كشف جواد صقلي، الرئيس المدير العام لشركة «ألمنيوم» المغرب، عن وضع شكاية لدى المصالح الأمنية في المغرب وإنجلترا، ضد عملية احتيال ضخمة تعرضت لها الشركة، أخيرا، وكبدتها خسائر بقيمة خمسة ملايير سنتيم، إذ وقعت الإدارة المالية للشركة ضحية قرصنة معلوماتية محكمة، أقنعتها بتوجيه التحويلات المالية لفائدة أحد مزودي الشركة في الخارج، على رقم تعريف جديد للحساب البنكي، وبناء على ذلك تمت تغذية هذا الحساب لمدة معينة بمبالغ مالية مهمة.
وأضاف صقلي خلال لقاء صحافي بالبيضاء، أن الشركة تنتظر نتائج تحقيقات المصالح الأمنية في البلدين، موضحا أنه حتى الآن، لا يعلم مكان وجود الأموال المسلوبة، فيما شدد على تواصل الإدارة مع الهيأة المغربية لسوق الرساميل، التي استجابت لطلب تعليق تداول أسهم «ألمنيوم» المغرب في البورصة، لمدة لم تتجاوز 24 ساعة، مشيرا إلى أنه تم إخبار المساهمين بالأمر، تماشيا مع مبدأ الشفافية الذي تنهجها الشركة، فيما أكد المسؤول ذاته، أن الهجوم المعلوماتي (قرصنة) الذي تعرض له الفاعل الصناعي المغربي، يعتبر السابع بعد المائة ضد مجموعات عالمية كبيرة، باعتماد الطريقة نفسها، إذ تضمنت لائحة الضحايا «كوكا كولا» و»ميشلان» و»نستله» وغيرها من المجموعات الاقتصادية المعروفة.
وامتنع الرئيس المدير العام لـ»ألمنيوم» المغرب، عن كشف تفاصيل أخرى حول عملية القرصنة التي كبدت الشركة مبلغا ماليا مهما، موضحا أن التحقيق ما زال مفتوحا بشأن الواقعة، ولا يمكن الإدلاء بمعطيات تعوق عمل المصالح الأمنية، فيما رفض الإجابة عن سؤال حول علاقة واقعة القرصنة برحيل عبد الواحد العلمي عن منصبه، علما أن واقعة القرصنة التي انطلقت فصولها منذ فبراير الماضي، ورطت مسؤولي الشركة في اتهامات بالإهمال، بسبب عدم التأكد من التوصل برسائل البريد الإلكتروني عبر الهاتف.
وناقش الطاقم الإداري الجديد لـ»ألمنيوم» المغرب، مستجدات الجمع العام الذي أقيم نهاية ماي الماضي، وأسفر تغيير عضوين من المجلس الإداري، يتعلق الأمر بمدير «جيا هولدينغ» وتوفيق بوزبع، على التوالي، بجواد صقلي وعمر لزرق، علما أن الجمع العام شهد خلافا بين كبار المساهمين، كانت وسائل الإعلام مسرحا له خلال الفترة الماضية، في الوقت الذي أشعرت الشركة عبد الواحد العلمي بنهاية مهمته في منصب الرئيس المدير العام، بينما وجه إشعار آخر إلى البنوك حول التغيير الإداري الجديد، وكذا إلى كبار المزودين، والأمر نفسه، إلى أجراء ومستخدمي الشركة عبر مذكرة داخلية.
وضمت التشكيلة الجديدة للطاقم الإداري، بينوا فيلان، مديرا عاما مساعدا، وعبد الوهاب الحمدي، مديرا تقنيا، إلى جانب هجر ناصيري، مديرة تجارية، ووديع العلوي، مديرا لقطب أنظمة البناء، فيما كشفت الإدارة الجديدة عن مشروع استثماري مهم خلال الفترة المقبلة، يتضمن الاستثمار في الموارد البشرية وتطوير مهن الشركة، وكذا توسيع شبكة التوزيع على المستوى الدولي، وتنويع مهن القطب الصناعي، إلى جانب رفع القدرات الإنتاجية، عبر الاستثمار في وحدة صناعية ثالثة، حسب ما جاء في صحيفة “الصباح” في عددها الصادر نهاية الأسبوع الحالي.