و.م.ع
بصم المغرب على مشاركة مميزة في معرض سوق السفر الدولي والفرنسي “توب ريزا” بباريس (17-19 شتنبر)، أحد أبرز الفعاليات في قطاع السياحة في فرنسا وأوروبا، حيث استعرض غنى وتنوع العرض السياحي الوطني بكل جوانبه.
وضم الجناح المغربي، الذي توسط فضاء المعرض، 28 عارضا مثلوا الفاعلين العموميين والخواص في قطاع السياحة بالمملكة، بما في ذلك الخطوط الملكية المغربية والمراكز الجهوية والإقليمية للسياحة ووكالات السفر والمجموعات الفندقية، والذين عملوا معا لتقديم “رؤية واسعة” لمؤهلات المملكة السياحية.
وتم تجهيز الجناح المغربي بعناية من قبل المكتب الوطني المغربي للسياحة، وشهد إقبالا كبيرا سواء من الأفراد أو من المهنيين المهتمين بإقامة شراكات واستكشاف الفرص التجارية مع العارضين المغاربة.
وامتد الجناح على مساحة واسعة بلغت 300 متر مربع، بالإضافة إلى تخصيص فضائين لجهتين تم تسليط الضوء عليهما، وهما الداخلة وفاس-مكناس، ليصل الإجمالي إلى 490 مترا مربعا.
ووفقا للمكتب الوطني المغربي للسياحة، فإن “هاتين الوجهتين مهمتين لتطوير وجهة المغرب في فرنسا وتعزيز الروابط الجوية القائمة”.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بوادي الذهب، عثمان أعمار، إن “مشاركتنا في هذا الحدث تهدف إلى إبراز المؤهلات السياحية للجهة ومدينة الداخلة، التي أصبحت الآن واحدة من الوجهات الدولية الرئيسية، سواء على المستوى السياحي أو الرياضي”.
وأشار إلى أن الداخلة ت عرف بشكل خاص برياضة التزلج الشراعي، وأيضا بالسياحة التجارية وتنظيم المؤتمرات، موضحا أن هذا الحدث السياحي الكبير شكل فرصة لإقامة العديد من الاتصالات مع الفاعلين في قطاع السياحة، سواء الوطنيين أو الدوليين.
من جهته، قال رئيس المجلس الجهوي للسياحة بجهة فاس-مكناس، أحمد السنتيسي، إن الدورة الـ46 من هذا المعرض الدولي، التي أقيمت تحت شعار “آفاق جديدة مستدامة، لنوحد مسؤولياتنا”، كانت “فرصة رائعة للعديد من الفاعلين القادمين من جهة فاس-مكناس لترويج هذه الجهة التاريخية الجميلة”.
وأضاف السنتيسي، في تصريح مماثل، إن “فاس هي العاصمة الروحية والدينية والثقافية للمملكة، وهي بمثابة متحف في الهواء الطلق، حيث تضم معالم عريقة تم ترميمها، وتراثا استثنائيا استطعنا تسليط الضوء عليه خلال هذا الحدث السياحي الدولي المهم”.
وتابع قائلا “كانت لدينا الفرصة أيضا لمشاركة زوارنا ثراء هذه الكنوز، وكذلك المتاحف والمواقع التاريخية التي نمتلكها”.
وأشار المسؤول إلى أنهم تمكنوا أيضا من لقاء الشركاء المؤسساتيين واستكشاف شراكات جديدة مع المطارات الفرنسية وشركات الطيران، بهدف توسيع الروابط الجوية مع الجهة، مضيفا “هذا سيمكننا من تسليط الضوء أكثر على فاس-مكناس وجذب المزيد من السياح”.
أما عبد الفتاح بلعوني، عارض فندقي من مراكش، فقد صرح لوكالة المغرب العربي للأنباء بأن “التجربة كانت غنية جدا. فقد تبادلنا مع العديد من الشركاء، سواء الوطنيين أو الدوليين، وأقمنا شراكات جديدة مع الفاعلين في نشاطنا بالمغرب”.
وأضاف “قمنا أيضا بتقديم معلومات وتوضيحات للزوار حول وجهة مراكش، وكذلك حول فندقنا، حيث أبرزنا إمكاناته والخدمات التي نقدمها. كما أتيحت لنا الفرصة لاستكشاف التكنولوجيا الحديثة في المجال الفندقي الموجودة هنا”.
من جهة أخرى، شكل المعرض فرصة لتكريم المغرب بجائزة مرموقة من الجمعية العربية للسياحة، وهي منظمة غير ربحية مكرسة لتعزيز السياحة في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتم اختيار المملكة كـ”أفضل وجهة لعام 2024″، وهي جائزة قدمت إلى جهاد شكيب، ممثل المكتب الوطني المغربي للسياحة في باريس، بناء على تصويت وكلاء السفر خلال الدورة الثانية من جوائز السياحة في العالم العربي، التي انعقدت تحت شعار “من أجل جودة خدمة أفضل”.
وبقلب المعرض، نجح المكتب الوطني المغربي للسياحة أيضا في جذب انتباه الزوار من خلال فضاء (l’Arena by Maroc Terre de Lumière) المخصص للمؤتمرات والمائدات المستديرة.
ويعد معرض سوق السفر الدولي والفرنسي “توب ريزا” (IFTM Top Resa) أحد اللقاءات المهمة في صناعة السياحة في فرنسا والقارة الأوروبية، حيث يقدم رؤية شاملة للسفر. كما هو المعرض الوحيد الذي يجمع كل عام جميع المهنيين في قطاع السياحة في باريس.
وضم المعرض 1400 علامة تجارية، و170 وجهة دولية، بالإضافة إلى 90 مؤتمرا ونقاشا. وعام 2023، سجل المعرض 30 ألف و349 زائرا مهنيا (مقابل 29 ألف و475 في 2022)