شهدت كرة القدم النسائية المغربية تطورًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة، ولعل أبرز الأدلة على ذلك هو المنتخب الوطني الأول للسيدات، والذي حقق إنجازات كبيرة في السنوات القليلة الماضية، بعد أن كان بعيدًا عن التنافس القاري والعالمي قبل ذلك.
منتخب المغرب للسيدات استطاع الوصول إلى المباراة النهائية من كأس أمم أفريقيا 2022، كما تأهل إلى كأس العالم في أستراليا ونيوزيلندا 2023، ولم يكتفِ بهذا الإنجاز، بل حقق انتصارين في دور المجموعات مكناه من الوصول إلى دور الستة عشر، قبل أن يخسر من فرنسا.
ولا شك بأن تطور كرة القدم المغربية على جميع الأصعدة واضح للعيان، وهو العامل الكبير الذي جذب انتباه واهتمام الأندية الأوروبية الكبيرة، وخاصة في الدوري الإسباني، الذي يُعتبر من بين الأفضل عالميًا سواء على مستوى الرجال أو النساء.
ويضم الدوري الإسباني الممتاز حاليًا سبع لاعبات مغربيات: غزلان شباك، التي انتقلت إلى ليفانتي بدالونا بعد رحيلها عن الجيش الملكي، وحنان آيت الحاج، التي تلعب في نادي فالنسيا، إلى جانب مواطنتها ياسمين مرابط، التي تواصل مشوارها مع “الخفافيش”.
كما تدافع سكينة عوزراوي ديكي، عن ألوان تينيريفي، بعدما وقعت عقدا مع النادي المتواجد بالمحيط الأطلسي، قبالة السواحل المغربية، قادمة من أندرلخت البلجيكي، فيما تلعب أنيسة الهماري، في ليفانتي.
إلى ذلك، انضمت فاطمة تاغناوت، إلى نادي إشبيلية، بينما انتقلت ياسمين زاهر، إلى ريال بيتيس من روما الإيطالية.
تطور كرة القدم المغربية، وبالتحديد كرة القدم النسائية، لم يأتِ بالصدفة، كله بتوجيهات الملك محمد السادس، وبجهود رئيس الجامعة المللكية المغربية لكرة القدم، فوزي القجع، الذي تولى متابعة مخطط تطوير كرة القدم النسائية منذ 4 سنوات، وذلك منذ إعطاء انطلاقته عبر توقيع عقد برنامج وأهداف بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة الوطنية لكرة القدم النسوية يوم 06 غشت 2020.
وشهد مخطط تطوير كرة القدم النسائية، آنذاك مشاركة مختلف المتدخلين في المخطط من أطر تقنية وإدارية، وتم بالمناسبة عرض حصيلة مرحلية فيما يخص كرة القدم النسوية من حيث إعادة الهيكلة، وتطوير الممارسة، والمنتخبات الوطنية.
وعمل المخطط، ارتباطا بالشق المتعلق بتطوير الممارسة، على الإهتمام بمشاريع التنقيب والكشف عن المواهب في مختلف أقاليم المملكة، بالإضافة إلى تطوير الأطر التقنية وبرامج دراسة-رياضة.
كما تم الإتفاق وقتها، على تقديم كل الدعم للأندية والعصب الجهوية بالإضافة إلى أندية الصفوة وتوفير البنية التحتية الكروية لهم من أجل الرفع من وتيرة التداريب للاعبات في أفضل الظروف وتوفير جميع شروط السلامة.
كما ساهم برنامج دراسة-رياضة الخاص بالفتيات، في هذا المستوى الإيجابي الذي وصلت إليه كرة القدم النسائية بالمغرب، وذلك بعد إنطلاق برامج التكوين لفائدة عشرات المستفيدات بكل من الرباط والسعيدية، الأمر الذي رفع من وتيرة إستغلال المراكز الجهوية لكرة القدم.
أما يتعلق بالمنتخبات الوطنية النسوية، كان للبرنامج العام للمنتخب الوطني النسوي الأول من تجمعات تدريبية ومعسكرات إعدادية لكأس إفريقيا للأمم التي احتضنها المغرب شهر يوليوز 2022، الأثر الإيجابي في وصول منتخب السيدات إلى المباراة النهائية.
كما لم يغفل المخطط هيكلة مسار التنقيب وانتقاء اللاعبات لمنتخبي أقل من 15 وأقل من 17 سنة، ونهج وتيرة الإستعدادات لمختلف الإستحقاقات، فضلا عن هيكلة المنتخبات النسوية لكرة القدم داخل القاعة والتي شدد على أنها يجب أن تواكب تطور نظيرتها الذكورية.