بومهدي: من لاعبة إلى مدربة رائدة في كرة القدم النسوية الإفريقية

لمياء بومهدي، المدربة المغربية التي قادت فريق تي بي مازيمبي من الكونغو الديمقراطية إلى أول لقب في تاريخ النادي في عصبة الأبطال الإفريقية للسيدات 2024، هي إحدى أبرز الشخصيات في عالم كرة القدم النسوية الإفريقية. مسيرتها الرياضية لم تكن فقط مليئة بالتحديات، بل أيضا بالإنجازات التي وضعتها في طليعة المدربات الإفريقيات المميزات.

بداية مشوارها كلاعبة

لم يكن مشوار لمياء بومهدي في عالم كرة القدم سهلاً. نشأت في فترة كانت كرة القدم النسائية فيها لا تحظى بالاهتمام الذي تستحقه اليوم، وكان من الصعب على اللاعبات الحصول على الفرص الكافية لإظهار مهاراتهن.

ولكن بومهدي، التي كانت قائدة المنتخب المغربي للسيدات سابقًا، كانت متفانية في حبها للعبة. رغم تعرضها لإصابة خطيرة في الرباط الصليبي في سن 26، والتي كانت قد وضعت حدًا لمسيرتها كلاعبة، لم تستسلم لمياء للواقع المرير. بل اختارت البقاء في ميدان كرة القدم، ولكن من موقع جديد كمدربة.

التوجه إلى التدريب

منذ أن قررت التحول إلى التدريب، أصبحت لمياء بومهدي رمزًا من رموز تمكين المرأة في كرة القدم.

قبل توليها تدريب فريق تي بي مازيمبي، كانت قد شغلت منصب المدربة الرئيسية لمنتخب المغرب تحت 17 عامًا للسيدات. ثم جاء التحدي الكبير عندما قررت قبول تدريب تي بي مازيمبي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ليكون لها دور محوري في تطوير كرة القدم النسائية في هذا البلد.

نجاح مع تي بي مازيمبي

في تي بي مازيمبي، أدركت لمياء أن مهمتها لا تقتصر على تدريب الفريق فحسب، بل على بناء فريق تنافسي يعكس جوهر كرة القدم الكونغولية.

قامت بومهدي بإنشاء مدرسة رياضية تعليمية في الكونغو، والتي تُعد الوحيدة في البلاد التي تقدم برنامج تدريب للاعبات الشابات، بما في ذلك فئات عمرية مختلفة.

وقالت بومهدي عن هذا المشروع: “أنا فخورة بالمساهمة في هذا المشروع، وأتطلع إلى المزيد من النجاحات في المستقبل”.

المدربة التي تؤمن بالتنوع

تميّزت لمياء بومهدي بقدرتها على خلق بيئة تدريبية تحفز على التنوع الثقافي في كرة القدم. بالنسبة لها، التدريب في بلد مختلف كان بمثابة “هدية”.

في الكونغو، اكتشفت التنوع المذهل في أساليب اللعب، والذي أضاف لها العديد من الخبرات القيمة في تدريب اللاعبات.

إلهام الأجيال القادمة

لمياء بومهدي، مثل غيرها من المدربات اللواتي شاركن في عصبة الأبطال الإفريقية للسيدات 2024، تمثل أكثر من مجرد مدربة. فهي قدوة ومُلهمة، تُظهر قوة المرأة الإفريقية في كرة القدم، وتُسهم في كسر الحواجز وإلهام الأجيال القادمة.

وقالت بومهدي، في هذا السياق: “التدريب بالنسبة لي يتعلق بتوجيه المواهب الشابة ورد الجميل لكرة القدم التي منحتني الكثير”.

مع الانتصار التاريخي في عصبة الأبطال الإفريقية للسيدات 2024، تثبت لمياء بومهدي مرة أخرى أنها ليست مجرد مدربة، بل قائدة تسهم في تقدم كرة القدم النسوية في إفريقيا.

بفضل التفاني والإصرار، استطاعت بومهدي أن تفتح الطريق أمام العديد من المدربات واللاعبات في القارة، ليكون المستقبل أكثر إشراقًا لكرة القدم النسائية الإفريقية.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة