عادت عجلة البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم للدوران، مرة أخرى، وحمل برنامج أولى جولاتها، قمة كلاسيكية جمعت، مساء يوم الجمعة، الوداد النادي الأكثر تتويجا بلقبها، بمضيفه المغرب الفاسي حامل درعها في أربع مناسبات.
ولأن المباريات بين الماص والواك بطعم خاص لجمهور الفريقين اللذين تجمعهما صداقة قل نظيرها في المغرب، امتلأت جنبات ملعب الحسن الثاني عن آخرها قبل ضربة الانطلاقة ترقبا للمباراة التي ستجمع بين ناديين مرجعيين في المملكة.
ووسط أجواء احتفالية تنافسية، بالأصفر في المنعرج الجنوبي وبالأحمر شمالا، انطلق سجال الأقدام على أرضية الملعب بين الفريقين، وتبادل الطرفان شن الحملات الهجومية مع تفوق نسبي في احتكار الكرة للضيوف.
وقبل انتهاء الفصل الأول من المباراة، تمكن عميد الماص، حمزة الجناتي، من التهديف، إلا أن تقنية حكم الفيديو المساعد ألغت هدف الفريق المضيف، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.
واستهل الفريق الأحمر، بعد استشعار الخطورة، شوط المباراة الثاني بضغط قوي، وكان قريبا من إحراز هدف التقدم عبر محمد الرايحي، إلا أن تسديدته ارتطمت بالقائم الأيمن لمرمى الحارس شهاب.
ومن قدم نفس اللاعب أتت الخطورة مجددة، إلا أن شهاب كان يقظا، هذه المرة، وأبعد الكرة نحو فضي الذي أهدر فرصة محققة للتسجيل.
وفي سعي من الجنوب إفريقي رولاني موكوينا لضخ دماء جديدة في الخط الأمامي للوداد، أجرى المدرب تبديلا ثلاثيا بإقحام الشادلي ومايلولا وناسي مكان الزمراوي وفضي والرايحي.
ورغم المد الهجومي الأحمر وتراجع أداء المغرب الفاسي إلا أن الأخير كان حاسما، ومن هجمة مرتدة تحصل عناصره على ضربة جزاء، انبرى لتنفيذها الجناتي وتكللت مهمته بالنجاح.
مباشرة بعد الهدف، أضاف حكم المباراة عشر دقائق كوقت محتسب بدل عن الضائع، تألق خلالها الحارس الفاسي شهاب بصد ثلاث فرص محققة، محافظا على تقدم فريقه بهدف دون رد.
وعقب هذه النتيجة، نجح المغرب الفاسي في استغلال عاملي الأرض والجمهور وافتتاح مشوار البطولة بفوز مهم، بينما عجز الوداد الذي دعم تركيبته بالعديد من اللاعبين الجدد، عن تحقيق فوز أول مهم لاستعادة الثقة، في بداية موسم تتطلع خلاله مكونات النادي للعودة إلى جادة الصواب، بعد موسمين متتاليين للنسيان.