أسماء بن العربي تكتب: كفره ولك الأجر

يعرض على إحدى القنوات الخليجية برنامج للدكتور عدنان إبراهيم يناقش في كل حلقة موضوعا معينا.

المعروف على الدكتور عدنان أنه ممن انتقدوا كتب التراث الإسلامي ودعا في مرات عديدة إلى استخدام العقل والمنطق وعدم الانسياق وراء تلك الأحاديث وتقديسها. لم تبث سوى حلقات بسيطة حتى سارعت هيئة علماء المسلمين بنشر تدوينة تحذر فيها من متابعة البرنامج وتدعو أهل الاختصاص بكشف ذلك للجميع (بغض النظر على أن أكبر هيئة للمسلمين لا تضم متخصصين). وأصدر العديد من الشيوخ والفقهاء فتاوى تحرم مشاهدة البرنامج، وأطلقوا حملة للمطالبة بإيقافه واتهموا عدنان بالزندقة والخروج عن الملة واعتبروا أن البرنامج يعمل على التشكيك في ثوابت الإسلام كما جاء في تدوينة للشيخ محمد العريفي،

كمسلمة لم أبلغ ما بلغ هؤلاء الفقهاء والدعاة من العلم الشرعي، تابعت جل حلقات البرنامج ولم تتزعزع عقيدتي ولم ينقص إيماني، لأنه إذا كان كل ما نشاهده وما يحيط بنا يؤثر على إيماننا فالأولى أن نراجع إيماننا لا أن نتهم الآخر بزعزعة عقيدتنا والتأثير على ايماننا.

كان على من ينصبون أنفسهم أوصياء على الدين من علماء وفقهاء ويرون أنه من الواجب استشارتهم وطلب فتاويهم في كل كبيرة وصغيرة، أن يفسروا سبب انتقادهم للبرنامج، وأن يناقشوا الأفكار لا الأشخاص، أن لا يلقوا التهم الجاهزة على عدنان إبراهيم وبرنامجه.

سواء اختلفنا أو اتفقنا على ما يطرح في البرنامج، لا يمكننا أن ننكر أنه ألقى بحجارة كبيرة في مياه الفكر الإسلامي الراكدة منذ سنين، فمن الطبيعي ألا يتقبل فقيه أو شيخ لا يرى في النساء سوى عورة يجب تغطيتها، شخصا أقر بأن الحجاب كان من عادات العرب قبل الإسلام، ولا يمكن لمن يكفر كل من يخالفه أن يتقبل من يدعو للتعايش مع الاخر مهما اختلفت معه ويدعو كل الدول الإسلامية إلى سن قوانين قوية لمعاقبة من يتجرأ على تكفير الناس، وفي الوقت الذي قال فيه الدكتور إبراهيم “نتكلم في مجالسنا عن عمدة لندن المسلم في نفس الوقت الذي نتحدث فيه عن عدم جواز وجود الشيعة بمجتمعنا”. ويأمر العريفي عدنان بأن يناقش في برنامجه جرائم الحشد الشيعي المشك في السنة والقران كما جاء في تدوينة له . ولا يمكن لشيخ يقضي الساعات يفتي بتحريم الموسيقى والتفنن في وصف العذاب الذي سيلحق مستمعيها أن يوافق الدكتور في طرحه الذي أكد فيه أن الموسيقى من نعم الله.

فلا يمكن أن يتفق من يدعو للإنسانية مع من يدعو للقتل والتكفير. ولا يمكن أن نطلب ممن يكفر الناس أن يفكر، لأن بالنسبة له التكفير طريقة لحفظ الدين والدفاع عنه، في  حين ان من يفكر لا يمكن أن يكفر الناس، لأنه يعي جيدا أن الله هو وحده من يملك إمكانية تحديد الكافر والمؤمن وهو من سيحاسب كلا منهما. فكن مفكرا ولا تكن مكفرا .

Total
0
Shares
2 comments
  1. الإسلام دين الله من أول الزمان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وكل من يخرج عن تعالم الله الموجودة في القرآن والسنة النبوية فأما بالاجتهاد او الديمقراطة المزعومة التى يدعي بها الغرب ومن يسير في فلكم من العرب فإنه سيلقى المصير الذي وصلت إليه المجتماعات الغربية من فساد في الأخلاق التمزق الأسري الانحلال الخلقي أمثلة كثيرة كظهور المثلية الزنى اللواط كثرة الخليلات الربى شرب الخمر الآحاد العلني أكل رمضان والإجهار به بسبب هذه الافعال عقب بها الله أقوام قبلنا وسييعاقب بها الآخرون

  2. في الغرب اسلام بلا مسلمين ونحن لدينا مسلمين بدون اسلام٠٠٠ لا صدق ولا امانة ولا اثقان في العمل واللا ءحة للا سف طويلة٠ الفساد الاخلاقي نجده في مجتمعنا كدلك مع كثير من النفاق. بارك الله فيك يا استاذة

Comments are closed.

المنشورات ذات الصلة