أساس علمي”
وأدان رئيس الأولمبية الدولية باخ ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي تجاه خليف ولين وقال، السبت، “يبدو أن الجميع في عالمنا يشعرون بأنهم ملزمون بقول كل شيء عن كل شيء، من دون النظر إلى الظروف المعقّدة للغاية في بعض الأحيان”.
وختم باخ مؤكداً أن أي شخص يشكك في الملاكمتين يجب أن “يأتي بتعريف جديد قائم على أساس علمي لمن هي المرأة وكيف لا يمكن اعتبار شخص ولدت وترعرعت وتُنافس وتحمل جواز سفر كامرأة، على انها امرأة”.
ووصل السماح بإشراك خليف إلى وراء الأطلسي، فقال الرئيس الأميركي السابق والمرشح الحالي دونالد ترامب “سأبقي الرجال خارج مسابقات السيدات”.
أما الروائية جيه كيه رولينغ مؤلفة سلسلة رويات هاري بوتر فكتبت على منصة إكس ان ألعاب باريس ستبقى “دوماً ملطخة بسبب الظلم القاسي الذي لحق بكاريني”.