خبير: مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوربي قد تكون لها انعكاسات اقتصادية على هذا البلد

أكد جواد الكردودي رئيس المعهد المغربي للعلاقات الدولية، مساء أمس الخميس بالدار البيضاء، أن كل المؤشرات تشير إلى أن مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوربي، قد تكون له انعكاسات اقتصادية على هذا البلد وعلى أوروبا.
وقال خلال لقاء، مناقشة حول موضوع ( آثار خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي )، نظمه المعهد المغربي للعلاقات الدولية، إن هذه الانعكاسات تهم أساسا الشق الاقتصادي، والمالي، والسياسي، ومكانة المملكة المتحدة ووزنها على المستوى الأوروبي والعالمي .
وبعد أن ذكر بمكانة المملكة المتحدة باعتبارها القوة الاقتصادية الثانية أوروبيا ، والخامسة على المستوى العالمي ، قال إن هذه الانعكاسات برزت مباشرة من خلال التراجع الكبير المسجل في بورصات لندن وباريس وفرنكفورت، وتراجع قيمة الجنيه الاسترليني ( ناقص 12 بالمائة ) ، وذلك بعد الإعلان، مباشرة ، عن التصويت ضد بقاء المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي .
وحسب الكردودي ، فإن مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي قد تكون له أيضا انعكاسات على المدى المتوسط ، مشيرا في هذا السياق إلى أن بعض الدراسات تشير إلى أن المملكة المتحدة ستفقد ما بين 2 و 7 بالمائة من ناتجها الداخلي الخام خلال العشر سنوات المقبلة .
وتابع أن المملكة المتحدة ستفقد أيضا العديد من فرص الشغل من خلال انتقال بعض مؤسسات الاتحاد الأوروبي من لندن إلى عواصم أخرى ، علاوة على انتقال أبناك ومؤسسات اقتصادية مهمة من هذا البلد إلى بلدان أخرى .
وأشار أيضا إلى أن المسار الذي اختارته المملكة المتحدة بعد استفتاء يوم 23 من شهر يونيو المنصرم ، سيجعل دولا أخرى تفكر في السير في المسار نفسه .
وعلى المدى البعيد ، يضيف رئيس المعهد المغربي للعلاقات الدولية، فإنه بعد خروج هذه القوة الاقتصادية الكبيرة من الاتحاد الأوروبي ، فإن أوروبا كاملة ستجد نفسها ضعيفة أمام قوى اقتصادية كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا والهند .
وفي سياق متصل أبرز ، أن كل هاته التوقعات المبنية على مجموعة من المؤشرات ، ستؤكدها أو تدحضها نتائج المفاوضات التي يعتزم الاتحاد الأوروبي فتحها مع المملكة المتحدة قريبا من أجل الترتيب لعملية الخروج .
وبعد أن لفت الكردودي إلى أن المملكة المتحدة ، يصفها المتتبعون والملاحظون بأنها ” التلميذ السيء داخل الاتحاد الأوروبي ” لأنها “تبتز” الاتحاد باستمرار ، قال إن هذا البلد سيجد نفسه مستقبلا أمام خيارات صعبة في علاقته مع الاتحاد الأوروبي ، لأن الامتيازات التي كانت يتمتع به المملكة المتحدة سيفقدها .