حسن الفد خيّب الظن فيه هذه السنة. و”الفقيه اللي كنا نتسناو بركتو هاد رمضان”، دخل للتلفزيون “ببلغتو”. “كبسولته” بعنوان “سلوى والزوبير”، التي أراد أن يحاكي بها “الكوبل” بشكله “المديني”، لم تكن في مستوى انتظارات الجمهور، ونرجس الحلاق لم تستطع أبدا أن تملأ مكان دنيا بوتازوت، التي شكلت رفقة الفد “كوبلا” حقيقيا أبدع وأمتع لموسمين.
“كبور والحبيب”، أيضا، لم يكن في مستوى التطلعات، وكل ما يمكن أن يقال عن العمل أنه “مابيهش” وممكن “يدوز بجغمة ديال الحريرة”، لكنه أبدا لا يشكل إضافة إلى المسار الإبداعي الطويل والمشرّف لحسن الفد.
ماذا وقع للفد؟ هل أصابته لعنة الخياري وفهيد و”البانضي” الناصري، الذين عشّشوا لسنوات في التلفزيون و”أكلوا” منه حد التخمة، قبل أن يعافهم الجمهور المغربي والمسؤولون داخل القنوات الوطنية، ويصبحوا من المنبوذين؟
لقد كان وجود اسم الفد في عمل تلفزيوني مبرمج لرمضان، كافيا لوحده لضمان فرجة أكيدة ومتعة حقيقية للمشاهدين. نظرا، أولا، لقيمة وقامة الرجل الفكرية والثقافية التي تخول له إبداع أعمال فنية في المستوى، وثانيا، لحرصه الدائم على التواري عن التلفزيون، لسنوات، إلى أن يعود إليه بعمل قوي، وذلك رغم نجاح العمل الذي قبله. الفد لم يكن يحب أن يكون ضيفا ثقيلا على المشاهد.
ماذا جرى للرجل الذي يعتبر الكوميدي والفكاهي والساخر رقم 1 بالمغرب، بدون منازع؟ هل هي شهوة المال وعدم القدرة على مقاومته هي التي قادته إلى تكرار نفسه بهذا الشكل الفج؟ أم أنه الطمع يعمي العيون والقلوب؟
كان الجمهور ليجد له عذرا لو فعلها زمان، حين كانت أوضاعه المادية “على قدها”. أما اليوم، وبعد أن فتحت له الدنيا ذراعيها، فلا شيء يبرر سقوطه في التفاهة، أو حتى “في العادي” الذي يقدمه الآخرون. لأن الأمر، بكل بساطة، يتعلق بالفد، وليس بفنان آخر.
الفد، الذي كان يختفي لسنوات عن شاشة رمضان، تاركا المشاهد في شوق وتشوق كبيرين، قبل أن يعود ب”ضربة معلم”، ليعيد البسمة إلى الشفاه والأمل في وجود فنانين حقيقيين في هذا البلد السعيد، يظهر هذه السنة بعملين على نفس الشاشة، أحدهما “باسل” والآخر “معاود”… دون أن ننسى الإشهار طبعا، وكأنه يريد أن يأكل ما استطاع من “الكعكة”، قبل أن يهرب عليه القطار مثلما وقع لأصحابنا المعلومين الذين لا يضاهونه كفاءة وموهبة.
من حق الفنان أن يغتني و”يدبر على راسو”. لكن ليس على حساب اسمه وسمعته وتاريخه. عهدنا بالفد فنانا ذكيا يحسب لأي عمل ألف حساب قبل أن يخرجه إلى الوجود، وهو ما كان يجعل منه استثناء.
يا ليته تركنا نعيش على ذكرى “الكوبل” بدل أن يصفعنا ب”كبور والحبيب” و”سلوى والزوبير”.
hhhhhhhhhhh 3alaaaam
hhhhhhhhhhhhh