حل مساء الخميس 5 ماي 2016 إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، ضيفا على طلبة وخريجي معهد HEM بالدار البيضاء..
وألقى إلياس العماري في بداية حديثه التحية على الطلبة والحضور بالأمازيغية والعربية والفرنسية، وكانت الفكرة الأولى التي مررها للحضور رغبته في إبراز ضرورة الاهتمام بحقوق المرأة بالمغرب، حيث أكد للحاضرين بلغة عامية “ما عمرني سمعت با قال لمي يا خديجة، كان يقول ليها دائما أ الزين ديالي”.
نصيحة إلياس العماري للشباب المغاربة
في حديثه عن مساره أضاف العماري ” أنا مساري لم أختره بقدر ما الوضع الذي عشت فيه هو اللي حتم علي هذا المسار”.
وبحسب إلياس العماري، فإن السياسة هي علم الاحتمالات، ونصيحته للشباب أن يضعوا الثقة في بعضهم البعض وفي بلدهم قبل أن يضعوا الثقة في إلياس العماري أو الأصالة والمعاصرة، مستطردا بالقول “ففي الأخير ما أنتمي إليه وما ينتمي إليه الآخرون هي وسائل سعادة هذا الشعب”.
وعن الأصالة والمعاصرة، أضاف الأمين العام للأصالة والمعاصرة، هذا الحزب مثل بقية الأحزاب الموجودة لا يمكن لوحده أن “يمشي بهذه البلاد إلى الأمام”.
وفي قراءته لمجموعة من الأرقام قدم إلياس العماري تحليله لوجود أكثر من 32 في المائة من الشباب بدون شغل ولعدم تمكن 50 في المائة من الطلبة الذي يلجون الجامعات من نيل شهادة الإجازة، مقدما رؤيته لما أثير حول مجانية التعليم، رافضا للتأويلات التي روج لها البعض عن أن التعليم في المغرب مجاني.
وفي الشق المتعلق بما حدث ويحدث من متغيرات عبر العالم قدم إلياس العماري تحليله “تعرفون أنه كان هناك كلام كثير بعد سقوط جدار برلين.. لكن سقوطه لا يعني سقوط الفكر.. لأن الفكر لا يسقط، جدار برلين كان مجرد جدار، غير أن الفكر يستمر، ولا وجود لأمة بدون فكر”.
إيديولوجية حزب الأصالة والمعاصرة مبنية على ثنائية مهمة مرتبطة بالمغرب
عن إيديولوجية حزب الأصالة والمعاصرة قال إنها مبنية على ثنائية مهمة مرتبطة ببلادنا وعندما نقول الأصالة لا نقول التقاليد نقول الهوية المغربية التي كانت منذ عشرات القرون وليس قبل الأدارسة، لقد كانت الهوية قبل الأدارسة، هذه الهوية المغربية هي أصالتنا.
ولفت الأمين العام للأصالة والمعاصرة الانتباه إلى أن المغرب يعد البلد الوحيد في العالم الذي استوعب ولم يستوعب.. ونحن اليوم لسنا جزيرة معزولة، نحن اليوم، يقول العماري، لا يمكن أن نكون ضد المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، ولا يمكن أن نقول باسم الخصوصية أن أطفالنا لا يمكن أن يتمتعوا بهذه الحقوق ونساءنا كذلك والعمال أيضا.
المعاصرة ليست ديال الغرب والديمقراطية أيضا هي منتوج البشرية قدمت عليه تضحيات وشهداء
ووفق ضيف معهد HEM، فإن المعاصرة ليس ملكا للغرب والديمقراطية أيضا، لأنها منتوج للبشرية قدمت عليها تضحيات وشهداء، كما أنه لا وجود لحريات جماعية بدون حريات فردية، ومن يحمي ليس الأشخاص بل القانون.
وفي تعليق حول مشروع القانون الجنائي الذي أعدته الحكومة قال بصريح العبارة “المجتمع المدني كله يرفضه، نحن نريد قانونا تشريعاته تنسجم مع روح الدستور المغربي لسنة 2011 ومع المواثيق الدولية”.
الأمين العام: كم من ملكية داخل التقدم وكم من جمهورية خارج التقدم
وفي رده على سؤال بخصوص مدى واقعية مطلب الملكية البرلمانية، أضاف “كم من ملكية داخل التقدم وكم من جمهورية خارج التقدم. والملكية البرلمانية في رأيي صيرورة.. واليوم دستور 2011 يتضمن العديد من الأمور المتقدمة والمتميزة، “فبالأمس كان عندنا ملك مقدس دابا ما بقاش مقدس”.
واستدل في هذا السياق بواقعة حدثت في سنة 1986 وتخص محاكمة طالب جامعي في تطوان، ولأن دفاعه قال للقاضي في الجلسة إن هذا الطالب الذي تحاكمون كان ممكنا أن يكون وزير اعتقل المحامي واسمه عبد الله الزايدي.
العماري: التحالفات التي وقعت في تاريخ المغرب لم يكن فيها وضوح
اعتبر العماري أن التحالفات التي وقعت في تاريخ هذه البلاد لم يكن فيها وضوح، ولو كان ذلك لتقدمنا إلى الأمام، يضيف العماري.
وأعلن الأمين العام أن الحزب سيضع في القريب رؤيته للشباب وللصحة والتعليم، مؤكدا في السياق نفسه أن هذا ما سيحدد تحالفات حزب الأصالة والمعاصرة، مضيفا أنه “إذا لم يتقاسم معنا أحد هذه الرؤية سنظل في المعارضة إلى يوم يبعثون”.
تصوير: حمزة بامو