تضمنت لائحة المستفيدين من تأشيرات الحج الخاصة بأعضاء البرلمان أشخاصا غرباء عن المؤسسة التشريعية، وحملت نسخ مسربة من اللائحة المذكورة خانات لا تقتصر على الزوجات و الآباء والأمهات، بل هناك من كتب فيها العم أو العمة أو أم الزوجة أو أخوها.
وكشفت مصادر برلمانية أن أغلب الأسماء الغريبة الواردة في اللائحة المذكورة تهم الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية، على اعتبار أن حزب رئيس الحكومة منع الأعضاء الذين سبق لهم أداء مناسك الحج من الاستفادة، الأمر الذي سيفتح الباب أمام إمكانية تعويضهم، موضحة أن كل الأحزاب استفادت من المبادرة، وأن حصة الأسد كانت من نصيب «بيجيدي»، الذي حصل على أربعين تأشيرة باعتباره الحزب الأغلبي. ويتحجج فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، بأن ذلك جرت به العادة منذ سنوات، إذ يتوصل عدد من المؤسسات الرسمية بالمغرب ومنها مجلس النواب بتأشيرات للحج، مشددا على أن المقاعد المخصصة لمجلس النواب يتم توزيعها بناء على التمثيلية النسبية للفرق، فكان من الطبيعي أن يحصل الحزب الحاكم على 40 تأشيرة برسم السنة الجارية، في حين نالت بقية الفرق النيابية حصتها بما يتناسب وتمثيليتها.
واعترف الفريق المذكور بوجود غرباء عن المجلس ضمن المستفيدين باسمه، إذ شدد في بلاغ سابق على أن العدالة والتنمية يتفرد باعتماد مسطرة دقيقة لتوزيع المقاعد المخصصة له، تنتهي بتوقيع كل مستفيد، سواء كان من الفريق أو من خارجه، تصريحا بأنه لم يسبق له أداء الحج طيلة حياته، مؤكدا أن الفريق على موقفه الثابت، كما توثق له بياناته لسنوات خلت، برفض كل أشكال الدعم المالي المقدم من المال العام لأداء هذه الفريضة، سواء من ميزانية مجلس النواب أو غيره، على اعتبار أن الاستفادة مقصورة على منح التأشيرة فقط دون غيرها.
من جهته اعتبر عبد الله بوانو أن الفريق البرلماني لـ «بيجيدي» كان له دور حاسم في القطع مع عرف كان متعاملا به داخل المؤسسة التشريعية، وهو تأدية فريضة الحج ضمن وفد رسمي على نفقات المال العام، بذريعة أن الأمر لا يستقيم مادام البرلمانيون قادرين على تأدية مناسك الحج من مالهم الخاص. وأوضح بوانو على الموقع الرسمي للفريق أن التاريخ سيسجل لفريقه تفرده في اعتماد مسطرة خاصة في تدبير عدد تأشيرات الحج التي تصله من مكتب مجلس النواب، بناء على تمثيليته، لطالما وصفها برلمانيون آخرون من داخل المؤسسة بالمعقدة، لأنها تضيق احتمال وجود استفادة غير مقبولة، وتربطها بمقصد الحج وحده، وفوق كل هذا يؤدي من تنطبق عليه المعايير الصارمة مصاريف الحج على نفقته الخاصة بعد توقيعه تصريحا في الموضوع.
ورغم أن في العملية ضربا للمساواة أمام القانون الذي يفرض المرور من صراط القرعة قبل الذهاب إلى الحج، شدد بوانوا على أن حزبه «لم يفكر يوما في التساهل مع ما يقع تصنيفه ريعا وامتيازا يتأتى عن طريق الموقع السياسي»، حسب ما جاء في صحيفة “الصباح”.