كوت ديفوار تشيد بالتزام المغرب الدائم بالوقوف إلى جانبها

أكد وزير التجارة الإيفواري جون لوي بيون، أمس الجمعة بأبيدجان، أن بلاده تشيد بالالتزام الدائم للمغرب بالوقوف إلى جانبها، مشيرا إلى أن المملكة “أظهرت دائما اهتماما خاصا” بكل ما يهم منطقة إفريقيا جنوب الصحراء بشكل عام، وكوت ديفوار بشكل خاص.

وحرص الوزير الإيفواري، في رسالة تلاها نيابة عنه مدير ديوانه، على التعبير عن الامتنان العميق والشكر الخالص، للرئيس الإيفواري الحسن واتارا والحكومة الإيفوارية، لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والوفد المغربي المشارك في الدورة الثانية للمعرض الدولي لأبيدجان، والشعب المغربي قاطبة.

وأكد جون لوي بيون، خلال منتدى الأعمال المغربي الإيفواري الذي نظم في إطار فعاليات المعرض الدولي لأبيدجان “أن حضور المغرب كضيف شرف المعرض لم يكن أمرا مفاجئا لنا، لأننا نعرف جيدا القيم والحضارة التي نتقاسمها باسم التاريخ والجغرافيا”.

واعتبر أن المشاركة المغربية في المعرض تعد دليلا حيا على الصداقة الأخوية والمثمرة التي تربط البلدين منذ سنة 1962، مذكرا بتوقيعهما على عدد من الاتفاقيات بمناسبة الزيارة التي قام بها الرئيس الإيفواري للمغرب والزيارات المماثلة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لأبيدجان.

وشدد على ضرورة سعي البلدان الإفريقية إلى تعزيز تعاونها الاقتصادي والتجاري في إطار منطق التكامل والمنافسة الحادة”، مبرزا أن المملكة المغربية تعد رائدا في هذا الميدان من خلال المقاولات الكبرى وحزمة الإصلاحات التي باشرتها بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي ساعدت في الارتقاء بالوضعية الاقتصادية للمغاربة إلى مستويات إيجابية.

وأشار الوزير إلى أن المغرب، الذي يبلغ عدد سكانه نحو 35 مليون نسمة، أضحى يمثل القوة الاقتصادية الخامسة في القارة الإفريقية، بتسجيله نموا اقتصاديا بنسبة 5,1 بالمائة في سنة 2013، بحسب إحصائيات صندوق النقد الدولي، مضيفا أن بيانات مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (كنوسيد) تبرز ارتقاء المملكة إلى المرتبة الأولى على صعيد استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة على مستوى منطقة شمال افريقية بتدفقات بلغت 2,8 مليار دولار.

وأبرز بيون النمو المضطرد للمبادلات التجارية بين كوت ديفوار والمغرب، منذ سنة 2012، مشيرا إلى أن حجم المبادلات سجل ارتفاعا ملحوظا بمناسبة الزيارة الأخيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لأبيدجان. وأضاف أن الاتفاقيات التي وقعها البلدان ساهمت بشكل كبير في مضاعفة حجم ووتيرة المبادلات.

وقال الوزير الإيفواري إنه لم يعد سرا بالنسبة للإيفواريين، اليوم ، أن الخبرة المغربية أضحت محط إعجاب وتقدير لدى مختلف الأمم والاقتصاديات الناشئة، ولاسيما من خلال الجهود التي يبذلهاالمكتب المغربي لإنعاش الصادرات (المغرب- تصدير).

وفي هذا الصدد، أولى (المغرب- تصدير)، خلال السنة الماضية، أهمية خاصة للسوق الإيفواري، من خلال تنظيم أزيد من عشر عمليات وبعثات تجارية للكوت ديفوار شملت قطاعات التكنولوجيات الحديثة للاعلام والاتصال والاستشارات والخدمات والجلد والسيارات وغيرها، مما يجعل من كوت ديفوار وجهة مفضلة للمؤسسة والمقاولات المغربية المصدرة.

ومن جهة أخرى، حث بيون على ضرورة النهوض بالشراكة جنوب- جنوب المثمرة للطرفين، مشددا على أن ” حقائق ووقائع محيطنا تفرض علينا تعزيز تضامننا في إطار جنوب -جنوب مع التزامات موثوقة وأفعال وخطوات ملموسة”.

وشدد على حاجة كوت ديفوار والمغرب الماسة إلى العمل سويا من أجل الاستفادة القصوى من إمكانياتهما.

وأكد أن حكومة كوت ديفوار، التي تدرك الصعوبات المستمرة التي تواجه المنعشين الاقتصاديين في التعريف بالمنتجات الايفوارية قصد تصديرها، شرعت في اعتماد إصلاحات حيوية وجريئ تهدف بالخصوص لزيادة الإنتاجية وتحديث سلاسل القيم، وتسوية الإشكاليات المتعلقة بالتمويل، وتطوير المهارات في العديد من المجالات.

و خلص إلى القول “كل هذا من شأنه أن يعزز في نهاية المطاف القدرة التنافسية لمنتجاتنا في الأسواق الخارجية و تحسين العرض الايفواري ، و بالتالي زيادة صادراتنا إلى المغرب و بقية العالم”.

من جانبه، ثمن غي مبينغي، المدير العام لجمعية تشجيع الصادرات في كوت ديفوار، عاليا، الإرادة المشتركة لقائدي البلدين، جلالة الملك محمد السادس والرئيس الحسن واتارا، لإعطاء دفعة متجددة للعلاقات بين البلدين، ومواصلة تعزيزها من خلال التوقيع على العديد من اتفاقيات الشراكة في السنوات الأخيرة.

وقال “إنه فضلا عن هذه الشراكة النموذجية، شهدنا استعدادا واضحا وعمليا من جانب مؤسسات ترويج الصادرات، وخصوصا لدى مكتب (المغرب تصدير) للعمل في هذا الاتجاه”، مشددا على ضرورة الحفاظ على هذه الدينامية التي تشهدها العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.

وأشاد في هذا السياق، بالدور الكبير الذي اضطلع به مكتب (المغرب -تصدير) في تعزيز علاقات التعاون بين بلدان الجنوب وفقا لسياسة جلالة الملك محمد السادس إزاء إفريقيا.

وفي السياق ذاته، أعرب رئيس غرفة التجارة والصناعة في كوت ديفوار يوسف نيكولا جيبو، عن اعتزازه بمشاركة المغرب في الدورة الثانية للمعرض الدولي لأبيدجان، مبرزا “مثالية” العلاقات بين كوت ديفوار والمغرب، “وهما الدولتان الكبيرتان اللتان تجمعهما علاقات تاريخية من الصداقة المتينة والعلاقات الدبلوماسية والثقافية الأخوية”.

و قال إنه “علاوة على هذه الروابط الأخوية، نسجل بارتياح أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين شهدت نموا قويا خلال السنوات الأخيرة، التي جعلت المغرب أكبر مستثمر أجنبي في كوت ديفوار”، مشيرا أنه مع حضور جالية مغربية متميزة في كوت ديفوار، يكون المغرب قد عزز موقعه كشريك اقتصادي استراتيجي.

ومن هذا المنطلق، أكد المسؤول الإيفواري أن البلدين لن يدخرا جهدا في تفعيل الإرادة المعبر عنها من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس و الرئيس الحسن واتارا، الهادفة إلى إرساء أسس شراكة حقيقية بين بلدان الجنوب مرحبة للطرفين.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة