كتبت يومية (هافينغتون بوست) الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن الإعلان أمس الثلاثاء عن وفاة زعيم “البوليساريو”، محمد عبد العزيز، فرصة لإنهاء النزاع القائم حول مغربية الصحراء، وتبني فضائل ووعود مخطط الحكم الذاتي، تحت السيادة المغربية.
وأكد أحمد الشرعي، الناشر وعضو مجلس إدارة العديد من مجموعات التفكير الأمريكية، في مقال تحليلي بعنوان “وفاة طاغية ووعد السبيل الجديد”، أن “وفاة عبد العزيز تمثل فرصة للتغيير”.
وقال كاتب المقال إن “أي شخص سيخلف زعيم الانفصاليين “سيكون من الأفضل له معانقة مزايا مخطط الحكم الذاتي ووضع حد لأحد النزاعات الأكثر سخافة في العالم”، مؤكدا أن هذه المقاربة الجديدة ينبغي أن تمر عبر “إطلاق سراح السكان المحتجزين في مخيمات تندوف، وجعلهم أسياد القرار بخصوص مستقبلهم، وتمتيعهم بحرية الاختيار في الالتحاق بذويهم في المغرب.”
وأعربت الصحيفة الأمريكية عن أسفها لكون البوليساريو “ليست إلا دمية في أيدي الجيش والطغمة الجزائرية، اللذين يستغلان هذا الكيان لإلحاق الضرر بمصالح المملكة، في إطار منطق بقي حبيس فترة الحرب الباردة”، موضحة أن “القيادة والشجاعة الأصيلتين تنبعان من استقلال روحي، يكرس لخدمة الأمن والاستقرار في العالم”.
ولاحظت صحيفة (هافينغتون بوست)، بهذا الصدد، أنه بفضل قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تم وضع استراتيجية اقتصادية واجتماعية بالأقاليم الجنوبية ضخت استثمارات مدرة لفرص الشغل وفرص الأعمال، في إطار جهوية متقدمة ومقاربة شاملة حريصة على رفاهية سكان هذه الجزء من المملكة.
وأبرزت الصحيفة الأمريكية أن “منافع وفضائل هذه الاستراتيجية اجتذبت اهتمام السكان المحتجزين بمخيمات تندوف، الذين تمكن الآلاف من بينهم، بالرغم من المخاطر، من الفرار من هذه السجون بسماء مفتوحة والعودة إلى الأقاليم الجنوبية”.
وذكرت (هافينغتون بوست) بأن الذين لم يحالفهم الحظ في الفرار من المخيمات، ينظمون احتجاجات ضد جدار القمع المفروض من قبل محمد عبد العزيز، الذي رد ب”فرض قيود على حرية التنقل، وبالقمع الأعمى للمظاهرات”، معربة عن أسفها إزاء التصرف الخبيث للزعيم السابق ل (البوليساريو) الذي لم يتوان عن اتخاذ سكان المخيمات رهائن من أجل الحفاظ على حياة البذخ، خاصة عبر اختلاس المساعدات الدولية.
وسجل المقال التحليلي، أنه بالموازاة مع هذا الاستبداد، قام المغرب من جانبه بضخ مليارات الدولارات لتنمية الأقاليم الجنوبية على مختلف الأصعدة، مبرزا أن مقارنة بين وضع مخيمات تندوف والأقاليم الجنوبية شبيهة بالقيام ب”رحلة من كوريا الشمالية، الواقعة تحت رحمة قبضة نظام عسكري، إلى كوريا الجنوبية، كسفر من الظلام إلى النور”.