مرصد يبرز الإشكاليات والعراقيل التي تواجه الجالية المقيمة بالخارج

أوضح مرصد العمل الحكومي، في تقريره الأخير، أن الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والتي تعتبر مكونًا أساسيًا من النسيج الوطني، تواجه العديد من الإشكاليات التي تعيق مساهمتها الفاعلة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب.

ضعف المساهمة الاستثمارية

وتمثل الجالية المغربية، وفق تقرير مرصد العمل الحكومي، توصل موقع “إحاطة.ما” بنسخة منه، خزانًا اقتصاديًا هائلًا يمكن أن يدعم التنمية الوطنية، لكن نسبة التحويلات المخصصة للاستثمار لا تتجاوز 10%. “ويُعزى ذلك إلى غياب رؤية استراتيجية موجهة لاستقطاب استثمارات هذه الفئة، حيث تفتقر السياسات الوطنية إلى خريطة استثمارية واضحة تستعرض الفرص المتاحة، لا سيما في المناطق التي تعاني من التهميش”.

من جهة أخرى، يضيف البلاغ، تعاني آليات التمويل والدعم المخصصة لمغاربة العالم من القصور. “فعلى سبيل المثال، صندوق MDM Invest لم يدعم سوى 48 مشروعًا خلال 20 عامًا، ما يعكس محدودية تأثيره. إضافة إلى ذلك، يبرز غياب بنك مشاريع موجه خصيصًا للجالية، ما يؤدي إلى استثمارات عشوائية في قطاعات تقليدية بدلاً من قطاعات استراتيجية كالطاقة المتجددة أو التكنولوجيا”.

ضعف التمثيلية السياسية

وأوضح التقرير، أن الجالية تشكوا من نقص واضح في التمثيلية السياسية داخل المؤسسات الوطنية. “ورغم وجود مجلس الجالية المغربية بالخارج كهيئة استشارية، إلا أن دوره بقي محدودًا ولم يرقَ إلى مستوى التطلعات. كما أن مغاربة العالم غائبون عن مؤسسات الحكامة الوطنية، ما يعكس ضعف ارتباطهم السياسي بالوطن ويؤثر على قدرتهم في التأثير على السياسات العمومية”.

إشكاليات الاستقبال

رغم الجهود المبذولة في إطار عملية “مرحبا”، عملية استقبال الجالية، تعاني من تحديات عدة، أبرزها غياب أسطول نقل بحري وطني قوي، وارتفاع تكاليف السفر الجوي، مما يثقل كاهل الأسر المغربية. كما أن الإجراءات الجمركية والإدارية في الموانئ والمطارات تظل معقدة، ما يخلق حالة من الإحباط لدى المسافرين.

الخدمات القنصلية والتأطير الثقافي

الخدمات القنصلية المقدمة للجالية، يوضح التقرير تعاني من قلة الموارد البشرية، وطول الإجراءات، وضعف المنصات الرقمية، ما يجعل الوصول إلى هذه الخدمات تحديًا كبيرًا. “كما أن التأطير الثقافي والرياضي لا يزال محدودًا، حيث تفتقر الجالية إلى برامج تعليم اللغة العربية والأنشطة الثقافية المستدامة، إضافة إلى غياب مبادرات رياضية ممنهجة لدعم المواهب الشابة”.

إشكاليات البيروقراطية والفساد

على هذا الجانب، أوضح التقرير أن الجالية تعاني من تعقيد المساطر الإدارية وتعدد الإجراءات، إلى جانب ممارسات الفساد التي تضعف ثقتها في المؤسسات الوطنية. “ورغم أهمية فترة الصيف التي تشهد عودة مكثفة للجالية، إلا أن الإدارات المغربية غالبًا ما تفشل في التكيف مع التدفق الكبير للمسافرين”.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة