تحولت حياة طالبة بالسنة الثالثة بالمدرسة العليا للتكنولوجيا ببرشيد إلى جحيم بعدما تلقت أول مكالمة هاتفية من شاب، أخبرها بأنه يتوفر على صور تظهر فيها عارية، مضيفا أنه مستعد للتخلص منها إن هي منحته مبلغا ماليا، حدده في عشرة آلاف درهم، مؤكدا لها أنه سيقوم بنشرها عبر صفحات الموقع الاجتماعي الفايس بوك، في حالة رفض طلبه. رنين هذه المكالمة اخترق سماعة هاتفها الخلوي وأصابها بالهلع والخوف، وأربك حساباتها، حسب ما جاء في صحيفة “الأحداث المغربية” في عددها الصادر الجمعة.
وضعت يدها على قلبها، واسترجعت شريط الأحداث وتذكرت حينها أنها بالفعل، وفي ظروف خاصة، استسلمت لنزواتها وأخذت صورا خاصة بها في وضعيات جنسية، قبل أن تتجرأ وتضعها بصفحتها الخاصة الموجودة بالفضاء الأزرق الفايس بوك.
“وامصيبتها ماذا فعلت” جملة رددتها الضحية آلاف المرات داخل قرارة نفسها، قبل أن تقفل الخط، في محاولة لاسترجاع قواها والخروج من مرحلتي التيه والدهشة اللتين صدمتاها جراء مكالمة الشخص المجهول، الذي عاود الكرة وركب رقم هاتفها الخاص، مخاطبا إياها بلغة التهديد والابتزاز، ثم قطع الخط.
أمام هول الصدمة والخوف من الفضيحة، لم يكن أمام الطالبة سوى تقديم شكاية في الموضوع لدى العناصر الأمنية ببرشيد، الذين استمعوا لتصريحاتها، ورسموا خطة دقيقة، من أجل الإيقاع بالمتهم. حيث وضعوا كمينا محكما، لعبت فيه الطالبة دور الضحية التي قبلت عرض مبتزها، وحددت مكانا وضربت موعدا معه، وأوهمته أنها ستمده بالمبلغ المطلوب، المحدد في عشرة آلاف درهم، على أساس أن يتخلى عن تهديداته ويعدل عن فكرة نشر صورها على صفحات الفايس بوك.
الخطة ابتلع طعمها المتهم وصدق كلام ضحيته ووعدها بلقائها في توقيت ومكان حددهما هو، وألزمها على إحضار المبلغ المالي كاملا. نفذت الضحية الخطة كما رسمتها عناصر الشرطة القضائية لأمن برشيد، والتقت المتهم حسب الموعد الذي حدده، قبل أن يتفاجأ بوجود أشخاص ببنيات جسمانية ضخمة، تحاصره وتطوقه، وتضعه داخل سيارة الأمن الوطني وإحالته على مصلحة الشرطة القضائية.