بمبادرة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وجه العديد من أعضاء الكونغرس رسالة إلى الرئيس باراك أوباما، يبرزون من خلالها الإنجازات التي حققها المغرب في مجال حقوق الإنسان، “أقدم وأقوى حليف لنا في جزء يكتسي أهمية كبرى العالم”.
وذكر الموقع الإلكتروني (موروكو أون دو موف)، أمس الجمعة، بأن موقعي هذه الرسالة دعوا، في هذا السياق، الرئيس الأمريكي إلى “إبراز أكبر” للدور الذي يضطلع به المغرب في تعزيز استقرار وتنمية المنطقة، وكذا للتقدم الذي أحرزته المملكة في مجال حقوق الإنسان، مشيرا إلى أن هذه الرسالة تأتي بعد إصدار الخارجية الأمريكية، في أبريل الماضي، لتقرير حول وضعية حقوق الإنسان بالمغرب، وهو التقرير الذي حمل العديد من الأخطاء الفاضحة والادعاءات المغلوطة.
وأكد أعضاء الكونغرس أن هذه الإنجازات “تمثل عوامل تستحق إشارة أكبر إليها في تصريحاتنا العمومية، لاسيما وأن هذه الخطوة تهم أحد أقدم شركائنا، وأكثرهم ثقة، والذي تربطنا به علاقة ثنائية في غاية من الأهمية”.
وذكر موقعو الرسالة بأن “المغرب يعد البلد الوحيد بالمنطقة الذي انخرط مع الولايات المتحدة منذ سنة 2006، وبطلب من المملكة، في حوار متواصل حول حقوق الإنسان، والذي يعتبر منتدى مفتوحا لتبادل موضوعي وبناء حول هذه القضايا”، مضيفين أن “مسلسل التعاون هذا يروم تبادل المعلومات الموجهة إلى تسوية بعض القضايا على طول السنة، والمساهمة بشكل جيد في دقة التقرير السنوي”.
وبعد أن رحبوا بهذه المقاربة، وأعربوا عن الأمل في أن تقدم مساهمة إيجابية، ذكر أعضاء الكونغرس الأمريكي بأن المملكة المغربية تعتبر أيضا “حليفا للولايات المتحدة منذ أول لحظة وعلى مدى التاريخ، سواء خلال الحرب العالمية الثانية، أو الحرب الباردة، وكذلك اليوم في حربنا ضد داعش وضد جميع الأشكال الأخرى للإرهاب والتطرف العنيف”.
وأضافوا أن المغرب “يتقاسم معنا قيمنا وتطلعاتنا للمنطقة باعتباره نموذجا للاستقرار، وهذا بفضل انخراطه في إصلاحات جوهرية”.
وتعليقا على هذه الرسالة، أكد السفير الأمريكي السابق، إدوارد غابرييل، أن “الكونغرس الأمريكي بغرفتيه، وكذا بانخراط كل من الديمقراطيين والجمهوريين، يقر منذ فترة طويلة بأهمية العلاقات الأمريكية المغربية”، مشيرا إلى أن هذا التوافق بين الحزبين، الذي يقطع مع حقبة تميزت بالتقاطب الحزبي، من شأنه أن “يخفف من حدة التوترات والحفاظ على التاريخ الطويل للصداقة والتعاون” بين البلدين.
ومن جانبه، لاحظ بول جوردان، الخبير في القضايا التشريعية المتعلقة بالكونغرس الأمريكي، أن هذه الرسالة جاءت في الوقت المناسب لتقدم “التشجيع والاستشارة السليمة للحفاظ على هذا التحالف المغربي الأمريكي القائم على القيم والأهداف المشتركة” .
وقال إنه “من المهم بالنسبة للإدارة والكونغرس (الأمريكيين) أن تظل علاقات الصداقة، ذات النفع المتبادل بالنسبة للولايات المتحدة والمغرب والمتواصلة منذ أكثر من عقدين من الزمن، قوية ومتينة”.