خصصت صحيفة ” لوطون” التونسية أبرز عناوين عددها الصادر الجمعة لقطاع الفوفساط، الثروة الأولى في البلاد، و”البطء” الذي يطبع وتيرة الانتاج فيه.
وقالت الصحيفة في مقال تحت عنوان ” الفوسفاط يستمر في الخطو ببطء.. الثروة الأولى بالبلاد لا توجد على السكة الصحيحة بعد ” إنه في “بلد بموارد طبيعية محدودة فإن الفوسفاط يعتبر هدية إلهية باعتباره منتوجا مطلوبا بشكل كبير عبر العالم (..) غير أن استغلاله لفائدة الاقتصاد الوطني مازال متعثرا في أغلب الأحيان”.
وللتذكير بالأهمية القصوى التي يكتسيها الفوسفاط في الاقتصاد التونسي، استشهدت الصحيفة بتصريحات للرئيس المدير العام لشركة السكك الحديدية التونسية، اعتبر فيها أن مصير الشركة مرتبط بانتعاش قطاع الفوسفاط، إذ كانت الشركة تنقل حوالي سبعة ملايين طن من الفوسفاط سنة 2010 لتتراجع هذه الكمية منذ سنة 2011 إلى مليون طن فقط.
وتساءلت الصحيفة عن السبب الذي يمكن أن يفسر تراجع الانتاج في قطاع لا يرتهن لا لظروف مناخية ولا لتقلبات اقتصادية؟ وتوقفت في هذا الصدد عند بعض المشاكل المحلية التي تعرقل استئناف الانتاج بوتيرة عالية حيث يطالب منجميو منطقة الانتاج (قفصة بالجنوب الغربي) بتحسين مستوى التنمية بالجهة على غرار ولايات الساحل والشمال.
فنسبة البطالة في الحوض المنجمي للفوسفاط، تضيف الصحيفة، تصل إلى حوالي 20 بالمائة مقابل 15 بالمائة على الصعيد الوطني فيما لا تتوفر المنطقة على بنيات تحتية رفيعة ( مستشفيات جامعية ومناطق صناعية وجامعات وفضاءات ترفيه…).
وأشارت ” لوطون” إلى أنه تمت بلورة مخطط للرفع من الانتاجية في الفترة ما بين 2025 و2030، قبل أن تتساءل عما إذا كان هذا المخطط يأخذ بعين الاعتبار الجانب الجهوي بكل ما يستلزمه من استثمارات لطمأنة ساكنة تطمح للتوفر على بنيات تحتية أفضل وبرامج أكبر للتشغيل .
وحسب معطيات لوزارة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية فقد شهد إنتاج الفوسفاط تراجعا ملحوظا خلال الفترة 2011-2020 مقارنة بسنة 2010 .
وقد بلغ إنتاج الفسفاط خلال سنة 2021 مستوى 3.726 مليون طن مقابل 2.830 مليون طن سنة 2020 مسجلا بذلك تحسنا سنويا ب 32 % وتراجعا قدره 54 % مقارنة بنسق الإنتاج العادي لسنة 2010 (8 مليون طن).
كما سجل إنتاج مشتقات الفوسفاط من حامض فسفوري وأسمدة تراجعا هاما نتيجة نقص كميات الفوسفاط المنقولة إلى مصانع التحويل.
كما أدى النقص في إنتاج ونقل الفوسفاط إلى تراجع حاد في صادرات مشتقات الفوسفاط خلال الفترة 2011- 2021 مقارنة بسنة 2010 مما نتج عنه، حسب ما جاء في الموقع الرسمي للوزارة، فقدان القطاع لبعض الزبناء الإستراتيجيين وخسارة تموقعه في بعض الأسواق العالمية.
