من الناحية المهنية، لم تتوفق صديقي في صياغة المادة الخبرية أو حتى المادة النقدية واكتفيت برمي السموم والسباب والقدف، وهو أسلوب لا يليق بصحفي يدعي الإستقلالية.
من الناحية النصية.. عمودك يفتقر لأبجديات الكتابة الصحفية، وأعتقد جازما، أن طالبا في السنة الأولى بالمعهد العالي للإعلام والاتصال يستطيع أن يكشف أخطاءك المنهجية المتعددة التي ترتكب بمثل هذه الأعمدة. وهو ما يجعلني أتأسف لأنك لم تظهر بالبتة هدفك من العمود، إن صح نعته بعمود، وأظهرت قلما “مستعارا” ليس كباقي “الأقلام”.
ليس من يطبل لمشروع سياسي فاشل تحكمي ويتغذى عن طريق الفساد، هو من يستشهد بأبيات وكلمات أحمد فؤاد نجم، لانتقاد مدرسة سياسية عريقة متميزة، ساهمت في إخراج المغرب من مواجهات عديدة، كادت أن تعصف بالبلاد في أكثر من مناسبة، وذلك بفضل حكمة وتبصر مناضليه. أين كان من تترافع لصالحهم عندما كان مناضلو الحزب يعتقلون ويزجون في السجون حتى تأتي اليوم لتأكل الغلة وتسب الملة. أين كان من تتكلم باسمهم، عندما كان بنعبدالله ورفاقه في الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية يرددون أغاني الشيخ إمام وشعارات أحمد فؤاد نجم ؟ أين كان من تختبئ وراءهم عندما كان على يعتة، الصحفي والبرلماني والزعيم السياسي يعيش قساوة المحاكمات السياسية والإعلامية التي حاولت تكميم الأفواه الشريفة والمستقلة ؟ أين كان من تشتغل لصالحهم في لعبة مكشوفة، عند اعتقال الرفيق علي يعتة والرفيق شعيب الريفي بتهمة الإخلال بالنظام والعمل في صفوف حزب تعرض سري محظور؟ أين وأين وأين.. !
إن حزبا تأسس من رحم نضالات الشعب المغربي وتعرض للمنع والحظر وجميع أشكال التضييق لا يمكن إلا أن يكون محصنا ضد أي استهداف داخلي أو خارجي، وطور مناعته بأجيال من المناضلات والمناضلين الشرفاء همهم وحدة الحزب وحرصهم على إرثهم النضالي.
أذكر “بديلك” فقط، لعله يتذكر، أن المؤتمر الوطني الرابع لحزب التقدم والاشتراكية الذي نظم بالدارالبيضاء سنة 1987 كان شعاره “البدیل الدیمقراطي”، فعن أي بديل تتكلم اليوم. فهل بديلك الصحفي أن تنعل وتسب وتشتم وتغطي الحقائق، أم بديلك هو مراجعة الترتيبات ومحاولة التملق لجهة ما على حساب زعيم سياسي كلف من طرف اللجنة المركزية لحزبه للمشاركة في هذه الحكومة للوقوف ضد “النكوصيون”.
عندما تريد أن تتكلم عن حزب التقدم والاشتراكية وعن مناضليه، يجب أن تكون مستقلا في قراراتك وألا تتبنى هجوما بدون مناسبة ولا دلائل، اللهم إن كنت مدفوعا من القوى التحكمية التي تعرف جيدا أساليبها وخططها. فلا تجعل من حزب “الكتاب” حائطا قصيرا من أجل فتح “مصالحة مشبوهة” فذلك لن يشفع لك ولن يكون لك، لأن هذا الحزب به مناضلون وحتى وإن اختلفوا داخليا فإن تحليلهم يبقى ذلك دائما في إطار مدرسة ” المعقول”.
إذا أردت الركوب على مواقف سياسية مستقلة لبعض السياسيين فلا يقودك كسلك المهني، والذي يعرفه مدراؤك السابقين، إلى الاساءة بدون مبرر، مستعملا أسلوب القذف والسب في حق أناس اختاروا أن يكونوا سدا منيعا في وجه من همسوا في أذنك لتقوم بدورهم بالنيابة.
تعميما للفائدة هذا رابط مقال الزميل حمبد المهداوي :