قال عمر الفاسي الفهري، أمين السر الدائم لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، امس الاثنين، بالداخلة ، إن احتضان المغرب للملتقى الدولي حول التغييرات المناخية (كوب22) الذي سينعقد ما بين 7 و 18 نونبر القادم بمراكش، يعتبر فرصة لتقوية موقع المغرب ومكانته على الصعيد الدولي بالنسبة للتوازن بين التنمية والمحافظة على البيئة.
وأكد عمر الفاسي الفهري، في كلمة خلال افتتاح التظاهرة العلمية حول موضوع “البيئة والتنمية في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية” التي تنظمها الاكاديمة، أنه سيتم خلال (كوب22) تفعيل اتفاق باريس من خلال التوقيع على اتفاقيات وتحديد مشاريع ملموسة ذات إشعاع وطني وجهوي، إلى جانب تعميق النقاش حول مواضيع مهمة من قبيل الطاقة والفلاحة والماء، وكذا اتخاذ تدابير ملموسة لكسب رهانات المحافظة على البيئة السليمة ورفع تحديات التنمية المستدامة.
واعتبر أن انعقاد كوب 22 في المغرب يندرج في إطار التوجيهات الملكية التي جاءت ضمن الخطاب السامي الذي وجهه الملك محمد السادس إلى الدورة 21 لمؤتمر أطراف الاتفاقية الإطار للامم المتحدة حول التغيرات المناخية عند انطلاقة أشغاله بباريس يوم 30 نونبر 2015.
وأبرز أمين السر الدائم للأكاديمية من جهة أخرى أن تنظيم تظاهرة “البيئة والتنمية في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية ” تعتبر بادرة حميدة لكونها ستحدد المجال المعني بالدراسة والبحث، أي جهة الداخلة وادي الذهب، الغنية بتنوعها البيولوجي وبثرواتها البحرية وبمؤهلاتها السياحية، وبامكانياتها الطاقية المتجددة، وستسمح بتجميع كل الكفاءات المهتمة بهذه الجهة كبداية لتعزيز عملها في خدمة تنمية هذه المنطقة.
وسجل أن موضوع هذا اليوم الدراسي يستمد أهميته من منطلق التعريف والتحسيس من جهة ومن إمكانية بلورة مشاريع للبحث العلمي تستجيب لمتطلبات التنمية المستدامة من جهة أخرى، من خلال برامج مندمجة تتضافر في إنجازها مختلف العلوم كالعلوم الانسانية والاجتماعية والعلوم الدقيقة والعلوم التكنولوجية والعلوم الهندسية، في تكامل عمودي وأفقي.
وأشار الفاسي الفهري إلى أن التنوع البيئي يلعب دورا حاسما في توفير ما يحتاج له الإنسان من تغذية، وذلك من خلال تأثيره على إنتاجها، حيث إنه يؤمن الإنتاجية المستدامة للتربة ويوفر الموارد الجينية لكل المحاصيل الزراعية والماشية والثروات البحرية التي تدخل في إنتاج تغذية الإنسان.
وفي الاتجاه المعاكس، أقر بأن الإنتاج الغذائي المكثف، المعزز بواسطة استعمال الري المفرط أو استعمال الأسمدة والمبيدات أو إدخال أنواع جديدة من المحاصيل النباتية، يؤثر سلبا على التنوع البيئي وعلى جودة الإنتاج الغذائي وعلى صحة الإنسان.
وشدد على أن الأنشطة البشرية المكثفة تؤدي الى اختلال بنية ووظائف النظم الايكولوجية، وتغير التنوع البيولوجي الأصلي، مؤكدا أن هذا الاختلال يقلل من وفرة بعض الكائنات الحية ويؤدي الى نمو البعض الاخر كما انه يغير التفاعلات بين الكائنات الحية وبيئاتها الفيزيائية والكيميائية.
يشار الى أن تنظيم هذه التظاهرة العلمية، بتعاون مع ولاية الداخلة وادي الذهب ومجلس الجهة، ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية للمملكة، والمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، يندرج في إطار تخليد الذكرى العاشرة لتنصيب الأكاديمية من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس.